من يوميات موظف مقهور…
سبق وأن قرأت كما قرأ الجميع عن انتحار أحد
الموظفين في شركة خاصة في منطقة “التجمع الخامس” في القاهرة، مصر. وعلمت مما قرأت
أن سبب الانتحار كان
التضييق الذي مارسه المدير المباشر لهذا الموظف المنتحر. وقد كتبت الصحف ومنها صحف
رسمية مملوكة للدولة عن القصة بأن الموظف كان يعاني من ضغوط شديدة داخل عمله. وكان
يعاني من التعسف والقهر الذي كان يمارسه مديره المباشر ضده. في نفس الوقت الذي
كانت فيه نفسيته محطمة لأسباب تتعلق بأزمة مالية يمر بها.
وقد سبق وكتبت هنا في "مقال بعنوان" حكايات مع
المنافقين عرضت فيه لبعض المواقف من مديرين هم لا شيء لكنهم يقهرون
الموظفين. ويتسببون في عقد نفسية لهم من أفعالهم ونفاقهم وقسوتهم حين يتمكنون
منهم. وأن أصحاب العمل يبقون على مثل هؤلاء لأنهم يعرفون كيف ينافقونهم.
وقد جاءت قصة هذا الموظف الذي انتحر بالقفز من الطابق الثالث في الشركة التي يعمل بها. لكي تذكرني بما كتبته عن مواقف سابقة مع مديرين كانوا يتعايشون على جهد الموظفين وهم أقل خبرة منهم. وأقل جهدًا وأقل كفاءة لكن ما رفعهم وأبقاهم في مواقعهم لم يكن ما يقدمونه للعمل بقدر ما كان ما يقدمونه من مجاملات ونفاق لأصحاب العمل.من يوميات موظف مقهور (بقلم/ أسامة الأديب)
وتذكرت
أني كتبت بعض اليوميات التي أسوق إحداها هنا في صورة قصيدة شعر. كنت قد كتبتها منذ
سنوات ليست ببعيدة أرفض فيها مثل هذا الظلم وأقاومه. سواء بشكل عملي في خطوات
اتخذتها للاستقلال في العمل أو في كتاباتي لتحرير نفسي من أثر هذا الظلم والجمود.
وإليكم
الآن ما كتبته في يوم 10 نوفمبر 2013 تحت عنوان "من أجل نفسي لا".
من أجل نفسي "لا"
يخدعونك دائمًا!
تارةً
باسم الحب يأخذون نفسك،
وتارةً
باسم الإنسانية يأخذون وقتك، وجهدك، وقلبك،
وتارةً
باسم النجاح، وهم يتمنون ويسعون لفشلك إذا ما كان النجاح نجاحك،
وليس
نجاحًا لهم،
وإذا
ما كان الضوء مُسَلَّطًا نحوك، وليس حولهم
وتارةً
باسم الإرادة، أو العزيمة، أو التقدم
وغالبًا
باسم “السُلطة” حيث “حسنة وأنا سيدك”،
دائمًا
يخدعونك بجميل كلامهم، وسحر منطقهم،
العصا
معلقةٌ في آخرها الجزرة
لا
أنت تطالها حتى تأكلها،
ولا
أنت ترى العصا حتى تتجنب ضرباتها
دائمًا
يخدعونك،
ويعيشون،
ويتعايشون على خديعتك
لا
شيء هم، وأنت
كل
شيء بالنسبة لوجودهم "الآن"
وإذا
ما انتهى هذا "الآن"
أنت
انتهيت بالنسبة "لهم أو لهن"
يرسمون ابتساماتهم من عرق جبينك
ويتلفحون
وقت العواصف بساعدك
يأكلون
بأفكارك،
ويشربون
من نهر عينيك ضيائك وبهائك
يتنفسون
اقتراحاتك ثم
يؤكدون
لك أنها لهم، وما تسمعه أو تراه
ليس
إلا أوهامك
أنت،
يجب أن تكون حيث أنت
مهما
استطالت أو استعرضت مهاراتك، وقدراتك
وبقيت
إمكاناتهم محدودة
مهما
حاباك الله من لدنه بمواهب
ومواهبهم
أصبحت غير مُستعملة ولا موجودة
مهما
علت هامتك،
وهاماتهم
لمكانها في الأسفل صارت مشدودة
أنت أنت
وهم
هم
يصنعون
منك ما يشاءون
وإن
حاولت أنت
أن
تصنع من نفسك ما شئت،
وأن
تكون كيفما جُعلت
تحتك
الأتون المحمى يكون
وحولك
السهام من معظم العيون
عيونهم
هم، وعيون من هم مثلك، لكنهم
تارةً
"الخائفون"
وتارةً
"المراؤون والمنافقون"
وتارةً
"المتسلقون" في الفراغ
الذين
لا هم لأعلى واصلون
ولا في الأسفل –حيث مكانهم- قابعون،
وتارةً "الغيورون"
هؤلاء
الذين ليس لديهم شيء
-لكنهم-
لتحطيم
ما لديك راغبون
وتارةً
"الصامتون"
من
لا حول لهم ولا قوة
استمرأوا
الأوجاع، واعتادوا الوهم
قيل
لهم: لا تستطيعون
فما
استطاعوا قبلاً، ولن -فيما بعد-وميات موظف مقهور
يستطيعون
الحال
مآله -في الأعمال- إلى الجنون
ثورةٌ
سوف تطاله مهما مضت الأيام أو السنون
يكفيهم
ما كانوا فيه بنشر الوهم
فالوهم
سوف يحطمه – يومًا – من قد يقولون عنه أنه "المجنون"
وإنَّهم
غدًا لسوف يتذكرون
سوف
يتذكرون…
اقرأ أيضًا
تأثير الكلام السلبي على المراهقين
#شعر
#يوميات_موظف_مقهور
#من_يوميات_موظف_مقهور
تعليقات
إرسال تعليق