لولا دا سيلفا: "الرئيس كما يجب أن يكون"، و"هكذا تُدار الدول"

لولا دا سيلفا القيادي العمالي الذي قاد البرازيل لنهضة اقتصادية ورفض تعديل الدستور من أجل الاستمرار في السلطة يعود لسُدة الحكم من جديد

لولا دا سيلفا: "الرئيس كما يجب أن يكون"، و"هكذا تُدار الدول"


لولا دا سيلفا: "الرئيس كما يجب أن يكون" و "هكذا تُدار الدول". رئيس البرازيل الأشهر العائد للرئاسة من جديد أمل كل الشعوب المقهورة… لولا دا سيلفا القيادي العمالي الذي قاد البرازيل لنهضة اقتصادية ورفض تعديل الدستور من أجل الاستمرار في السلطة يعود لسُدة الحكم من جديد… حقق الرئيس السابق لدولة البرازيل لويز إيناسيو لولا دا سيلفا الفوز في الانتخابات الرئاسية البرازيلية الأخيرة. وذلك بعد أن تفوق وتغلب على منافسه على منصب الرئاسة اليميني المتطرف جايير بولسونارو. فمن هو لولا دا سيلفا؟ وما تاريخه السياسي والنالي لصالح الفئات الأفقر في دولة البرازيل؟ هذا ما سوف نتعرفه وأكثر من خلال هذا المقال على موقع الأمنيات برس

من هو لويز إيناسيو لولا دا سليفا؟

الاسم: لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ويتم كتابته باللغة البرتغالية على النحو التاليLuiz Inácio da Silvaمن مواليد يوم 27 شهر أكتوبر لعام 1945. عاش دا سيلفا في معاناة من الفقر لكنه قد تعلم من والدته ومن أسرته الفقيرة أنه ورغم الفقر يجب أن يمشي “مرفوع الرأس” يشعر في داخله بالاعتزاز والكرامة. فوالدة دا سيلفا هي التي لعبت دورًا محوريًا في حياته وفي تكوين شخصيته حيث أن والده تزوج من ابنة عمه وتركه ووالدته وأخوته السبعة يعيشون في فقر في مدينة ساو باولو البرايلية.

ومن وأقوال دا سيلفا عن أمه التي قالها تعبيرًا عن دورها في حياته وفي تكوين شخصيته،

"لقد علمتني أمي كيف امشي مرفوع الرأس وكيف أحترم نفسي حتى يحترمني الآخرون".

وبسبب الفقر الشديد الي عاش فيه لولا خرج من التعليم وهو في سن العاشرة من عمره. وذلك عندما كان في التعليم الأساسي وهو في السنة الدراسية الخامسة. وهو الأمر الذي ساهم في جعله يميل إلى العمل من أجل مساعدة الفقراء في دولته عندما أصبح رئيسًا. فهو عاش الفقر وعانى منه فأحس بالفقراء وأراد أن يجنبهم ويلاته ويساعدهم أن يعيشوا بكرامة

لولا دا سيلفا رئيس البرازيل، عمله وخبراته الحياتية

عمل لولا دا سيلفا في فترة طفولته بعد الخروج من المدرسة في سن العاشرة وفي بداية حياته في شبابه. صبيًا في واحدة من محطات الوقود ثم عمل في ورشة كحرفي، وبعدها عمل كميكانيكي يقوم بإصلاح السيارات. ثم في بعض الوقت قام ببيع الخضروات كتجارة تدر دخلاً من أجل تحسين معيشته. وأخيرًا، وبعد أن شارك في دورة تدريب كانت مدتها ثلاث سنوات عمل كمتخصص في مجال التعدين في بلاده.

ولقد انضم لولا دا سيلفا إلى العمل النقابي في نقابة عمالية من أجل أن يساهم في تحسين الأوضاع الخاصة بالعمال في أماكن العمل. وذلك لأنه تعرض لحادث في مصنع لقطع غيار السيارات فقد على إثره أصبعه. ولقد كان الحادث الذي أدى إلى أن يقفد دا سيلفا أصبعه البنصر نتيجة إهمال من صاحب المصنع الذي كان يعمل فيه وهو في سن التاسعة عشر من العمر. وفي رحلة العلاج صادف دا سيلفا الكثير من العقبات والمعاناة من أجل أن يحصل على العلاج اللازم. مما حفزه من أجل أن يدافع عن طبقة العمال. ومن أجل نشر العدالة الاجتماعية وتوفير الحقوق والخدمات الإنسانية للطبقات الفقيرة كحق من حقوقهم الإنسانية.

مناصب لولا دا سيلفا النقابية وأنشطته السياسية

وفي عام 1967 تولى لولا دا سيلفا الناشط والعضو النقابي في نقابة عمال الحديد منصب نائب رئيس النقابة. وذلك كبديل عن أخيه فريرا دا سيلفا الذي تخلى عن المنصب. وبعدها بـ 11 عام تم انتخابه رئيسًا لهذه النقابة العمالية وذلك في عام 1978. ونقابة عمال الحديد كانت تضم  في عويتها حوالي 100 عامل من عمال مصانع إنتاج السيارات المختلفة الكائنة في البرازيل.

تعرض النقابي لولا دا سيلفا للمحاكمة العسكرية في بلاده بسبب مشاركته في إضراب عمال المصانع في مدينة ساو باولو. وذلك كان في عام 1981 بعد أن ألقى عددًا من الخطابات الحماسية ضد الحكومة التي يسيطر عليها الجيش البرايلي. ولقد تم الحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات ونصف لكنه خرج من السجن وذلك بعد أن تم إطلاق سراحه سنة 1982. ولقد شارك في نفس السنة بعد أن تم إطلاق سراحه في الانتخابات الخاصة بحكومة ساو باولو. وذلك في أول تجربة انتخابية له، لكنه خسر في تلك الانتخابات… ولقد عاد بعدها بعامين ومنذ عام 1984 للمشاركة السياسية والانتخابية والتي نتج عنها توليه المناصب السياسية التالية على التوالي:

  • قيادة حملة انتخابية تدعو إلى إعادة الديمقراطية إلى البرازيل. وذلك بالمشاركة مع “أوليسيس غاماريس” في عام 1984 من أجل إعادة حق “الرئاسة المباشرة”.
  • تم انتخابه نائبًا عن ولاية “ساو باولو” وذلك في عام 1986.
  • قام بالمشاركة في وضع وصياغة الدستور البرازيلي وذلك في عام 1988.
  • ترشح لمنصب رئيس البرازيل للمرة الأولى وذلك في عام 1989 لكنه لم يفز في تلك الانتخابات.
  • عاد وخسر مرة ثانية في الانتخابات الرئاسية عام 1994، وأيضًا في انتخابات عام 1998 للمرة الثالثة.

لولا دا سيلفا، أول مرة كرئيس لدولة البرازيل

بعد الإخفاق 3 مرات متتالية في السباق الرئاسي في البرازيل، عاد لولا دا سيلفا إلى الترشح مرة رابعة على منصب الرئيس. وذلك في عام 2002 حيث حصل على نسبة أصوات تم تقديرها بـ 62% من أصوات الناخبين في تلك الانتخابات. وبذلك صار لولا دا سيلفا الرئيس اليساري الأول المنتخب في دولة البرازيل منذ أن تم إعلانها كجمهورية. ولقد تكرر انتخابه لولاية ثانية وذلك في عام 2006 لكي يترك الحكم في اليوم الأول من شهر يناير عام 2011. وذلك بعد أن رفض إجراء أي تعديل في الدستور البرازيلي من أجل استمراره في السلطة وبقائه كرئيس للبرازيل. ولقد قال جملته المعهودة،

ناضلت قبل عشرين سنة، ودخلت السجن لمنع الرؤساء من أن يبقوا في الحكم أطول من المدة القانونية. كيف أسمح لنفسي أن أفعل ذلك الآن؟!

وبالفعل غادر منصبه بشكل سلمي في 1 يناير 2011 بعد انتهاء مدة ولايته الرئاسية الثانية في احترام لدستور بلاده.

ماذا فعل لولا دا سيلفا من أجل أن يتم إطلاق لقب "بطل الفقراء" عليه؟

بعد توليه منصب رئيس البرازيل، قام لولا دا سيلفا بقيادة بلاده لنهضة اقتصادية عظيمة جعلته “بطلاً” في عيون الشعب خاصةً الفقراء الذين اهتم بهم. ولقد انتشر خبر عودته لقيادة البرازيل بعد فوزه في انتخابات العام الحالي 2022. وذلك لكي يتولى الرئاسة بداية من يناير 2023 في ولاية ثالثة بعد غياب منذ يناير 2011. ولقد تداول نشطاء موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” ما يتم نشره حول الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا تحت عنوانهكذا تُدار الدول“. وذلك في تلخيص للجهود التي قام بها من أجل نهضة بلاده خلال توليه السلطة أملاً في أن يتبع أحدهم نفس النهج للتنمية الاقتصادية في البلاد التي تعاني مثلما كانت تعاني البرازيل من قبل.

ومن أبرز ما تم نشره في مواقع التواصل الاجتماعي حول لولا دا سيلفا أنه،

 "شخصية فريدة.. شخصية مُلهمة.. شخصية جديرة بالاحترام

فى ٨ سنوات فقط استطاع إنتشال البرازيل من دولة غارقة فى الديون الخارجية لصندوق النقد الدولي وعلى شفا الإفلاس إلى دولة دائنة يقترض منها صندوق النقد نفسه..

وبعد النجاح الباهر يرفض دى سيلفا تعديل الدستور .. ليترك منصب الرئاسة طواعيةً لمن بعده بالرغم من المطالبات المليونية من شعبه بالبقاء فى السلطة ليجيبهم بالدموع قائلا “ان احترام الدستور والقانون اهم من ان يبقى سيلفا فى الحكم ..ليعود مره أخرى بعد ١١ عام ليتولى المنصب بانتخابات حرة نزيهه للفوز على أقرب منافسيه بنتيجه 50.9%


ويجد المغردون والناشرون على صفحات موقع الفيسبوك في لولا دا سيلفا النموذج الأمثل لقائد دولة من دول العالم الثالث. استطاع أن يعمل لصالح شعب بلاده ويرفع من شأنهم وينشر العدل والمساواة واحترام القانون. كما أنه اهتم بالصحة وبالتعليم والعدالة الاجتماعية وتوفير فرص الحياة الكريمة وتقوية اقتصاد بلاده… والأهم، أنه احترم الدستور والقانون ودعم وساهم في نشر الديمقراطية والحفاظ عليها. كما أنه عزز من فرص المشاركة السياسية والاجتماعية للمواطنين في بلاده مما عله معشوق الأغلبية من الجماهير..

ختامًا،،،

أود هنا أن أختم هذا المقال حول الرئيس البرازيلي “لولا دا سيلفا” بقصة كتبتها من وحي واقع الحياة التي صرنا نعيشها من جانب. ومن وحي بداية حياة هذا الرئيس التي عاشها في فقر واحتياج جعله يؤكد على أهمية العمل السياسي من أجل دعم حقوق الإنسان في بلاده وإنجاز نهضة يستفيد منها الجميع… فالفقر قاتل ليس فقط لأجساد البشر ونفوسهم ولكنه أيضًا للدول التي لا تعبأ بانتشاره بين مواطنيها!


اقرأ أيضًا

دراسة الجدوى،،، كيف يتم إعدادها؟

تعلم فن التعامل مع الناس

يوميات موظف مقهور (3)... المديرون السيئون!

#لولا_دا_سيلفا، #البرازيل، #رئيس_البرازيل، #حياة_لولا_دا_سيلفا، #قصة_حياة_لولا_دا_سيلفا

#من_هو_لولا_دا_سيلفا؟، #النهضة_الاقتصادية_في_البرازيل، #التنمية_الاقتصادية_في_البرازيل


تعليقات