اليوم العالمي للفتاة أو ما يسمى باليوم العالمي للطفلة: موعد الاحتفال به، الأسباب، والمظاهر
الاحتفال باليوم العالمي
للفتاة… أو باليوم الدولي للطفلة، وهو اليوم الذي يحتفل به العالم في 11 أكتوبر من كل
عام… والذي تم الاحتفال به يوم الثلاثاء الماضي الموافق 11 أكتوبر 2022 وذلك من أجل
إبداء الاهتمام بالفتيات اللواتي هن أمهات المستقبل وقائدات الغد. فإن الاهتمام
بالفتاة وبتربيتها وتنشئتها التنشئة الحسنة لهو عماد الدنيا ومستقبل الأوطان. وهذا
يذكرنا بقول أمير الشعراء أحمد شوقي عن الأم في بيت
الشعر الشهير،
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبًا طيب الأعراق
وقد سبق وقال الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو جوتيريش عن أهمية التزام دول العالم بتعزيز حقوق الفتيات في مناسبة الاحتفال بيوم الفتاة العالمي،
"يجب علينا الآن أكثر من أي وقت مضى أن نجدد التزامنا بالعمل معًا حتى تتمتع الفتيات بحقوقهن ويمارسنها. وحتى يتسنى لهن أن يضطلعن بدور كامل ومتساو في مجتمعاتهن المحلية والمجتمع ككل"
معاناة الفتاة في المجتمعات المحلية في القرى والمناطق العشوائية
لا يستطيع أيًا من كان أن ينكر أن الفتيات تتعرضن إلى أنواع من
التمييز ضدهن في المجتمعات الفقيرة، العشوائية وفي الريف بشكل عام. يظهر هذا الأمر
جليًا في حرمان الفتاة من الكثير من الحقوق فقط لكونها فتاة أو امرأة حين تكبر.
فعندما يكون هناك اضطرار للاختيار بين تعليم الولد أو تعليم البنت تختار الأسرة في
العادة أن يتعلم الولد وأن يستمر في تعليمه في حين يتم حرمان الفتاة من التعليم
بشكل عام و/ أو الحرمان من الاستمرار في التعليم بعد تحصيل قسط قليل منه.
أيضًا تواجه الفتيات في هذه المناطق الكثير من ممارسات العنف
بأنواعه: العنف والإيذاء البدني ممثلاً في الضرب والتعذيب لكونها الأضعف أمام
جبروت الأباء أو الأخوة أو الأزواج فيما بعد. وأيضًا الإيذاء النفسي بإطلاق
الشتائم والألفاظ السيئة والحرمان من الحقوق كالتعليم والعناية الصحية والميراث…
إلخ. هذا بخلاف مشكلة التحرش بالفتيات التي تسود في مجتمعاتنا المتدينة ظاهريًا
لكنها الأكبر في نسبة انتشار التحرش والعنف ضد النساء والفتيات.
اليوم العالمي للفتاة، أو اليوم الدولي للطفلة… الذكرى العاشرة في 2022
يتم الاحتفال هذا العام
بالذكرى العاشرة لليوم العالمي للفتاة أو ما يُطلق عليه باليوم الدولي
للطفلة Girl-Child International Day وهو اليوم الذي يتم فيه
تذكير الحكومات والسياسيين والشعوب بأهمية القضايا المتعلقة بالفتيات. وفيه يتم
إفساح المجال من أجل كل من يهتم بحقوق الطفل، حقوق الفتيات وحقوق المرأة لأن
يقومون بإسماع أصواتهم/ أصواتهن لكل العالم. وذلك من أجل أن يتم الاهتمام بمكافحة
كافة أشكال العنف والتمييز ضد الفتاة عن طريق سن القوانين، وتفعيلها والتأكيد على
ذلك. إيمانًا بدور الفتاة المستقبلي في تنمية الشعوب والأوطان.
فالفتيات إذا ما توفرت لهن سبل الحياة الجيدة وأتيحت لهن الفرص
لاكتساب المهارات والتعلم يمكن لهن أن تصبحن “صانعات للتغيير”. وذلك في مجتمعاتهن
التي تقودها للتقدم وتدفعها للتطوير. فبناء المرأة، هو بناء للأسرة. وبناء الأسرة
هو بناء للمجتمع بما يشمله من فتيات وأولاد وسيدات ورجال. وهذا ما أثبتته التجارب
والدول المتقدمة التي أتاحت الفرص المتساوية للجميع أولاد وفتيات/ بنات. حيث ظهرت
الوزيرة، ورئيسة الوزراء والأميرات والملكات القائدات لتقدم شعوبهن ورفعتها.
كيف يتم الاحتفال والاحتفاء باليوم العالمي للفتاة/ اليوم الدولي للطفلة
- مشاركة ما يتم جمعه من قصص تخص الفتيات سواء السلبي
منها لبيان أثرها السلبي على حياة الفتاة. أو الإيجابي لبيان كيف إذا توفرت الظروف
الجيدة أو تم حل المشاكل والتغلب على العوائق سوف يتغير الحال وتكون للفتاة حين
تكبر وتتعلم دور في رفعة أسرتها وبالتالي وطنها.
- عقد الندوات والمؤتمرات ودعوة المسئولين والقانونيين
وذوي السلطة من أجل حثهم على الاستثمار في دعم وتعزيز المساواة بين الجنسين.
ومكافحة كافة أشكال التمييز ضد الفتاة وأيضًا مكافحة كل ما تتعرضن له خصوصًا في
أوقات الحروب والنزاعات والاضطرار إلى الهجرة (التهجير). وأيضًا الكوارث الطبيعية
وآثارها السلبية وخاصةً أثر التغيرات المناخية.
- إنتاج الأعمال الفنية بأنواعها: غناء، مسرح، حكي،
رسومات، رسوم متحركة… إلخ. ونشرها عبر كل الوسائط الرسمية وغير الرسمية خاصةً
مواقع التواصل الاجتماعي. وذلك ضد التمييز الذي تتعرض له الفتيات في الحياة سواء
في إطار الأسرة أو في إطار المجتمع ككل.
- وأيضًا إنتاج وإصدار الدراسات حول المجتمعات المحلية
تلك التي تبرز وتوضح مدى تعرض الفتيات لمظاهر وأسباب عدم المساواة. وأيضًا مدى ما
تم تحقيقه في اتجاه تعزيز المساواة ومكافحة كافة أشكال التمييز والعنف ضد الفتيات.
- التوعية لكافة المواطنين بأهمية دعم وتعزيز المساواة
ومحاربة كل مظاهر وأنواع العنف والتمييز ضد الفتاة.
أخيرًا،،،
لابد وأن نؤكد على أهمية دعم الفتاة للحصول على كافة حقوقها
كطفلة. والشعوب والحكومات قد أقرت وثيقة حقوق الطفل وفعلتها عن طريق القوانين
والإجراءات. وكإنسانة تدعوا الأديان جميعها أن يتم الاعتناء بها في كافة مراحل
حياتها، وإلى ضمان حقوقها كافة كعضو في المجتمع البشري له دوره الهام وحقوقه
الأصيلة وعليه واجباته أيضًا. كما أن وثيقة حقوق الإنسان تنص على عدم التمييز
والمساواة وكل القوانين المنبثقة منها في مختلف البلدان تؤكد على ذلك بطريقة أو
بأخرى.
فما الذي تحتاجه الفتيات من أجل التمتع بحقوقهن كاملة؟ لا شك أن
أول شيئ يجب أن يكون هو تفعيل كل ما تم وضعه من قوانين من ناحية. ومن ناحية أخرى
يجب أن تدعم الحكومات والمسئولين والسياسيين والقيادات والشعوب استيفاء كل هذه
الحقوق فعلاً لا قولاً. وذلك عن طريق بناء المزيد من المؤسسات التعليمية. وتجهيز
المزيد من المؤسسات الصحية، وتوفير سبل الوصول إلى الخدمات المختلفة التي ترفع
المعاناة عن الفتيات. مع توعية الشعوب وخاصة سكان المناطق النائية، والعشوائية،
والريف بضرورة دعم وتعزيز المساواة وعدم التمييز. وكل عام وكل فتياتنا، أمهاتنا
وأخواتنا وصديقاتنا وزميلاتنا وحبيباتنا وزهرات حياتنا، بخير وتتمتعن بكامل حقوقهن…
الكاتب/ أسامة
الأديب
استشاري تعليم وتنمية
تعليقات
إرسال تعليق