حكايات مع المنافقين… من يأكلون حقوق وفرص المجتهدين!
في البداية أود أن
أحكي لكم قصة حقيقة قد حدثت معي حين كنت أعمل في واحدة من المؤسسات العاملة في
مجال الخدمات التعليمية والتربوية. حيث وجدت في أحد الصباحات رئيسة المؤسسة
وصاحبتها ترسل على الجروب الخاص بالإدارة الذي يجمعني معها ومع رئيسي المباشر فقط
على تطبيق الواتساب. لينك (رابط) لفيديو إعلاني يدور حول دور الأم في حماية
أطفالها وسألتنا: ما رأيكم في هذا الإعلان؟
فأسرعت رئيسي المباشر في الرد قبل حتى أن أفتح لينك (رابط) الفيديو
لكي أشهده قائلة، "أنا متأكدة من رد حضرتك يا دكتور. أنا أحب هذا الإعلان
بشدة".
فجاء رد رئيستنا وصاحبة مؤسستنا و"ولي نعمتنا" كما تتعامل
معها رئيسي المباشر في العمل. بأن قالت، "هذا ليس من المعقول! ما تقولينه
يعتبر مصيبة. إنه ضد كل ما نقوم بتعليمه للأسر وللأطفال. ردك هذا معناه أنك غير
مقتنعة بكل ما تقومي بتعليمه وما تعلمتيه من خلال المؤسسة."
ابتسمت وأنا أرى هذه الكلمات مكتوبة، ولم أدخل في الحوار وتغافلت عنه
ولم أود المزايدة. أو التصفيق لرئيسة المؤسسة أو اتخاذ جانبها في الرد كما كانت
ستفعل رئيسي في العمل لو أن هذا الكلام موجه لي. وما أقوله هذا حقيقة لأني جربته
معها كثيرًا حتى أصبحت لا أدخل في حوار مع رئيسة المؤسسة في وجودها. لأني أعرف أين
سيكون مكانها بغض النظر عن فحوى ومعنى الكلام. لدرجة أنها كانت دائمًا تتخذ جانب
رئيستها في قرار ثم تعود معها فيه لو عادت واتخذت قرارًا على النقيض من القرار
السابق.
واستكمالاً للحكاية، جاء رد رئيسي المباشر على رئيسها مكتوبًا كالتالي:
·
بالطبع لا لا
·
لا يصح أبدًا أن أفعل
ذلك
·
هذا الإعلان يهدم
الحقوق
·
إنه ضد الدين أيضًا،
وليس فقط ضد ما نقوم بتعليمه من خلال المؤسسة.
·
بالتأكيد أنا متفقة
مع حضرتك يا دكتور في كل ما تقولينه
·
أتفق معكِ تمامًا
·
كل ما قلته في
البداية عن حبي للإعلان ما هو إلا مجرد نكتة ليس أكثر.
·
أعتذر، وأرجو أن
تتقبلي أسفي. حضرتك دائمًا “صح الصح” ولديك كل الصواب.
وانتهت الحكاية، وانتهى الحوار، ولم أكتب أو أرد أو أشارك في المناقشة
لأني بعدها مباشرة أصبت بالغثيان. والحمد لله لم يمر أكثر من شهر عن هذا الحدث
وكنت قد غادرت المكان مستقيلاً عن العمل فيه وتاركًا إياه. بعد أن تعرفت فيه
وتعرضت لأقوى جرعات النفاق المثير للغثيان. حتى أنني أسميتها “ملكة النفاق
المتوجة”، وأحيانًا “آلهة النفاق” لدى المصريين القدماء والمعاصرين. وملهمة
المنافقين المستقبليين! وكانت هذه القصة التي قمت بسردها جزء صغير أو بعض قليل من
كل كثير مما رأيته وعايشته مع من هم على شاكلتها.
ولقد جعلني التعامل مع مثل هذه الشخصية المنافقة أمر بأزمة نفسية
عميقة. حتى أنني قد عانيت من المرض بسبب هذه الأزمة النفسية. وقد جعلتني أسقط في
شعور دائم من الارتياب، والتردد، والتذبذب في اتخاذ القرارات. وعانيت كثيرًا حتى
أشفى وتعود لي بعض من الثقة في البشر. وإن كانت ثقة غير واثقة وأنا لا زلت أعيش في
شبه عزلة نفسية بسببها.
أرض النفاق (يوسف السباعي) مثال آخر ساطع عن النفاق
أذكر أن من ضمن جملة الأشياء التي جعلتني أكره
النفاق والمنافقين والتلون والمتلونين. هو قرائتي في سن مبكرة لرواية أرض النفاق التي كتبها الروائي
العظيم “يوسف السباعي”. وهي الرواية التي صدرت للمرة الأولى في عام 1949. ولقد
قرأت الرواية قبل أن أشاهد الفيلم الذي قام ببطولته الرائع والعظيم. الفنان الراحل
فؤاد المهندس مع سميحة أيوب وشويكار، وهو يقدم النفاق في أزهى صوره. حين يغازل
فؤاد المهندس (مسعود) زوجة المدير العجوز الحيزبون الشمطاء. وينافق رئيسه في العمل
حتى ينتهي مفعول حبوب النفاق. ويخطئ بأن يبتلع حبوب الشجاعة لكي يعلن للجميع
حقيقتهم. ولكي ينتهي به الحال في الحضيض كما بدأ بعد أن وصل لأعلى المناصب عن طريق
النفاق.
جدير بالذكر أن فيلم أرض النفاق"” قد تم إنتاجه وعرضه
عام 1963، وقد أخرجه فطين عبد الوهاب. كما أن نفس القصة تم تناولها في فيلم سابق
بعنوان “أخلاق للبيع”. الذي تم إنتاجه وعرضه عام 1950 وكان بطولة فاتن حمامة،
ومحمود ذو الفقار. كما أن قصة رواية “أرض النفاق” تم نتاجها في صورة مسلسل
تليفزيوني كوميدي بطولة الممثل “محمد هنيدي”. وإن كنت أرى أن وضع مثل هذا العمل في
صورة كوميدية يضر بالرسالة التي تقصد الرواية أن تنشرها بين الناس لمحاربة
السلوكيات غير الحميدة واللأخلاقية والتي يأتي على رأسها "النفاق".
ومن أجمل المشاهد في فيلم "أرض النفاق" بطولة فؤاد المهندس
كان مشهد الحور حول مشكلة "الشنكل". صحيح أنه قد يكون بعيدًا عن موضوع
النفاق، لكنه يكشف الكثير من الأشياء السلبية في أرض النفاق. فالنفاق ليس دائمًا
يكون من شخص إلى شخص، ولكن من الممكن أن ننافق القانون واللوائح بالتمسك الحرفي
بتطبيقها.
يمكن مشاهدة “مشهد الشنكل” في فيلم “أرض النفاق”
من هنا، وهو أحد المشاهد العبقرية في السينما المصرية
فما هو النفاق إذن؟ وما هي تلك المبادئ النفسية
التي تحكم النفاق؟ سواء ناحية المُنَافِق (بكسر الفاء) أو المُنَافَق (بفتح حرف
الفاء)؟
ما هو النفاق؟
يُعرف النفاق لُغويًا بأنه كلمة مشتقة من المصدر "نَفَقَ" والذي يعني نَفَذَ أو تَسَرَبَ. حيث أن المقصود بها التجويف والقنوات التي تكون في الأرض. والتي يتم استعمالها من أجل الهروب والتخفي. وفي اللغة الإنجليزية يتم استخدام كلمة Hypocrisy أي منافق أو مرائي. وإن كانت اللغة العربية تقوم بالتفرقة بين الكلمتين في معناهما.
والنفاق معناه بشكل عام أن يقوم الشخص بإظهار شيئ مخالف لما يسره في قلبه أو عقله. أما الرياء فهو أن يقوم الفرد بإظهار الأشياء والأفعال الجميلة لكي يتلقى الحمد والشكر من الناس. وعلى هذا يوجد الفرق بين النفاق والرياء وإن كنا نستخدمهما أحيانًا كثيرة كلاً في موضع الآخر.
نفسية المنافق وما يعتمل فيها
يعتبر النفاق من الأمراض النفسية من ناحية ومن السلوكيات الخطرة على
الجماعات وعلى الأمم والدول من ناحية أخرى. لأن أي إنسان سليم وبغير مرض لا يكون
له سوى طريقة واحدة في التعامل مع من حوله ووجه واحد يبرزه لا عدة وجوه. ولذلك
يكون لديه انسجام وتناغم بين النفس/ الروح والجسد. في حين أن المنافق فيكون لديه
ازدواجية في طبيعته وسلوكه. فهو يتأرجح بين الرفض والتذبذب ويظهر في شكلين
أحدهما يخالف الآخر في نفس الموقف إذا ما تغير الأشخاص أو المكان. حيث يحدث تزاوج
ودمج بين المرضين النفسي والفكري. وتظهر في نفس اللحظة أو لنفس الموقف إذا تكرر
فيما بعد صورة معاكسة ومتضادة يتم تسميتها بالـ "نفاق".
حكاية ومثال للتوضيح
وكمثال معاش، أسرد لكم استكمالاً للقصة التي بدأنا بها المقال عن نفس
الشخصية المنافقة التي حكيت عنها أحد المواقف. حيث أنها في اجتماعاتنا الثلاثية
كقيادات كانت تتحمس لقرارات رئيستها صاحبة العمل. وكانت الفرحة تملؤها والابتسامة
تعتلي شفاهها إذا ما عارضت أنا القرار لعدم واقعيته ولمخالفته أصول العمل كما
تعلمتها ومارستها. فإنها كانت تدافع عن الفكرة والقرار باستماتة لكي يتم تنفيذها
طالما صاحبة العمل ترغب فيه. وبعد أن يتم التنفيذ ويثبت فشل الفكرة أو القرار.
كانت تخبر المرؤسين الذين يلومونها عليه بأنها “لم تكن موافقة على القرار ولم تكن
راضية عنه حين تم اتخاذه”. ولسان حالي، حين كان يصلني هذا الكلام من مرؤسيني، كان
يردد "اللهم لا اعتراض"، "اللهم اخرجنا من هذه القرية الظالمة
أهلها"، "اللهم أبعدنا عن النفاق وملكة النفاق".
لماذا ينافق المنافقون؟
·
القيام بعمل تغطية
للقلق النفسي الذي يعتري المنافق.
·
المنافق لده حب شديد
للذات، وهو يقوم بإظهار هذا الحب عن طريق القيام بعدد من السلوكيات مثل:
1.
ستر كل ما هو غير
جميل وقبيح لديهم عن طريق التظاهر بكل ما هو جميل أمام الناس
وخصوصًا أمام من له سلطة عليه.
2. يقوموا بنسب أعمال غيرهم لأنفسهم، سواء كانت أعمال ملموسة أو أفكار وآراء ورؤى. قد يعارضونها في البداية ثم يروونها على أنها أفكارهم إذا ما استحسنها رؤسائهم. وقد يتلقونها من غير اهتمام وبالتقليل منها لو جائت من مرؤوسيهم ثم تتفاجئ بأنهم يتحمسون لها ويتبنونها ويرددونها كالببغاوات إذا ما قالها رؤسائهم أو قادتهم. بل يتخذونها شعارًا لهم ويفرضونها على مرؤوسيهم أو من هم أقل شأناً منهم لكي يشاركونهم في الترديد. ويعتبرون هذا انتصارًا ودعمًا لهم ولمواقفهم.
ومن الأسباب أيضًا، والتي يمكن أن تكون من السمات
والصفات الخاصة بشخصية المنافق:
·
المنافقون يتنكرون
وبشدة لكل ما يتنافى أو يتعارض وشخصياتهم الاجتماعية كما يودون أن تظهر. فهم دائمًا يتظاهرون
شكلاً ومضمونًا، ودائمًا يرددون أنهم قد تعلموا واستفادوا في حياتهم ممن يقومون
بمنافقتهم من الشخصيات الأعلى شأنًا منهم ومن رؤسائهم. ومن العبارات المشهورة
لمنافقتنا الأكبر في قصصنا التي سردناها سابقًا “أنا اتعلمت منك كتير يا دكتور!”،
“حضرتك قمتِ بالتأثير في حياتي وفي طريقة تعاملي مع أولادي بشكل غير معقول”. وهكذا
من عبارات النفاق التي تُدخل السرور على قلب بعض رؤساء العمل من الفارغين عقليًا.
وتجعلهم، مخدوعين، يتمسكون بمن هم مثلها لأنهم يحبون سماع كلمات الثناء والشكر حتى
وإن كانت على “لا شيئ”.
·
يحدث نوع من انعدام
أو انخفاض في التهيؤ أو الاستعداد لعمليات الإدراك العقلي والحدسي بل والحسي لدى
المنافق. فقد يحدث وأن تنظر
المجموعة إلى شيئ أو حدث واحد في نفس الوقت. وكل فرد فيها يدرك ذلك الشيئ أو الحدث
بشكل مختلف عن الآخرين حسب زاوية الرؤية أو الأفكار المسبقة والخبرات وخلافه. أما
المنافق فتنعدم لديه الاستعدادات للإدراك حيث ينتظر ما سيدركه من سيقوم بمنافقته
حتى يردد وجهة نظره ويتبنى رؤيته. ومع الوقت والممارسة الدائمة لهذا الفعل لا يصبح
لدى المنافق وجهة نظر يعبر عنها بل هو يتبني وجهات نظر أولياء نعمته ويناقضها
وينفيها في حالة انتقده أحدهم. والحكاية والمثال السابق ذكره يوضح هذا.
·
يسمح النفاق للناس
بأن يظهروا في الشكل الأفضل الذي يرغبونه دون أن يقوموا بأي مجهود يذكر. وهو الأمر
الذي يكون أسهل بكثير جدًا عن أن يتمسكوا بصرامة بالمبادئ والمثل العليا والقيم
والقوانين.
·
بعض الرؤساء في العمل
وفي الجماعات لديهم نقائص يخفونها بإحاطة أنفسهم بالمنافقين. هؤلاء الذين يزينون
لهم كل أقوالهم وأعمالهم لكي يتعيشون من خيراتهم كالطفيليات. فكل فارغ ضعيف يحيط
نفسه بمن على شاكلته من المنافقين الذين يرتاح لأقوالهم ويتفاخر بشكرهم وبحمدهم.
في حين أنه يكره منتقديه ويعتبرهم من الحاقدين والأعداء.
سمات المنافقين التي يجب أن نعرفها عنهم حتى
نتجنبهم
المنافقون لا يمكن بسهولة أن يتم التعرف عليهم.
فهم معتادون على إظهار الحب والصداقة والتفهم والتقدير بشكل خادع. بحيث لا يستطع
الأفراد خصوصًا الأنقياء أن يتعرفوا ويروا وجوههم ونواياهم الحقيقية. وما يعتمل في
نفوسهم من حقد وبغض بالإضافة إلى النفاق والرياء. فالمنافق يمتلك الكثير والكثير
من العلاقات، بعضها حقيقي وبعضها قد يكون غير حقيقي. وسوف أسوق لكم بعض الأمثلة من خلال شخصية "ملكة النفاق"
التي تحدثنا عنها منذ بداية المقال.
·
في يوم من الأيام،
تعاملت مع أحد العملاء للمؤسسة والممولين لها بمبالغ طائلة. ودار بيني وبينها حديث
حول هذه "العميلة" وما تقدمه للمؤسسة. فإذا بها تتفاخر وتعلن أن هذه
العميلة صديقتها، بالرغم من أنني لم أجد أي أثر لهذه الصداقة من العميلة خلال كل
تعاملاتي معها أو في حديث العميلة معي عنها.
· كنا في اجتماع لمناقشة إحدى المشكلات والتحقيق فيها. وقد حضر في الاجتماع أحد الشركاء في المؤسسة مع صاحبتها ورئيستها. فوجدتها طوال الوقت تفخم فيما يقوله الشريك، وتقول عنه "أستاذي"، و"معلمي". وفي كل جملة تقولها تبدأ بـ "كما قال معلمي وأستاذي"، و "مثلما ذكر أستاذي الذي تعلمت منه الكثير والكثير طوال مسيرتي المهنية"… إلخ.
والآن، لنوضح السمات التي يتسم بها المنافقون
·
من السمات الدينية
للمنافق أنه يهتم بالمظاهر الدينية ويؤكد عليها أكثر من جوهر الدين. فالشعائر
والملبس وإقحام الآيات والأحاديث في حواراته أهم لديه من السلوكيات والنوايا
الجيدة والحسنة. (ولكم في صاحب فرن الخبز في فيلم كلمني شكرًا مثلاً وعبرة على
النفاق الديني).
·
من السمات الاجتماعية
للمنافق أنه يقوم بإثارة الفتن. ففي الوقت الذي يدعم فيه فكرة ما أو قرار أمام
متخذه. يرفض القرار أو ينقد الفكرة ويهاجمها من خلفه وأمام الآخرين ويحرضهم على
رفضها. وأعتقد أن في حكاياتي عن “سيدة النفاق” قد ضربت مثلاً عن ذلك.
· يميل المنافق ومن على شاكلته على خداع الناس والتغرير بهم. وسوف أسوق لكم قصة جديدة من قصص “ملكة النفاق” أرجو أن توضح ذلك.
قصة ومثال جديد من "ملكة النفاق"
كنا في في حاجة لاتخاذ قرار في العمل يخص المرؤسين وطريقة عملهم. وقد
اتصلت تليفونيًا بها كرئيستي في العمل وناقشتها في القرار واتفقنا عليه. وبالفعل
قمت بإبلاغ القرار لمرؤسيني وطلبت منهم التخطيط للعمل بناءًا على ذلك. وبالفعل
نفذوا المطلوب، وأرسلوا خططهم بناءًا على ما تم إبلاغهم به وما اتفقا عليه. وقمت
بمراجعته وإرساله مع تأكيد التنفيذ فإذا بسيدة النفاق الأولى بعد يومين من إرسال
المخططات الخاصة بالعمل. ترسل رسالة عبر تطبيق “الواتساب” في الجروب القيادات
تستنكر ما تم القيام به من خطوات وتسأل: لماذا قمت بمخالفة التعليمات؟
بل وصل الأمر إلى أن طالبت بتوقيع جزاء على شخصي لمخالفة تعليمات
المؤسسة. رغم أن هذه التعليمات التي تدعي أني خالفتها قد تم إعلانها بعد اتفاقنا
التليفوني وبعد إرسال مخططات العمل. كما أنها لم ترد على مخططات العمل المرسلة
بالرفض أو بطلب التعديل. فعلمت وفهمت أنها قد نصبت فخًا وأوقعتني وفريق العمل فيه.
لكي تظهر أمام صاحبة ورئيسة المؤسسة بأنها حامي حمى القواعد والقوانين الخاصة
بالعمل. وأنها تنفذ التعليمات وحدها على غير الحقيقة. فهي تنفذ التعليمات بشكل
شفهي على نفسها وتجد بنفاقها مخارجًا. بينما تنفذها بشكل عملي على البعض من
المرؤسين. والبعض الآخر ممن ينافقونها ويساعدونها في نفاقها لا يطبق عليهم مما
تسبب في صراع ونفور بين أفراد الجماعة بعضهم البعض.
وهذا مثال للخداع من ناحية، ولإثارة الفتن من
ناحية أخرى
عودة لسمات المنافق
·
المنافقون يكثرون من
القسم والحلفان حتى يصدقهم الناس. وإن كان هناك مثل شعبي يقول "قالوا للحرامي
احلف…."
·
يحاول المنافق دائمًا
أن يجذب انتباه الآخرين إليه. فيقوم باختيار الملابس الجذابة ويظهرون بالمظهر
الحسن. ويدعون ممارستهم لكل أنواع الهوايات والأنشطة التي يمارسها من يقومون
بنفاقهم. فإن كان الرئيس في العمل أو في أي نشاط يقرأ، فإن المنافق يدعي أنه قارئ
ودودة كتب. وإن كان الرئيس يمارس الرياضة، فتجد المنافق يعلن أنه مشترك في أكبر
الأندية الرياضية وأنه يمارس الرياضة بشكل يومي مثل رئيسه… وهكذا.
سمات لا أخلاقية في المنافق
·
المنافق في العادة
يكون انتهازي ونفعي
·
كما أسلفنا، فالنفاق
والرياء وجهان لعملة واحدة حتى وإن كان هناك اختلاف. فالمنافق يمارس أيضًا
الرياء.
·
المنافق يكذب، ويمارس الكذب
ويقوله بنفس الثقة التي يقول بها الحقيقة. ومن المثال الأخير عن “سيدة النفاق
الأولى” فقد كانت تكذب بكل ثقة. وهي تقول عندما واجهتها بحقيقة المكالمة
التليفونية واتفاقنا خلالها. “أنا من غير الممكن أبدًا أبدًا أن أوافق على شيئ لا
توافق عليه المؤسسة وإدارتها العليا”. حتى أني أعلنت بسبب هذا الكذب أن أي مكالمة
ستتم بها لابد من تسجيلها من أجل الرجوع والعودة إليها في حالة حدوث اختلاف في
الكلام.
· المنافق جبان وخواف. فهو دائمًا يخاف أن يحصل أي شخص على مكانته التي وصل إليها بالنفاق. ولعلمه أنه ضعيف ولا يستحق هذه المكانة. فإنه يقوم بتشويه الآخرين تمامًا بنفس القدر الذي يقوم فيه بتجميل وتحسين وتشجيع بل والتهليل لآراء وأفكار وشخصيات من يقوم بنفاقهم. كما أن المنافق يخاف دائمًا من المواجهة ويتستر عند اتخاذ القرارات بمن هم أعلى منه حتى لا يتحمل التبعات. وسوف أسوق لكم مثالاً جديدًا من حكاياتي مع "آلهة النفاق والمنافقين المعاصرة".
حكاية جديدة، الاتصالات والاجتماعات فيها "إن"
ففي ظل شعورها بضعفها وضعف قدراتها وشخصيتها أمامي. وفي ظل تخوفها من
اتخاذ قرارات قد أرفضها أو يتم تنفيذها وتفشل. وجدتها دائمًا لا تجتمع معي لمناقشة
أي عمل بشكل ثنائي أبدًا. دائمًا عندما تكون هي المتصلة علي تفاجئني أن الاتصال
ثلاثي باستخدام خاصية call conference. وتكون هي ورئيسة وصاحبة المؤسسة معي في التليفون لكي تقوم بسؤالي أو
دفعي لقرار ما أو مناقشتي في أي أمر. حتى في المراسلات عبر الواتساب أو عبر
الإيميل لم تكن ترسل شيئ إلا بمشاركة رئيستها في العمل لكي تدعمها. ولكي يكون
القرار ليس قراراها. وقد تحدثت منها عن هذه الملاحة، وسألتها، “لماذا لا نقوم
بمناقشة أي أمر نحن التنفيذيين أولاً قبل رفعه أو وضع أصحاب المؤسسة فيه؟ ما السبب
الذي يمنعنا من أن نجتمع ونتناقش نحن أولًا ونصل إلى قرار قبل إقحام رئيسة وصاحبة
المؤسسة فيه؟
وكان الرد دائمًا،"ولماذا لا تشاركنا رئيسة المؤسسة في القرار؟"
وهو أمر حق اكتشفت أنه يراد به باطل حيث أنها لا تريد أن تتخذ قرارًا بل تريد أن
تدفع رئيسة العمل في أن يكون القرار قرارها. وهي دائمًا مساندة لها حتى إذا فشل
الأمر تعود وتدعي أنها لم تكن راضية عنه ولكنه قرار رئيستها من ناحية. ولكي تثبت
لرئيستها إذا ما اعترضت أنا على القرار وتوقيته من وجهة نظري بأني لا أقوم بما هو
مفروض للعمل وأقوم بعرقلة التطور والنمو والأفكار العظيمة، الفاشلة لاحقًا، من
ناحية أخرى. فهي أبدًا منذ تعاملت معها كانت تخشى المواجهة وتختبئ في فم صاحبة
العمل وفي قرارتها حتى وإن كانت هي التي تدفعها لاتخاذ وإعلان هذه القرارات.
الارتياب والدفاع والقسوة عند التمكن، سمات أخرى
في شخصة المنافق
·
المنافق دائم التردد
والارتياب، وغير قادر على اخاذ القرارات وإصدار الأحكام. فهو ينتظر من سيقول ماذا
·
الميل إلى اتخاذ موقف
المدافع عن النفس، والنفي لأي شيئ سلبي. مع الإعلان عن أنه يتعلم وأنه إن كان هناك
أي أخطاء فهو متوقع لها وأن هذه الأخطاء من طبيعة البشر… إلخ. حتى يأتي الوقت الذي
فيه يتمكن من أن ينسب كل الأخطاء لغيره ممن حوله والمحيطين به إلا رؤسائه طالما هم
رؤساء.
·
التحايل، هو من
السمات والصفات الرئيسة لدى المنافق.
· المنافق دائمًا جارح وقاسي عندما يتخذ قرارات أو يعلنها. فالقسوة لا تكون فقط في القرارات ولكنها تكون أيضًا في الكلمات المعلنة لهذه القرارات. فهو يستخدم ألفاظ كـ “الأوامر”، وبطريقة “أنا ربكم الأعلى ورئيسكم الذي لا يرد له كلمة”. فقط لأنه يكون غير مصدق أن في مقدوره اتخاذ القرار، أو أنه يتشفى فيمن سوف يتأثروا سلبًا من القرار. أنه يحاول إثبات سلطته بشكل يُظهر كم هو غير مصدق أنه يمتلك تلك السلطة. فيدفع الكلمات دفعًا ويلقيها كالأحجار في وجه من يرأسهم مقابل نعومة الكلمات وجميلها في وجه من يرأسونه.
النفاق غير محبوب اجتماعيًا ويعتبر من الأمراض النفسية والعقلية. كما
أنه مؤذي لمن يحيطون بالمنافق. لأنه بنفاقه يأكل ويتعدى على حقوق الغير ويحصل على
مميزات لا يستحقها في ظل أي مجتمع مريض ينمو ويترعرع فيه النفاق والرياء.
عافانا الله ورحمنا من كل منافق وجنبنا إياه في الحياة والعمل
اقرأ أيضًا
#النفاق
#المنافق
#سمات_المنافق
#المبادئ_النفسية_التي_تحكم_النفاق
تعليقات
إرسال تعليق