تأثير الكلام السلبي على المراهقين
لا يستطيع أحد أن ينكر مدى تأثير الكلمات على الإنسان
بشكل عام سواء كانت هذه الكلمات سلبية أو كلمات إيجابية. فالكلمات الإيجابية تقوي
ثقة الإنسان في نفسه وتساعده في الحصول على حياة نفسية سليمة وصحية. بينما الكلمات
السلبية تنزع ثقة الإنسان في نفسه وليست فقط تقوم بإضعافها. وتصيبه بالإحباط
وبالقلق والتوتر حتى يصل إلى الاكتئاب وأمراض نفسية وجسدية عديدة وكثيرة.
كل هذا يحدث مع الإنسان الراشد، فما بالكم مع الطفل
المراهق الذي يمر بفترة صعبة من العمر. فترة يعيش فيها تقلبات مزاجية ونفسية،
ويعاني فنها من مشاعر متضاربة، ومتقلبة. ويحتاج إلى من يشجعه ويحتويه حتى تمر هذه
الفترة في خير وسلام ويكمل حياته في صحة نفسية جيدة بدون مشكلات قد تؤثر على مستقبله.
لذلك كان من الهام جدًا أن نعرض لكم أعزائي القراء إجابات
حول الأسئلة التالية:
ما هي فترة المراهقة؟
ماذا تكون خصائص فترة المراهقة؟
ما تأثير الكلام السلبي على الإنسان في فترة المراهقة؟
فترة المراهقة في حياة الإنسان
يتم تعريف المراهقة في حياة الإنسان
بأنها،
"تلك الفترة من عمر الإنسان الني تفصل بين فترة الطفولة وفترة الرشد. وهي تمتد زمنيًا في الفترة العمرية من سن 13 عامًا إلى سن 25 عام. كما أن بدايتها ونهايتها قد تختلف من فرد إلى آخر ومن مجتمع لآخر أو حسب الجنس والبيئة والظروف المحيطة."
ويعرف المراهق في اللغة الإنجليزية بأنه “Teenager” أي ذلك الشخص
الذي يمر في المرحلة العمرية من سن 13 (Thirteen) إلى سن 19 سنة (Nineteen). وهي
الأرقام التي تنتهي كلماتها بالمقطع “teen” لذلك تم تسميتهم كما سبق وذكرنا بـ “Teenagers”، هذا من ناحية العمر.
وفترة المراهقة من المعروف عنها أنها فترة متقلبة، وفترة
صعبة تمر على الإنسان. وهي التي تحدد مستقبله، وتؤثر فيه سلبًا أو إيجابًا حسبما
يمر به من أحداث وما يحصل عليه من تشجيع أو إحباط.
خصائص فترة المراهقة عند
الإنسان
يعتبر التالي من أهم الخصائص الخاصة بمرحلة المراهقة عند
الإنسان والذي أوضحته الدراسات النفسية والطبية والاجتماعية.
·
المرور
بمرحلة من النمو التي تجعل المراهق يتمرد على والديه وصلاحياتهم. وهو يقوم بفعل
ذلك من أجل القيام بتطوير شخصيته واستقلالها وإثبات قدرته على المواجهة والتعامل
لتحديات وصعوبات الحياة المختلفة.
·
لا
يثق المراهق كثيرًا في مدى قدرة والديه على فهم ما يفكر فيه أو ما يريده. لذلك
قليلاً جدًا أو نادرًا ما يشاركهم في أفكاره خاصةً لو كان هذا غير معتاد عليه في
فترة الطفولة من حياته.
·
التقرب
أكثر والالتصاق بالشلة (المجموعة) من الأصحاب والزملاء والأصدقاء من سنه.
والابتعاد أكثر فأكثر عن الأهل والانعزال إلى حد كبير عنهم.
·
المراهق
يعاني من المزاج المتقلب، والمشاعر المضطربة والمتقلبة والمتغيرة بشكل دائم
والمتطرفة أيضًا. (التطرف في المشاعر هنا يعني إما الحب بشدة أو الكراهية بشدة… أي
أن المراهق تكون مشاعره دائمًا في منتهى الشدة/ في الحد الأقصى لها مهما كانت)
تأثير الكلمات السلبية على النفس وعلى الجسد
·
ينشغل
المراهق، سواء كان ذكرًا أو أنثى، بمظهره الخارجي بشدة في فترة المراهقة. ويزعجه
دائمًا التغيرات الجسمانية الكثيرة التي تحدث له نتيجة مروره بهذه الفترة.
·
فترة
المراهقة، هي تلك الفترة التي يبدأ فيها الإنسان “البلوغ الجنسي” والتي تتسبب في
الكثير من التغيرات الفسيولوجية والاجتماعية والنفسية.
·
يتأثر
المراهق نفسيًا كثيرًا بآراء وبكلمات الآخرين عنه أو له. فهذه الكلمات إما أن ترفع
روحه المعنوية إلى السماء وتزيد من ثقته في نفسه وتجعله يبدع ويتفوق. أو تأخذه
بقوة إلى أسفل وتحبطه وتقتل روحه وحماسه وإبداعه وتدفعه للفشل والضياع نتيجة
التطرف في المشاعر الذي يعانيه في تلك المرحلة.
· كثرة سماع الكلمات السلبية، تجعل المراهق لا يثق فيمن حوله ولا يستمع لكلماتهم أو يتوقع صدقهم أو رؤيتهم يومًا لشيئ جميل فيه. لذلك فهو ينطوي على نفسه ولا يفصح عن أفكاره أو يشارك أحد فيها ويعتزل ثم يكتئب وربما يصل به الحال إلى الانتحار.
وأيضًا،،،
يعاني المراهق في المعتاد، حسبما أفاد موقع منظمة الصحة العالمية WHO، من الاضطرابات العاطفية. والتي تكون شائعة لدى الإنسان في هذه
الفترة العمرية مع الاضطرابات السلوكية، اضطرابات الأكل، وأمراض كثيرة أخرى مثل:
الذهان، الانتحار وإيذاء النفس، السلوكيات المجازفة… إلخ. وهي أمراض وأعراض لأمراض
نفسية وجسدية يكون من ضمن المؤدي إليها الكلمات السلبية التي قد يتعرض لها المراهق
من الآخرين خاصةً من يثق فيهم أو يهمه أمرهم ورأيهم.
تأثير الكلام السلبي على الإنسان في فترة المراهقة
يتأثر المراهق كما أكدنا بالكلام، خاصةً بالسلبي منه.
فكثيرًا ما يقوم المربين، الآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات وغيرهم، بارتكاب
جريمة قول الكلام السلبي للأطفال. مما يؤثر على الصورة الذهنية الذاتية لأنفسهم،
ويجعلهم بدلاً من أن يسلكوا جيدًا في الحياة يعاندون، ويؤذون أنفسهم ومن حولهم،
ويصاحبون الفشل.
ويمكن أن نلخص تأثير الكلام
السلبي على المراهقين في النقاط التالية:
·
الكلام
السلبي والقاسي الموجه للمراهق من أكثر المسببات التي تؤدي إلى انحرافه.
·
العبارات
السلبية التي تُوجه أو تُقال للأطفال والمراهقين تتسبب في إحداث اضطرابات نفسية
وسلوكية عديدة وكثيرة.
·
الكلام
السلبي يؤدي إلى هدم شخصية المراهق، وخفض أو نزع ثقته في نفسه وإحباطه بشكل دائم.
ويعمل على هز توازن شخصيته ومحوها.
·
التوجه
بكلام سلبي للطفل يؤكد أن المتعاملين معه وخاصة من يهمه أمرهم ويهمهم أمره لا يرون
سوى الجانب السلبي فيه أو أفعاله السلبية. مما يؤدي إلى تكراره لهذه الأفعال
عنادًا يهم لو كان يفعلها بشكل واعي. أو بسبب القلق أو الخوف والإحباط الذي غرسته
فيه هذه الكلمات واعتادها وأصبح هو بالفعل كما يتم وصفه بها.
·
الكلام
السلبي بالإضافة إلى أنه يدفع المراهق لفقدان الثقة في نفسه. فإنه يدفعه أيضًا
للشعور بالغيرة، وبالكراهية تجاه الغير، وخاصةً تجاه من يتم مقارنته بهم إذا ما
حدثت المقارنة.
·
ومن
المؤكد أن الكلام السلبي يؤثر على سلوك المراهق ومشاعره. وأيضًا يؤثر عليه جسديًا
بشكل سلبي.
وأخيرًا،،،
كما أفضنا في عرض التأثير السلبي للكلام السلبي على
المراهق، فإننا نود أن نؤكد على التأثير الإيجابي للكلام الجميل والإيجابي. سواء
على صحة الإنسان النفسية أو على صحته الجسدية والبدنية وسلوكياته وثقته في نفسه
أيضًا.
اقرأ أيضًا
تأثير الكلام الجميل على الصحة النفسية
#المراهقة
#تأثير_الكلام_السلبي
#تأثير_الكلام_السلبي_على_المراهقين
تعليقات
إرسال تعليق