غادة الكاميليا…

غادة الكاميليا الرواية الأولى لكاتب شاب نال من خلالها الشهرة والمال

تعتبر رواية/ مسرحية غادة الكاميليا هي الرواية الأولى للكاتب الشاب ألكسندر دوما الإبن. وهو ابن الكاتب الفرنسي والروائي الشهير والمعروف ألكسندر دوما صاحب رواية "الفرسان الثلاثة". ولقد اشتهر الإبن الذي اتجه إلى الكتابة المسرحية فيما بعد بهذه الرواية والتي قام هو نفسه بتحويلها إلى مسرحية مجريًا فيها بعض التعديلات. وذلك لكي تصبح مناسبة اكثر للعرض المسرحي عن القراءة النثرية للرواية بحبكتها الدرامية.

غادة الكاميليا…


من هو ألكسندر دوما الابن كاتب رواية "غادة الكاميليا"؟

كاتب رواية غادة الكاميليا هو الفرنسي ألكسندر دوما أو يتم كتابته أحيانًا ألكسندر ديماس أو دوماس.. وهو ليس الكاتب الشهير صاحب الرواية الرائعة المشهورة “الفرسان الثلاثة” بل هو ألكسندر دوما الابن أي أنه ابن الروائي الشهير وليس هو بنفسه.

ولقد وجد ألكسندر دوما الابن في نفسه القدرة على كتابة الرواية وهو في سن صغيرة. حيث كتب روايته الأولى “غادة الكاميليا” بعد أن أنهى دراسته في المرحلة الثانوية مباشرةً. وهي الرواية التي نكتب عنها ونقوم بعرضها في هذا المقال على موقعنا “الأمنيات برس”…

ومن المعلومات المثيرة عن هذه الرواية ما ذكره الكاتب ألكسندر دوما الابن بنفسه في مقدمتها. وهو أنه قد انتهى من كتابتها في بحر أسبوع فقط لا غير… فالكاتب الفذ الذي تولدت فيه الموهبة من سن صغيرة. كان شعاره في الحياة أن صلاح الأسرة هو النواة لصلاح المجتمع.. وأن الأسرة يجب أن تُبنى على الحب لا على المال… وهو الأمر الذي صرنا نحتاجه نحن جميعًا في مجتمعاتنا العربية… تلك التي أصبحت فيها مظاهر الارتباط والزواج أهم من العلاقة بين الأزواج أنفسهم.. وأصبح المال هو أساس وجوهر عملية الزواج قبل التفاهم والحب والتقدير.. وأصبح البحث فيه عن مسكن الزوجية وفرشه أهم من البحث عن الإنسان الذي سوف يسكنه ويستخدم ما فيه..

وقد نتج عن ذلك ملايين من الأسر المفككة بالانفصال الحقيقي أو بالانفصال المجازي.. فكم من أزواج يعيشون سويًا فقط لمراعاة المظاهر بينما هم أبعد ما يكون من السكن والراحة والحب… فتخرج منهم أجيال لا تعرف عن الحب الحقيقي شيئ حيث لم تختبره. فيجذبها تيار الانحلال في وجود مصادر عديدة اوجدتها ووفرتها التكنولوجيا الحديثة وثورة الاتصالات والانترنت..

من الرواية إلى المسرحية


جدير بالذكر أن الكاتب ألكسندر دوما الابن قد تحول من كتابة الرواية إلى كتابة المسرحية. ولقد أنتج الكثير من المسرحيات الاجتماعية على رأسها روايته التي نحن بصدد عرضها هنا “غادة الكاميليا”. وايضا مسرحية “أنطونين” ومسرحية “وادي الزفاف”، و”مغامرات أربع نساء”، “غادة اللؤلؤ”،……..إلخ.

ميلاد الكاتب، وتاريخ وفاته


وُلد الكاتب ألكسندر دوما الابن في عام 1824 وذلك في باريس في ناحية  تسمى مارلي – لي – روا. ولقد برع ألكسندر دوما الابن في الأدب وخاصةً في الكتابة المسرحية وقد تم قبوله عضوًا في الأكاديمية الفرنسية وذلك في عام 1874. أي في سن الخمسين من عمره ولقد توفى الكسندر دوما الابن صاحب رواية “غادة الكاميليا” في عام 1895 وذلك عن عمر 71 عامًا.

ملخص مسرحية/ رواية غادة الكاميليا لألكسندر دوما الابن

تدور أحداث مسرحية "غادة الكاميليا" حول الشابة الباريسية مارجريت جوتييه والتي يمكن اعتبارها "بائعة هوى" لكن من النوع الأرستقراطي. وهي تعيش حياة ماجنة وفي ذات الوقت مريضة بمرض عضال يضعف صحتها. ومارجريت جوتييه يتعرف عليها أرمان ديفال الشاب الثري من عائلة أرستقراطية ويحبها رغم مرضها ويهتم بها. كما أن مارجريت أحبته لأنها شعرت بصدق مشاعره واهتمامه الدائم بها.

غادة الكاميليا…


ويعيش الاثنان في حياة ملؤها الحب بينهما، وإن كانت مارجريت استمرت في حياتها الماجنة. ولكنها في ذات الوقت كانت قد بدأت في الابتعاد عن عشاقها وعلى رسهم الكونت دي جي الذي كان يمدها بالمال لكي تصرف على حياتها وملذاتها. الدوق دي جي هو ثري أرستقراطي عجوز يقوم بدفع مصاريف مارجريت جوتييه. وذلك لكونها تشبه ابنته التي ماتت بنفس الداء الذي تعاني منه مارجريت، فهو يعطف عليها. ولأنها قطعت علاقتها به وبغيره من عشاقها، فقد نضبت مواردها المالية وبدأت تعاني من صعوبة تدبير احتياجاتها.

أرمان ومارجريت،سافرا سويًا وقد تركا باريس إلى مناطق الريف من أجل الاختلاء بحبهما والاستشفاء لمارجريت. ولقد جاء الدوق دي جي فجأة ليزورها معتقدًا وجودها في الريف من أجل الاستشفاء. ولكنه بدلاً من ذلك وجدها تتناول الطعام مع عدد كبير من الأصدقاء دعتهم لذلك. كما أنه علم بعلاقتها مع الشاب أرمان فكف عن مساعدتها.

ولذلك، فقد اضطرت لأن تبيع ممتلكاتها تباعًا من أجل توفير وتدبير الموارد المالية اللازمة من أجل معيشتها. وأثناء الوقت العصيب الذي تعيشه، وهي متمسكة بمن تحب. إذا والد حبيبها أرمان يحضر لزيارتها ويطلب منها أن تكف عن مواعدة ابنه أرمان لو كانت تحبه. وذلك لأن ابنته، أخت أرمان، يرفض خطيبها أن يتم الزواج منها إذا لم يكف أرمان عن علاقته بمارجريت ذات السمعة السيئة.

التضحية من أجل الحب

وبالفعل تختار مارجريت التضحية بالحب من أجل صالح حبيبها. وتترك المنزل الذي تعيش معه فيه وترسل له بأنها لا تريد أن تراه وأنها أحبت شخص آخر وارتبطت به. ولقد عاد بالفعل غادة الكاميليا مارجريت إلى سابق حياتها الماجنة والسهر والشرب مهملة في صحتها. ولكن ارمان لم يتركها بل تواجد في كل مكان تواجدت فيه وكان يوجه لها الإهانات في مجونه ومجونها. ولقد طلبت منه مارجريت أن يكف عن إهانتها متعللة بأن الكونت الذي تحبه (عشيقها) قد يطلب مبارزته وقتله لكي يرد عنها الإهانة.

فعرض عليها أرمان حبه من جديد، وعرض عليها العودة من أجله والحياة معه. لكنها رفضت. فما كان منه إلا أن اشتد في توجيه الإهانات أمام جمع من الماجنين. ولقد أمسك برزمة من الأوراق المالية وألقاها إليها ثمنًا للأوقات التي عاشتها معه وأحبته فيها. فتحملت مارجريت الإهانة وضمت يدها على قلبها الجريح من أجل مصلحة حبيبها أرمان وأسرته.

لكن أبو أرمان يعاود التواصل مع مارجريت، ويعلن لها تراجعه عن طلبه أن تبتعد عن ابنه بعد أن كاد يضيع من فرط حزنه عليها. كما أنه يعلن لمارجريت انها أفضل من بنات كثيرات ممن يُطلق عليهن “شريفات” سواء في حبها لابنه أو في وفائها بما تعهدت به. وبالفعل بعد وقت تكون قد شعرت فيه مارجريت باليأس من عودة حبيبها أرمان… يأتي ارمان أخيرًا ويعود إليها، فتشعر بالشفاء من مرضها لكن القدر لا يسعفها فتموت… تموت بين ذراعي حبيبها ودموعه وقبلاته تغرقها.. وتقول صديقتها المقربة في مشهد موتها،

"نامي في سلام يا مارغريت! سوف يغفر الله لكِ كثيرًا لأنك أحببت كثيرًا".

وتنتهي المسرحية!

غادة الكاميليا: ما بين المسرحية والرواية

بينما تنتهي المسرحية بمشهد موت مارجريت بين ذراعي حبيبها أرمان وبكائه عليها. ومقولة صديقتها عن كون الله سوف يغفر لها لأنها أحبت كثيرًا. فإن الرواية تنتهي بفراق أرمان ومارجريت التي تسافر إلى انجلترا بعد أن تنفصل عن أرمان. وتتلقى من والد أرمان مسامحته لها ومبلغ من المال لإعانتها وتموت هناك بسبب مرضها وحيدة رغم أنها كانت تعيش على أمل أن يعود إليها حبيبها أرمان يومًا ما.


ختامًا،،،

الرواية محبوكة دراميًا أكثر من المسرحية نظرًا لما تتيحه من إمكانيات للوصف. فهي تصف ملابس وظروف الشخصيات ومشاعرهم باستفاضة لا يمكن أن تحتويها الكتابة المسرحية. لذلك يرى الكثيرون ان قراءة الرواية افضل من قراءة المسرحية وإن كان المسرح الأفضل مشاهدته!

والرواية، وقد كتبها شاب في السابعة عشر من عمره، تحتوي على مشاعر فياضة وجياشة وملتهبة من قلب متحمس للحب. وهي من الأعمال التي توضح أن الحب فوق كل شيئ في الحياة حتى فوق النفس ذاتها التي يمكن التضحية بها من أجل المحبوب… هذا إذا كان هذا الحب حقيقي وليس مصطنع أو مبني على مصلحة فينتهي حين تنتهي المصلحة ولا يعود لها وجود أو ضرورة.



اقرأ أيضًا






#أدب
#غادة_الكاميليا
#أليكسندر_دوماس
#أليكسندر_دوما_الإبن




تعليقات