كيفية إعداد دراسة جدوى لأي مشروع
تعريف دراسة
الجدوى (Feasibility Study)
دراسة الجدوى هي
دراسة يتم القيام بها من قبل الشخص الذي يريد أن يبدأ مشروعًا جديدًا حتى يمكنه
تطبيق وتنفيذ مشروعه وإنجاحه. فدراسة الجدوى تقدم لصاحب المشروع المقترح توضيحات
حول المطلوب من الموارد المالية والبشرية والعينية لتنفيذ المشروع. وحول المتوقع
من العوائد وما يمكن أن يؤثر على نجاح المشروع من قوانين أو منافسين أو أي تطورات
تكنولوجية مؤثرة.
وهي يتم تعريفها
أيضًا بأنها الدراسة التي يمكن أن توضح مدى ما يمكن الاستفادة منه عند تنفيذ
وتطبيق المشروع.
ففي دراسة الجدوى،
يحتاج صاحب المشروع قبل البد في تطبيقه وتنفيذه على أرض الواقع لدراسة التالي:
·
السوق،
هل يحتاج إلى المنتج أو الخدمة التي سيقدمها أو ينتجها
·
المنافسين، من حيث نقاط القوة والضعف لديهم وكيف يمكن
أن يهددوا تواجده أو يؤثروا على تحقيقه لأرباح معقولة تساعده في الاستمرار.
·
العملاء، وهم العنصر الأهم الذي يجب العودة إليه قبل
بدء تنفيذ المشروع لتعرف احتياجاته، اهتماماته، رغباته، ما يمكن أن يجذبه لاستخدام
الخدمة التي تقدمها أو شراء المنتج الذي تنتجه.
· التهديدات أو العوامل الخارجية المؤثرة. مثل القوانين، روف السوق صعودًا وهبوطًا،
الأوبئة، الحروب، الكوارث الطبيعية...إلخ.
·
القدرات أو نقاط القوة المتوفرة لدى صاحب المشروع. فما هي
الإمكانيات والإمكانات التي أمتلكها؟ كيف أستفيد منها وأوظفها بشكل صحيح؟
· نقاط الضعف التي يجب معالجتها، والاحتياجات الفنية والتكنولوجية التي يمكن شرائها أو تعلمها لكي يزيد الربح والعائد المادي.
أهمية عمل دراسة
جدوى لأي مشروع
تأتي أهمية دراسة
الجدوى في كونها تضع بين يدي صاحب المشروع الجديد مدى احتمالات نجاحه أو فشله.
فدراسة الجدوى تساعده في تبين حقيقة إمكانياته مقابل احتياجات المشروع. حيث فيها
يقوم بتحليل وتقييم المشروع كفكرة لتعرف مدى إمكانية تنفيذه وتطبيقه على أرض
الواقع.
حيث أن دراسة
الجدوى تفيد في تبين مدى فائدة المشروع ومدى إمكانية نجاحه من قبل البدء في
التنفيذ. فهي تجعل وتساعد صاحب فكرة المشروع الناشئ في أن يقرر ما إذا كان يمضي في
تنفيذ فكرته/ مشروعه أم لا. حتى لا يقرر البدء في التنفيذ بغير دراسة ودون علم أنه
قد يخسر أمواله وأموال الآخرين من الشركاء إذا تواجدوا.
ويقول ديفيد إي
جومبرت عن ذلك
"على الرغم من أن دراسة جدوى غير ناجحة قد تبدو وكأنها فشل، إلا أنها ليست كذلك. كان الفشل ليتحقق لو أنك استثمرت أموالك وأموال الآخرين ثم خسرتها بسبب العوائق التي فشلت في البحث عنها مسبقًا."
كيف يمكن أن نقوم
بعمل دراسة جدوى ناجحة؟
ولكي يمكنك أن
تقوم بعمل دراسة جدوى ناجحة ومفيدة تستطيع من خلالها التأكد من مدى نفع وجدوى
مشروعك من جميع الجوانب.
فيجب عليك تقسيم
الدراسة لكي تغطي الجوانب والنواحي التالية من مشورعك:
دراسة الجدوى
التقنية/ الفنية من المشروع
فمن المهم في أي دراسة جدوى تحديد وتقييم
الموارد التقنية الموجودة والمتاحة لدى صاحب فكرة المشروع. وذلك لتعرف وتحديد
الطاقة الإنتاجية المتوفرة، وكمية الإنتاج وحجمه بناءً على ما يتم توفره من آلات
ومعدات وخامات وقدرة مكانية وبشرية...إلخ.
وفي بحث الجدوى التقنية أيضًا يتم التأكيد على نوع أو مواصفات "المنتج" أو "الخدمة" المنوط بالمشروع تقديمها للمستهلك أو العميل. حيث يجب أن يتم تحديد نوع المُنتج أو الخدمة، وتعرف مدى إمكانية تقبل العميل/ المستهلك لهذه الخدمة أو السلعة المنتجة وإقباله على شرائها. وأيضًا تحديد نقاط القوة ونقاط الضعف (عوامل داخلية). وتعرف الفرص والتهديدات (العوامل الخارجية) الخاصة بالمنتج من حيث: المواصفات، المميزات، العيوب، والقدرة على المنافسة مع نفس نوع المنتج/ الخدمة أو منتجات/ خدمات مثيلة أو شبيهة يقدمها آخرون.
دراسة الجدوى/ الفائدة المالية للمشروع قبل تنفيذه
بعد التأكد من إمكانية تنفيذ فكرة المشروع من
الناحية/ الجدوى التقنية، يتم البدء في دراسة الجدوى المالية لفكرة المشروع.
وتعرف الجدوى المالية بأنها تحديد كل ما سوف
يتم صرفه لتنفيذ المشروع. وهي دراسة تقدم وتوضح بالأرقام التكاليف الخاصة بالتأسيس
من حيث تكاليف الأصول، تكاليف التشغيل، تكاليف إدارة المبيعات والتسويق. وهي تساعد
في تعرف مدى الاحتياج للحصول على قرض من عدمه للبدء في تنفيذ المشروع.
وهي الدراسة التي تجيب على أسئلة من نوعية:
· كم يمكن أن يحتاج المشروع من موازنة مالية لكي يتم تنفيذه وتطبيقه على أرض
الواقع؟
· هل يحتاج المشروع لكي يتم تنفيذه إلى قرض/ تمويل؟
· كيف سيتم تسعير السلعة المنتجة أو الخدمة المقدمة من خلال المشروع؟ (تحديد هيكل التسعير)
· كم يمكن أن أبيع من السلعة أو الخدمة؟ (تحديد حجم المبيعات المحتملة)
· كم من الوقت سوف يحتاج المشروع لكي يحقق أرباح من مبيعات السلع أو الخدمات
المقدمة؟
· كم سوف يكون العائد الاستثماري للمشروع؟
· كم من الوقت يمكن للمشروع أن يستمر بدون حركة بيع قوية/ بدون عائد حقيقي
وربح؟
كل هذه الأسئلة يجب الإجابة عنها في إطار تنفيذ دراسة
الجدوى المالية للمشروع قبل تنفيذه حتى يمكن الاطمئنان أن المشروع سيكون له فائدة/
جدوى مالية لصاحبه وللعاملين فيه.
دراسة الجدوى السوقية للمشروع (جدوى السوق)
وهي الدراسة التي سوف توضح
لصاحب فكرة المشروع ما إذا كان هناك احتياج فعلي للسلعة التي سوف ينتجها أو للخدمة
التي سوف يقدمها قبل أن يبدأ في التنفيذ. فما هي فائدة إنتاج سلعة أو تقديم وتوفير
خدمة لا ولن يطلبها أحد؟
أيضًا يجب الوضع في الحسبان ما إذا كان يوجد نفس السلعة
أو نفس الخدمة يقدمها أصحاب مشروعات أخرى أم لا. فوجود سلع/ خدمات مماثلة أو شبيهة
لما سوف يقدمه صاحب المشروع الناشئ قد يتسبب في فشل المشروع. خصوصًا لو لم يقدم
المشروع شيئ مميز عما يقدمه الآخرون.
وفي دراسة الجوى التسويقية، يقوم صاحب المشروع بتحديد:
· السوق/ القطاعات السوقية التي سوف يستهدفها لبيع منتجه أو الخدمة التي سوف يقوم
بتقديمها.
· السبب أو الأسباب التي سوف تجعل الناس/ المستهلكين يقبلون على شراء سلعته
أو تلقي الخدمة التي يقدمها.
· تحديد العملاء/ المستهلكون الذين يستهدفهم بسلعته أو الخدمة التي سوف
يوفرها. تحديد عددهم بشكل تقريبي، ومعرفة القوة الشرائية الخاصة بهم. مع تحديد
الطرق والكميات والتوقيتات التي يشترون بها (أنماط الشراء الخاصة بعملائك /
مستهلكين سلعتك أو خدمتك)
· تعرف كيفية الوصول لهولاء المستهلكين/ العملاء وكيفية بيع السلع أو تقديم
الخدمات لهم.
· تعرف المنافسون المباشرون أو غير المباشرين مع محاولة تحديد ومعرفة نقاط
قوتهم ونقاط ضعفهم.
دراسة الجدوى البيئية
والاجتماعية للمشروع
وهي الدراسة
التي سوف تعمل على تبين وتحديد القيم التي سوف يقدمها المشروع ويضيفها للمجتمع.
وذلك مثل: مدى ملائمة المشروع للقيم المجتمعية سواء الدينية والأخلاقية أو
الثقافية والتقاليد المجتمعية. وتحديد مدى تأثير المشروع على البيئة سواء بشكل
سلبي أو بشكل إيجابي.
فلابد من تحديد القيمة المضافة التي ستكون للمشروع بجانب
الإنتاج والربح لصاحبه وليس قصرًا عليهما فقط.
دراسة الجدوى القانونية للمشروع
هل المشروع
يتماشى مع القوانين الوطنية والدولية أم يتعارض معها؟ كيف يكون المشروع ملائم
قانونيًا وله شكل رسمي مسجل؟
دراسة وتقييم المخاطر (الخارجية) المحتملة
بعد دراسة كل النواحي والجوانب السابق ذكرها أعلاه، نأتي
لأهمية دراسة المخاطر المحتملة حتى يمكن وضع خطط لتجنبها أو خفض أي أثر سيئ لها
على المشروع حتى يمكن ضمان نجاحه. فمن أمثلة هذه المخاطر: الكوارث الطبيعية،
الأوبئة، القوانين وتغييرها، الثورات، الاقتصاد العالمي وغلاء المواد الخام، ظهور
منافسين جدد أو تطور منافسين قدامى...إلخ.
ولذلك يجب على صاحب المشروع وباختصار أن يضع قامة
بالمخاطر التي من المحتمل أن يواجهها مشروعه بعد وأثناء تنفيذه. وأن يضع خطة
تساعده في إدارة هذه المخاطر المحتملة والتغلب عليها والتقليل من آثارها السلبية
على مشروعه. وأن يفكر في كيف يمكنه أن يخفض ويقلل من هذه المخاطر.
ويمكن لصاحب المشروع أن يستعين بأشخاص آخرين معه لكي
يساعدونه في عمل دراسة الجدوى إذا لم يكن متمكن من تنفيذها. لكي يكون على بينة
ووضوح من مدى فائدة مشروعه المقترح لنفسه وللمجتمع من جميع الجوانب.
اقرأ أيضًا
كيف يمكن أن تتعامل مع الطفل العصبي؟
حياة موظف مقهور (2)... المديرون السيئون!
حكايات مع المنافقين... والمبادئ النفسية التي تحكم النفاق
#دراسة_الجدوى
#كيف_يتم_إعداد_دراسة_الجدوى
#كيفية_إعداد_دراسة_الجدوى
#كيف_تعد_دراسة_جدوى؟
#كيف_تعد_دراسة_جدوى_لمشروع؟
#دراسة_الجدوى_السوقية
تعليقات
إرسال تعليق