عيـون زائغـة
قال أستاذي مزهوًا وأوداجه منتفخة في محاولة
لإخفاء العظام التي تطل من ملابسه: في القديم صنع الجدود أثارًا تركوها لنا،
والأثار ضخمة ضخمة... منها مخازن للغلال التي كانوا يخزنونها فوق مساحات كبيرة...
كبيرة.
صرخ الهواء المنطلق مع زفراتي الحارة اللاهثة:
نحن الذين نفاخر بالجدود وبما تركوه لنا، نبني منازل في المساحات الضيقة نتقوقع في
داخلها.
أسهب أستاذي في الشرح وأطال. أخذ يصور لنا في
المعارك ويصور، ويحاول إبراز العضلات على جسمه ويتخيل: في يد جنودنا حربة لها قلب
يخفق ويضرب بشدة. تساعدهم تلك السنابل الممتلئة بها عيونهم.
انطلق من الجوف سيلٌ كالرصاص أخذ يتدفق ويتدفق
ليملأ أرض الواقع: تلك البنادق التي يحملها جنودنا تضرب للخلف ولا تترك ورائها سوى
تلك العيون البيضاء الخالية... الخاوية... الـ...جائعة.
اقرأ أيضًا
#أسامة_الأديب
تعليقات
إرسال تعليق