علم النفس التربوي ومجالاته

علم النفس التربوي ومجالاته 

إن علم النفس من العلوم الهامة جدًا دراستها. وهو علم ينقسم إلى عدد من الفروع يعتبر كل فرع منها علم في حد ذاته، لكنه علم لا يدرس أو يستفاد منه بمعزل عن العلوم الأخرى أو يتم دراسة أي فرع منه بمعزل عن الفروع الأخرى فيه. كما أنه ينقسم إلى عدد من الأقسام تمثل الخطوط العريضة له كعلم، وسوف نتعرف على كل هذا في المقال هنا، مع التركيز على فرع هام جدًا وهو “علم النفس التربوي” ومجالات هذا العلم.

علم النفس التربوي ومجالاته


فروع علم النفس

هذه الفروع، أو يمكن تسميتها بالتخصصات في علم النفس تنقسم إلى:

·        علم النفس العائلي/ الأسري.

·        علم النفس الرياضي.

·        وعلم النفس الإرشادي،.

·        علم النفس التربوي.

·        علم النفس السريري.

·        وعلم النفس الاجتماعي.

·        علم نفس الشواذ (مستحدث).

·        علم نفس الحيوان. أو علم السلوك الحيواني.

ومن يتعجب من وجود فرع تحت اسم "علم نفس الحيوان" إذا درس علم النفس سوف يجد عددًا كبيرًا من التجارب والنظريات النفسية والسلوكية تم إقرارها من تجارب معملية وملاحظة على الحيوانات. تمامًا كما يحدث في الطب البشري وتجارب إنتاج الأدوية قبل أن يتم تعميمها على الإنسان. وإن كان فرع "علم نفس الحيوان" يدرس بالفعل سلوك الحيوان من أجل الحيوان في حد ذاته وليس فقط من أجل الإنسان.

أقسام علم النفس

علم النفس يتم تعريفه على أنه:

"علم يهتم بدراسة النفس البشرية من حيث السلوك الإنساني ودراسته، ودراسة العمليات العقلية."

كما أن علم النفس ذاته كعلم يتم تقسيمه إلى عدد من الأقسام بالإضافة إلى الفروع التي تم ذكرها سابقًا. وهذه الأقسام هي:

·        علم النفس الخوارقي.

·        علم الوراثة السلوكي.

·        وعلم النفس اللا قياسي.

·        علم النفس الحيوي.

·        علم النفس التنموي.

·        وعلم النفس المقارن.

·        علم النفس المعرفي.

·        علم النفس الفارق.

·        وعلم النفس الإرشادي.

تعريف علم النفس التربوي

علم النفس التربوي هو أحد أهم فروع علم النفس. فهو العلم الذي يتم من خلاله القيام بالدراسة العلمية والعملية لعمليات التعلم البشري. حيث أن هذا العلم يهتم بالقيام بدراسة عمليات التعلم من خلال المنظور السلوكي والمنظور المعرفي. كما أنه يتم الاهتمام فيه بدراسة التنمية المعرفية، والفروق الفردية خصوصًا في الذكاء.

أيضًا يتم الاهتمام في هذا العلم بدراسة التأثيرات والدوافع في عملية التعلم. جنبًا إلى جنب مع دراسة التنظيم الذاتي ودوره مع المفهوم الذاتي في عملية التعلم.

علم النفس التربوي ومجالاته


وعلم النفس التربوي يعتمد في كثير من الأحيان على القياسات والاختبارات الكمية. وذلك من أجل أن يتم تعزيز الأنشطة التعليمية تلك التي تتعلق بما يسمى بالتصميم التعليمي. وأيضًا المتعلقة بإدارة الصفوف الدراسية، وبعملية التقييم. وهي العمليات التي تساعد في تيسير عمليات التعلم المختلفة التي تتم في البيئات التعليمية لمختلف الأعمار/ في مراحل العمر المختلفة.

فهو يلعب دورًا كبيرًا في تعرف السلوك الإنساني في شتى المواقف التربوية للإنسان في مختلف مراحله العمرية. وهو العلم الذي من خلاله يتم تطبيق الفرضيات الخاصة بعلم النفس ونظرياته في المجالات التربوية والتعليمية. ويعتبر نجاح أي عملية تربوية وتعليمية لا بد وأن يكون مرتكزًا على المبادئ الخاصة بعلم النفس التربوي. والذي يقوم بإجراء البحوث النظرية والعملية/ التطبيقية التي توضح كيفية تطوير الشخصية الإنسانية وإبراز إمكاناتها.

أهداف علم النفس التربوي (العامة والخاصة)

يهتم علم النفس التربوي بالعمل على تفسير وفهم السلوك التعليمي للمتعلم: كيف يحدث هذا السلوك؟ ولماذا يحدث هذا السلوك؟ كما أنه يهتم "بالتنبؤ" بالسلوك، حيث يحاول الإجابة على السؤالين: ماذا يحدث؟ (ما السلوك الذي يتم ووصفه؟)، ومتى يحدث؟.

أيضًا يعتني بمسألة "الضبط". حيث أن الباحث أثناء إجراء الدراسات والتجارب أو التطبيق يكون قادرًا على التحكم في بعض أو كل العوامل/ المتغيرات المستقلة. تلك التي تساهم في إحداث الظاهرة مجال الدراسة. وذلك لتعرف مدى أثر هذه المتغيرات في متغيرات أخرى. وهو الأمر الذي يكون صعب التحكم فيه وضبطه في المجال التربوي. وبذلك، يكون التفسير والفهم للسلوك، التنبؤ بالسلوك، وضبط السلوك أو ضبط عوامله/ متغيراته كل هذا يعتبر أو يسمى بالأهداف العامة التي تخص علم النفس التربوي.

أما الأهداف الخاصة فهي:

·        معرفة السلوك الإنساني ودراسته بشكل نظري. وذلك عن طريق دراسة النظريات السلوكية.

·        أن يتم تطبيق ما تم معرفته نظريًا في صورة عملية. وذلك من خلال القيام بتدريب المدرسين وإكسابهم المعارف والمهارات اللازمة لاستخدام هذه المعارف النظرية بشكل عملي.

مجالات علم النفس التربوي

·        يهتم علم النفس التربوي بدراسة العمليات الخاصة بالتعلم وبنظرياته.

·        وأيضًا بالطرق المتعددة التي يتم من خلالها قياس عملية التعلم. كما أن علم النفس التربوي يقوم بتحديد ودراسة العوامل والمتغيرات التي ربما تعمل على إعاقة عملية التعلم أو تؤثر فيه. كما يتم دراسة طرق واستراتيجيات التدريس، وأثر التدريب/ التعليم والاستعداد له والمواقف التعليمية المختلفة وتنظيمها.

·        المتعلم وخصائصه، والدافعية للتعلم وعواملها. وبحث الطرق الأفضل من أجل أن يحصل المتعلم على فهم كامل للمادة التعليمية.

·        دراسة التفاعل بين المعلم والتلميذ، وأيضًا التفاعل بين التلميذ وأقرانه من التلاميذ الآخرين. ذلك التفاعل الاجتماعي الذي يحدث بين عناصر عمليتي التعليم والتعلم.

·        أن يتم دراسة النمو وعوامله وأنواعه: النمو الجسماني، النمو الاجتماعي، النمو الانفعالي، وأخيرًا النمو المعرفي.

·        من مجالات علم النفس التربوي، دراسة الصحة النفسية للمتعلمين. ودراسة مدى التوافق بين المتعلمين وبين مجتمع المدرسة، أو المجتمع خارج المدرسة/ البيئة المحيطة.

·        كما يهتم علم النفس التربوي بقياس القدرات المختلفة لدى المتعلمين. مثل: الاستيعاب والفهم، الذكاء، القدرة على التحصيل الدراسي، مع الشروط الخاصة بكل الاختبارات سواء الاخبارات التربوية أو الاختبارات النفسية.

·        المشكلات ومدى القدرة على حلها. كما يهتم بعملية تحسين وتطوير عمليات التعليم والتعلم عن بعد.

·        ومن المجالات الخاصة بعلم النفس التربوي ويتم دراستها أيضًا. كل ما يساعد المتعلم/ الطالب في أن يكتسب المعارف والمعلومات. وفي أن يقوم بحفظها لأطول فترة ممكنة.

علم النفس التربوي ومجالاته


 

يمكن إضافة المجالات التالية أيضًا:

·        عملية التقييم التي تتم للكفاءات.

·        ما يخص التطورات المعرفية للمتعلمين/ الطلبة.

·        الأساليب والطرق والاستراتيجيات التدريسية وأساليب وطرق التعلم.

·        دراسة كيف يتم تعليم الأطفال. وأيضًا دراسة سمات البيئة التعليمية ومدى مناسبتها لهم مثل: الفصول وحجرات الدراسة.

·        دراسة ومعرف الفروق الفردية بين المتعلمين، وتعرف ودراسة صعوبات التعلم وأيضًا عملية تقييم نتائج المتعلمين/ الطلبة.

·        كيف يمكن الاهتمام ورفع كفاة وقدرات الموهوبين من الطلبة/ المتعلمين داخل مؤسسات التعليم وتنميتها.

·        البرامج التعليمية المختلفة، والمناهج الدراسية المتعددة وكيفية تصميمها وتطويرها. وأيضًا التعليم النظامي ومعه التعليم الخاص.

·        تقنيات وتقانات التعليم المختلفة والمتعددة داخل مختلف مؤسسات التعليم.

المعلم/ المعلمة ودوره في علم النفس التربوي ومجالاته

لا بد في أن يكون أي معلم/ معلمة على دراية كاملة ودراسة لعلم النفس التربوي ومجالاته والأبحاث والدراسات الخاصة به. فمعرفة علم النفس التربوي والتدريب على ما يقدمه من معارف ومعلومات ومهارات يعمل على المساهمة في تطوير وتحسين عمليتي التعليم والتعلم.

فالمعلم الكفء هو الذي يكون على معرفة بخصائص تلاميذه النمائية والجسمانية والعقلية والمعرفية. وعلى دراية وتدريب بكيفية التعامل مع كل هذه المعارف والاستفادة منها. سواء في تصميم الأنشطة التعليمية وطرق التدريس التي يستخدمها. أو في تقييم وتقويم تلاميذه وطلابه من أجل الوقوف على ومعرفة مدى تطورهم ونموهم في المعارف والمهارات المرغوب إكسابها لهم.

وسوف نتناول -بإذن الله- في مقالات أخرى كيف يستفيد المعلم من علم النفس التربوي بشكل خاص ومن علم النفس بشكل عام. في تطوير آداءه التدريسي ومساعدة التلاميذ والطلبة في النمو والتطور.

وإلى هنا ينتهي المقال، مع تمنياتي بالاستفادة من موضوعه، وإلى لقاء في مقال تربوي وتعليمي جديد ومفيد.


اقرأ أيضًا





#علم_النفس
#علم_النفس_التربوي
#مجالات_علم_النفس
#تربية
#تربية_وتعليم







تعليقات