اليوم العالمي للمرأة... لماذا؟ وكيف؟

 اليوم العالمي للمرأة... احتفالات ونداءات

يحتفل العالم في اليوم الثامن من شهر مارس كل عام باليوم الدولي/ أو اليوم العالمي للمرأة وذلك من أجل التعبير عن التقدير والاحترام للنساء على مستوى العالم وعلى مجهوداتهن وما حققنه من إنجازات عبر التاريخ. وكذلك للتأكيد على أهمية ما تقدمه النساء من جهد وفكر ودور لفائدة العالم في جميع المجالات وكافة النواحي الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية...

اليوم العالمي للمرأة


متى بدأ الاحتفال بيوم المرأة العالمي؟

وفيما يخص التوقيت الذي بدأ فيه الاحتفال بيوم المرأة العالمي، فإن هناك أكثر من رأي في ذلك أهمهم:  

الرأي الأول

أنه في 19 مارس من عام 1911 كان هناك احتفالا لأكثر من مليون شخص من دول ألمانيا، النمسا، سويسرا، والدنمارك باليوم العالمي للمرأة... حيث انطلقت في دولتي المجر والنمسا وحدهما أكثر من 300 مظاهرة قادتها النساء وشاركن فيها بقوة وفي مواكب كبيرة في فيينا وقد حملن لافتات تكرمن من خلالها شهداء كومونة باريس.

الرأي الثاني

أنه في عام 1945، وفي مدينة باريس عاصمة النور الفرنسية، تم تنظيم المؤتمر الأول لاتحاد النساء الديمقراطي العالمي. وقد كان هذا المؤتمر هو الاحتفال العالمي الأول بيوم المرأة.

الرأي الثالث

  أن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة جاء إثر بعض الإضرابات النسائية والتي قادتها النساء في الولايات المتحدة الأمريكية للمطالبة بتحسين حياتهن.

أما الرأي الرابع

أن الاحتفال الأول بيوم المرأة تم إقامته في يوم 28 فبراير عام 1909 تحت اسم "اليوم الوطني للمرأة" وذلك في مدينة نيويورك. وقد جاء هذا الاحتفال بعد اقتراح قدمته الناشطة السياسية تيريزا مالكيل لكي ينظمه الحزب الاشتراكي الأمريكي. ولقد قيل بعد ذلك أن هذا الاحتفال كان من أجل إحياء احتجاجات وإضرابات النسوة العاملات في مصانع الملابس في مدينة نيويورك الأمريكية والتي كانت يوم 8 مارس عام 1857... وغالبًا أنه قد تم اختيار تاريخ 8 مارس من كل عام لارتباطه بهذه الإضرابات والاحتجاجات...

ولقد بدأت منظمة الأمم المتحدة في الاحتفال بيوم المرأة العالمي أو اليوم الدولي للمرأة بدايةً من عام 1975 والذي سُميَّ بالـ "السنة الدولية للمرأة". وذلك قبل أن تدعو الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة الدول الأعضاء في عام 1977 بإعلان وإقرار يوم 8 مارس من كل عام بأن يكون عُطلة رسمية للمنظمة من أجل السلام العالمي وحقوق المرأة.. ومنذ ذاك العام أصبح الثامن من مارس هو اليوم الذي يحتفل فيه العالم بالمرأة، ويتم خلاله التركيز على قضاياها.  

  كيف يتم الاحتفال بيوم المرأة العالمي؟

يعتبر اليوم العالمي للمرأة فرصة ليس فقط للاحتفال والاحتفاء بالمرأة، ولكن أيضًا للإشارة إلى نضالها ودورها في رفعة شأن الأمم وفي إقرار السلام والبناء في كل مكان وعبر التاريخ. فإن دولاً مثل كوبا، الصين، وروسيا تمنح النساء إجازة مدفوعة الأجر في هذا اليوم من كل عام كنوع من التقدير والاحتفال بيوم المرأة العالمي من قِبَل الدولة.

وتقوم الأمم المتحدة، والمنظمات والهيئات التنموية الدولية والمحلية المختلفة بالاستفادة من هذا اليوم بإطلاق الدعوات والعمل على تبني قضية أو قضايا متنوعة خاصة بحقوق المرأة. وذلك عن طريق عقد المؤتمرات، وتنظيم الفعاليات المختلفة من أجل مزيد من الحقوق للنساء أو درء ومنع أضرار تتعرضن لها على جميع المستويات المحلية أو الدولية والعالمية. 

كما أنه في بعض الدول يحدث تغاضي عن السمة السياسية ليوم المرأة، ويعتبرون الاحتفال به أقرب للاحتفال بيوم الحب أو عيد الأم... وذلك على عكس أماكن ودول أخرى يحمل فيها الاحتفال بيوم المرأة العالمي سمة سياسية أكثر قوة كما تقوم فيها منظمة الأمم المتحدة بإطلاق شعارات إنسانية بهدف التوعية بنضال المرأة العالمي عبر التاريخ وفي كل مكان.

شعار الأمم المتحدة في الاحتفال باليوم العالمي للمرأة لعام 2024

تتبنى الأمم المتحدة هذا العام شعار، "الاستثمار في المرأة لتسريع وتيرة التقدم" للاحتفال باليوم العالمي للمرأة العام الحالي 2024. حيث تدعو منظمة الأمم المتحدة والمؤسسات التابعة لها إلى تحقيق المساواة القائمة على النوع الاجتماعي. ولقد حددت منظمة الأمم المتحدة عدد من المجالات الرئيسية من أجل عدم إغفال دور المرأة والعمل المشترك لضمان ذلك, وهذه المجالات هي:

1- الاستثمار في المرأة

حيث يعتبر الاستثمار في النساء أحد الضروريات في إطار الحقوق الإنسانية وأحد أهم الركائز من أجل بناء المجتمعات... فإن تقدم المرأة لا يعود بالنفع فقط على شخصها وإنما يعود بالنفع للجميع... ولا ننسى ما قيل عن طريق أمير الشعراء أحمد شوقي،

الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبًا طيب الأعراق

2- التمويل الذي يراعي النوع الاجتماعي

حيث أن أي تقشف حكومي على مستوى العالم يؤثر بالأكثر سلبًا على النساء. فالتقشف فيما معناه خفض الإنفاق على الخدمات الأساسية العامة وعلى الحماية الاجتماعية للفئات الأكثر فقرًا واحتياجًا وفي مقدمتها النساء.

3- الاتجاه إلى الاقتصاد الأخضر الذي يقوم على الرعاية

إن شيوع الفقر واللامساواة جنبًا إلى جنب مع التدهور البيئي الحادث نتيجة التغيرات المناخية، كل ذلك يؤثر بالسلب على النساء والفئات المهمشة. ويقترح كل أنصار النماذج الاقتصادية البديلة ضرورة التحول نحو الاقتصاد الأخضر الذي يقوم على الرعاية وكذلك يساعد في إيصال صوت المرأة على مستوى العالم.

4- دعم صانعات وصانعي التغيير النسوي

وذلك إيمانًا بأن المنظمات التي تعمل في مجال المرأة (النسوية) تلعب دورًا رئيسًا وتساهم في معالجة صور عدم المساواة وفقر النساء...

نداء إلى العالم

ولهذا تدعو الأمم المتحدة العام الحالي 2024، أن يتبنى الجميع هذه الدعوة من أجل تحويل التحديات إلى فرص يتم الاستفادة منها. وكذلك إلى العمل على صناعة مستقبل أفضل للجميع عن طريق دعم المرأة وحقوقها...

كذلك علينا ألا نغفل ما تعانيه النساء في المناطق الملتهبة من العالم والتي فيها نزاعات مسلحة وحروب... وما تعانيه النساء في تلك المناطق من حرمان وسلب لكثير من الحقوق وعدم سد الاحتياجات الأساسية لهن. لذلك ننادي بالوفاء والتقيد بكل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية الخاصة بالمرأة في يومها العالمي وخاصةً قرار رقم 1325 المعروف بأجندة المرأة والسلام والأمن... 

الكاتب

أسامة الأديب

استشاري تنمية وتعليم

اقرأ أيضًا

سلامتها أم حسن... وقرار 1325

أنا المصري (2)... (بقلم أسامة الأديب)

الاحتفال باليوم العالمي للفتاة (اليوم العالمي للطفلة)






تعليقات