من يوميات موظف مقهور (2)

من يوميات موظف مقهور بالعودة إلى قصة موظف التجمع المنتحر بسبب توبيخ مديره الدائم له. وتعمده إهانته بالتهديد بأن في يده أن يقوم بإنهاء عقد عمله مما تسبب في اهتزاز نفسي للموظف المسكين. الذي فوق كل هذا كان يعاني من ضغط الديون كما تم نشره لاحقًا بعد وفاته. فإنني أتذكر 3 حوادث لي مع مديرين سيئين لا ولن أنساهم ما حييت. ولن أقوم بممارسة ما مارسوه أبدًا معي في أي منصب إداري يتيح لي الإشراف والتحكم في (إدارة) موظفين.

من يوميات موظف مقهور (2)



القصة الأولى، رئيسك لن يفعل ما يطلب منك أن تفعله أبدًا

 

وأذكر أنني بالفعل قمت بترك أحد الأماكن التي كنت أعمل فيها وتقدمت باستقالتي. من أجل الضغط الذي وقع علي حتى أضغط على الموظفين من مرؤوسيني في وقت جائحة كورونا وانتشارها. في حين أن رؤسائي في العمل الذين كانوا يمارسون الضغط علي من أجل ذلك. كانوا يعملون من بيوتهم ولا يعرضون أنفسهم لنفس المخاطر التي يريدون من الآخرين أن يقوموا بالتعرض لها. خسرت المال من أجل هذا الفعل، لكني فزت باحترام ذاتي وبالقرار الذي اتخذته في حرية حاربت كثيرًا وتعبت من أجل أن أمتلكها.

من يوميات موظف مقهور (2) بقلم/ أسامة الأديب

القصة الثانية، اجتهادك لن يسعى رئيسك لأن يبرزه أو يعلنه

 

في إحدى المرات، وباجتهاد شخصي مني حصلت على منحة للمشاركة في عمل دولي. وكانت المشاركة تستوجب سفري خارج مصر في دولة عربية شقيقة. فأبلغت رئيسي المباشر عن هذه المنحة والعمل الذي سوف أشارك فيه، فوجدته يطلب مني التكتم عن الأمر وأن أقوم  بأخذ إجازة عادية والسفر. وعدم الحديث في هذا مع أي أحد. وقد تعجبت من مثل هذا الكلام، خصوصًا أنها لم تكن المرة الأولى لي في السفر. لكنها كانت المرة الأولى لي التي يطلب فيها مني رئيس في العمل مثل هذا الطلب. وقد كنت في مكان عمل جديد وأذعنت لطلبه ببساطة ظنًا أنه يخدمني.

وبعد عودتي من السفر، حدث وأن أثير الحوار حول هذا الموضوع ومواضيع أخرى بيني وبين أحد العاملين القدامى في المكان. الذي ضحك بملء فيه وهو يقول، “أتعلم! إنه لم يكن يريد أحد من القيادات العليا أن يعرف شيئًا عن اجتهادك وعن علاقاتك وعن قدراتك وإمكاناتك التي يُعتد بها ويطلبها آخرون. فقد يضعه هذا في حرج إذا ما تمت ترقيتك والاستعانة بك في مركز وعمل أفضل وأعلى وتفلت أنت من تحت يده. فأنت مفيد له ها هنا وإنجازاتك تنسب إلى إدارته ومهارته ويعتبرونها إنجازاته هو."

من يوميات موظف مقهور (2)


القصة الثالثة، مديرك يستعبدك ويكره القانون الذي قد ينصفك

 

في حواري مع رئيسة وصاحبة مؤسسة  ما يعمل فيها عدد من الموظفين. كان الحديث يدور حول حقوق الموظفين التي يكفلها لهم القانون والتي أقلها أن الموظف لا يمكن فصله من العمل إلا بموجب إجراءات قانونية محددة. وأنه لا يمكن أن يجور صاحب عمل على هذه الحقوق أو يخالفها طالما الموظف يؤدي العمل المطلوب منه. ويلتزم بالقواعد واللوائح المنظمة للعمل طالما لا تخالف القانون. فالموظف ليس عبدًا يتم استعباده عن غير إرادته ليل نهار من أجل الراتب.

وأنه إذا ما أراد صاحب عمل فصل الموظف فعليه على الأقل الانتظار حتى نهاية التعاقد بينهما مع إعلانه قبلها بوقت كافي يقره القانون “شهر على الأقل قبل نهاية مدة العقد”. حتى يستطيع أن يبحث الموظف ويوفر لنفسه فرصة عمل في مكان آخر يذهب إليه بعد انتهاء عمله. فكان رد سيدة الأعمال التي كانت تدعي إنسانيتها وتبنيها لأفكار تربوية وتنموية من أجل صالح الإنسان عامة. بأنها تهكمت على هذا الكلام وقالت، “أنا لا أعلم أي قانون هذا الذي لا يعطي الحق لصالح صاحب العمل بفصل من يريد من العاملين لديه في أي وقت يشاء. أنا لا أريد استكمال شخص العمل معي، فلماذا أتقيد باستمراره طالما أنا لا أريده؟"

وهكذا تحولت السيدة المبجلة صاحبة الرسالة الإنسانية كما تدعي إلى رأسمالية متوحشة. لا ترى في الموظفين داخل مؤسستها سوى عبيد وهي صاحبة الإحسان التي تحيي وتميت ومن حقها فصل أي منهم في أي وقت وترفض القانون الذي يحافظ على حقوقهم كما يحافظ على حقوق مؤسستها.

الدرس، والعبرة

 

وإلى هنا انتهى الكلام وتعلمت الدرس. ولقد كتبت منذ أعوام طوال، قصيدة أسميتهاكعب أخيلكتبتها في يوم 14 مارس 2015 أعرضها هنا عليكم أعزائي القراء. لكي تكون الحلقة الثانية من "يوميات موظف مقهور". وهذه القصيدة قد تذكركم بفيلم طروادة Troy  الذي قام ببطولته براد بيت. وفيه حديث قصير بين شخصية “أخيل” ابن الآلهة والبطل الأسطوري حسب الميثولوجيا اليونانية  (الأساطير الإغريقية). وهو يتحاور مع "أجاممنون” ملك اليونان الذي قاد الحرب ضد طروادة انتقامًا لسرقة زوجة أخيه “هيلين” في الظاهر. وطمعًا في الاستيلاء على مدينة طروادة العصية وكنوزها في كما كان يكن ويصر في قلبه. وقد غضب لتأخر “أخيل” في اللحاق بالجيش رغم أن أخيل هو سبب ربحه للمعارك والحروب. فرد عليه “أخيل” في سؤال مشهور بالقولمتى يحارب الملوك حروبهم؟“.

من يوميات موظف مقهور (2) بقلم/ أسامة الأديب

وتقول الأسطورة، أن جسد أخيل المولود من الحورية “ثيتس” منيع ضد كل الأسلحة. إلا منطقة واحدة من جسده هي “كعب/ عقب أو وتر القدم”. تلك المنطقة التي تسببت في موته وقت أن صوب نحوه "باريس" الابن المدلل لملك طروادة سهمه وقتله. لتنتهي حياة "أخيل" البطل بيد "باريس" الماجن والمتسبب في حرب طروادة وخرابها.


والآن، إلى القصيدة والشعر

قصيدة/ كعب أخيل (أسامة الأديب)

تصدير هام للقصيدة

إنها قصيدة

ليست فقط من وحي "الفيلم"

لكنها من وحي الحياة

فكم من أخيلٍ يولد،

وكم من أخيلٍ يموت غدرًا

يا ولداااه

من يوميات موظف مقهور (2)


 (1)

و

يطلبونك

فقط عند حاجتهم إليك

في ساحة الوغي يطلقونك

تحقق انتصاراتك

فإياها يسلبونك

وإليهم ينسبونها

وبعدها… قد يسبونك

هم يعرفون أنك

للقتال عاشق

في ساحة الحرب خالق

لا وقت يهزمك حين تدق الطبول

مروضٌ أنت لكل انواع الخيول

وهم على عروشهم/ كراسيهم

دوماً قابعون

فقط بالنقد … ألسنتهم كالسيول

وفي حديثهم … هم لاذعون

 (2)

و

يطلبونك

لأنهم

ملوكًا/ رؤساءًا خائبين

لفقدانهم مهاراتك محزونين

-أنت تسأل: متى يقاتل الملوك حروبهم بأنفسهم؟-

هم للمجد دوماً جائعون

على أكتافك، وأكتاف غيرك

للوصول إليه طامعون

(3)

و

يطلبونك

آلةً فقط

يعتقدونك

يظنون أن بأمرهم، تحرك

أنك تتحرك

توقف

أنك تتوقف

هكذا يتمنونك

هم أبدًا ما كانوا يعرفونك

فأنت من ذاتك تسعى للانتصار

تسهر الليل

وتعمل

طوال النهار

تجد في العمل راحتك،

وغذاؤك،

وفي الانتظار

فرصةً أخرى للعمل

لا وقت للكسل

لا مكان للملل

دائمًا

هناك أمل

رغم أنهم

بأفكارهم، أفعالهم، ورغباتهم

يحاولون جرك للشلل

إذا ما صار جهدك لك

أو صار جهدك

ثمرًا بعيدًا عن أياديهم

وعن الـ

غاصبون

حتى منه

لا ينالون.

 (4)

و

أجاممنون

ذلك الملك المجنون

لعهدِهِ دومًا يخون

كم من ممالكٍ – بسيفك – جئت بها إليه؟!

كم من مهالكٍ – بسيفك – أبعدتها عنه

وجعلتها سوطًا في يديه؟!

كم من نجاحاتٍ كثيرةٍ

الفضل فيها

يرجع إليك،

فينسبها هو إليه،

رغم أن فيها تشققت

راحتي يديك؟!

دائمًا

هو كالبعوض

يعيش على دمائِك

يشرب من مائِك

ثم يظن أنه

يعلو عليك

فاته

أنه

ملكٌ ليديك

لو أردت قتله

لقتلته

لَكِّنَّ قتله بيديك

لا شرفَ فيه

فهو ليس ندٌ لك

وهو لا يحاربك

كالرجالِ

مباشرةٌ

منه إليك

(5)

و

ها هو باريس

سارق النساء

والأفكار

والمكانة

من حطم الـ "طروادة" بسبب ضعفه

وجبنه

وخسته

وحياته الجبانة

من ارتضى لنفسه بالمهانة

سيقتلك غدرًا

-يا أخيل-

فاحترس

احترس

احترس 

شعر/ أسامة الأديب

اقرأ أيضًا



#النفاق
#يوميات_موظف_مقهور
#شعر
#أخيل
#طروادة
#قصيدة_شعر














تعليقات