أنماط الشخصية : مفتاح لفهم الذات والآخرين

 

أنماط الشخصية وفق نموذج هيرمان: مفتاح لفهم الذات والآخرين

هل تساءلت يوماً لماذا يبرع بعض الناس في التحليل والتفكير المنطقي بينما يتألق آخرون في الإبداع أو العلاقات الإنسانية؟
الجواب يكمن في نموذج هيرمان لتفكير الدماغ (Herrmann Whole Brain Model)، الذي يقسم أنماط التفكير إلى أربعة أنماط أساسية، تشبه "أرباع الدماغ".
الفهم العميق لهذه الأنماط يمنحك أداة عملية لتطوير ذاتك وبناء علاقات صحية في العمل والحياة.

أنماط الشخصية : مفتاح لفهم الذات والآخرين


ما هي أنماط الشخصية في نموذج هيرمان؟

يقسم هيرمان الدماغ إلى 4 أنماط تفكير:

  1. النمط التحليلي  (A)المنطقي، الواقعي، محب الأرقام والحقائق.
    • يهتم بالبيانات، الأدلة، التحليل النقدي.
    • شعاره: "أعطني الدليل".
  2. النمط العملي  (B)المنظم، المنضبط، يركز على التفاصيل والخطط.
    • يهتم بالخطوات، القواعد، النظام.
    • شعاره: "لنضع خطة واضحة".
  3. النمط العاطفي  (C)الاجتماعي، المتعاون، حساس للعلاقات.
    • يهتم بالمشاعر، الانسجام، التعاون.
    • شعاره: "دعنا نهتم بالناس".
  4. النمط الإبداعي  (D)المبتكر، الخيالي، محب الأفكار الجديدة.
    • يهتم بالرؤية، الإبداع، الاحتمالات.
    • شعاره: "لنجرّب شيئاً جديداً".

ملاحظة: معظمنا مزيج من أكثر من نمط، لكن عادة يسيطر نمط أو اثنان على طريقة تفكيرنا.

كيف تكتشف نمط شخصيتك ونمط الآخرين بسهولة؟

خطوات عملية:

  1. راقب نفسك: هل تفضّل الحقائق أم الأفكار؟ هل تحب التخطيط أم العلاقات؟
  2. انظر إلى أسلوب حديثك وقراراتك:
    • التحليلي: يسأل عن الأرقام والدلائل.
    • العملي: يسأل "كيف سننفذ ذلك؟".
    • العاطفي: يسأل "كيف سيشعر الآخرون؟".
    • الإبداعي: يسأل "ما الجديد أو المختلف؟".
  3. تمرّن مع الآخرين: استمع لزميل أو صديق، وحاول أن تحدد نمطه من مفرداته واهتماماته.

أسرار التعامل الذكي مع كل شخصية

  • مع التحليلي: كن منطقياً، جهّز بياناتك، لا تبالغ في العاطفة.
  • مع العملي: أعطه خطة واضحة، احترم الوقت والنظام.
  • مع العاطفي: اهتم بمشاعره، استمع جيداً، اعترف بجهوده.
  • مع الإبداعي: امنحه حرية التفكير، شجّع أفكاره الجديدة، لا تقيّده بالروتين.

كيف تحل الخلافات وتبني علاقات متوازنة؟

  • بين التحليلي والعاطفي: التحليلي يريد الحقائق، والعاطفي يريد المشاعر → الحل: اجمع بين البيانات والتقدير الشخصي.
  • بين العملي والإبداعي: العملي يحب النظام، والإبداعي يحب الحرية → الحل: ضع مساحة للإبداع داخل إطار منظم.
  • القاعدة الذهبية: خاطب الناس بلغتهم الفكرية، لا بلغتك أنت فقط.

استخدام فهم الشخصيات في العمل، الزواج والتربية

  • في العمل:

    • التحليلي يقود التحليلات والتقارير.
    • العملي يضمن التنفيذ والانضباط.
    • العاطفي يبني الفريق ويحافظ على الروح.
    • الإبداعي يبتكر حلولاً جديدة.
      التوازن بين الأربعة يصنع فريقاً مثالياً.

  • في الزواج:

    • معرفة نمط شريك حياتك تساعدك على تفادي سوء الفهم.
    • مثال: إن كان شريكك عملياً، لا تُرهقه بالخيالات، بل اعطه خطوات واضحة.

  • في التربية:

    • بعض الأبناء يميلون للإبداع، وآخرون للنظام أو التحليل.
    • دعم الطفل وفق نمطه يزيد ثقته بنفسه ويطوّر قدراته.

مهارة قراءة الشخصيات بسرعة وبأسلوب علمي

  • اسأل نفسك عند مقابلة شخص جديد:
    • هل يتحدث بالأرقام؟ (تحليلي)
    • هل يركز على الخطوات العملية؟ (عملي)
    • هل يظهر عاطفة واهتماماً بالآخرين؟ (عاطفي)
    • هل يطرح أفكاراً مبتكرة؟ (إبداعي)

هذه ليست أحكاماً جاهزة، بل مؤشرات تساعدك على الفهم بدون الوقوع في فخ الأحكام المسبقة أو خرافات الأبراج.

تمارين تطبيقية على الأنماط الشخصية

  1. اختبر نفسك: اختر موقفاً حديثاً (اجتماع، نقاش، مشكلة) وحدد: كيف كان رد فعلك؟ تحليلي؟ عملي؟ عاطفي؟ إبداعي؟
  2. لعبة الملاحظة: في اجتماع أو جلسة عائلية، حاول تحديد نمط كل شخص من حديثه.
  3. التجربة المضادة: جرب أن تتصرف بنمط مختلف عن نمطك الغالب، مثلاً: إن كنت عملياً، جرّب أن تقترح فكرة إبداعية.

ختامًا

نموذج هيرمان ليس مجرد تصنيف للشخصيات، بل خريطة لفهم النفس والآخرين. باستخدامه، يمكنك تطوير ذكائك العاطفي والاجتماعي، تحسين علاقاتك، وبناء جسور من التفاهم في العمل والحياة.

المفتاح هو التوازن: أن تتقبّل أنماط الآخرين، وتتعلم كيف توظفها بذكاء لصالحك وصالحهم.

اقرأ أيضًا

الذكاء العاطفي والحياة المتوازنة

تأثير العمل على الصحة النفسية

النوستالجيا: الحنين إلى الماضي بين الدفء والألم

الذكاء العاطفي كما لم تقرأ عنه من قبل



تعليقات