كل ما تريد أن تعرفه عن ظاهرة الاحتباس الحراري

 الاحتباس الحراري ...

 كل ما تريد أن تعرفه عن ظاهرة الاحتباس الحراري

بقلم: ماريان كرم

متخصصة في علم الجغرافيا

 يتعرض العالم منذ عدة سنوات لتغيرات مناخية عديدة، حيث أصبحنا نرى العديد من الفيضانات والسيول والعواصف والأعاصير في أوقات وأماكن غير معتاد الحدوث بها، ويحل علينا فصل الصيف ونشهد ارتفاعات غير مسبوقة في درجات الحرارة، وأصبح يتردد مصطلح (الاحتباس الحراري).

و نحن في هذا المقال، بصدد الحديث عما هو الاحتباس الحراري؟ وما هى أسبابه؟ وما هى أخطاره؟ وكيفية الحد منها.

ما هو الاحتباس الحراري؟

هو ارتفاع درجة الحرارة السطحية لكوكب الأرض، بسبب ارتفاع مستوى الغازات الدفيئة (ثاني أكسيد الكربون، غاز الميثان، أكسيد النيتروجين، والكربون الهالوجيني)، وهذه الغازات تساهم في تدفئة جو الأرض السطحي. إلا أن الممارسات البشرية عملت على زيادة معدلات هذه الغازات مما ساهم في زيادة متوسط درجة حرارة المناخ منذ منتصف القرن العشرين بمقدار ١.٢ درجة مئوية .

والجدير بالذكر، أن الاحتباس الحراري عملية طبيعية تساعد في الحفاظ على درجات حرارة مناسبة للحياة، وبدونها يمكن أن تتحول الأرض إلى كوكب متجمد وغير صالح للحياة، لكن زيادة تركيزات الغازات الدفيئة الناتجة عن النشاط البشري قد ضاعفت من تأثير الاحتباس الحراري الطبيعي بشكل كبير مما تسبب في الاحتباس الحراري الضار.

أسباب الاحتباس الحراري

١- حرق الوقود الأحفوري:

يُعد حرق الفحم، النفط، والغاز الطبيعي المصدر الرئيسي للغازات الدفيئة خاصةً ثاني أكسيد الكربون، فهو أكثر مساهم في تغير المناخ العالمي حيث يمثل أكثر من ٧٥ % من انبعاثات الغازات الدفيئة وحوالي ٩٠ % من جميع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

٢- إزالة الغابات:

إن قطع الأشجار يقلل من قدرة الأرض على امتصاص ثاني أكسيد الكربون مما يزيد من تركيزه في الغلاف الجوي.

٣- النفايات:

تعد مكبات النفايات مصدرًا رئيسيًا لانبعاثات غاز الميثان.

٤- استخدام مركبات الكلورفلوروكربون ( CFCs):

إن استخدام هذه المركبات في التبريد و أنظمة إطفاء الحرائق تساهم في إستنزاف طبقة الأوزون والاحتباس الحراري.

٥- الأنشطة الزراعية:

حيث يعمل الإفراط في استخدام الأسمدة الكيميائية على انبعاثات غازات مثل أكسيد النيتروز والميثان.

أخطار الاحتباس الحراري:

١- ارتفاع درجة حرارة الأرض:

والذي يؤدي إلى ذوبان الجليد في القطبين وارتفاع مستوى سطح البحر، و بالتالي غرق العديد من المدن الساحلية واختفائها .

٢- تغيرات مناخية:

حيث يحدث تغيرات في أنماط هطول الأمطار وزيادة حدوث الظواهر الجوية المتطرفة مثل موجات الحر، الجفاف، والفيضانات .

٣- تأثيرات بيئية:

حيث يحدث تغير في النظم البيئية وفقدان التنوع البيولوجي وتهديد الكائنات الحية التى تعتمد على البيئات الجليدية.

٤- تأثيرات إقتصادية:

حيث تتضرر الزراعة وتتغير أنماط الهجرة وتلف البنية التحتية بسبب الظواهر الجوية المتطرفة.

٥- تأثيرات صحية:

حيث يزداد خطر الإصابة بالجفاف وبضربات الشمس، بالإضافة إلى تأثيرات سلبية على الصحة العامة وانتشار الأمراض .

كيفية الحد من أخطار الاحتباس الحراري:

هناك عدة وسائل فردية ومجتمعية للحد من أخطار الاحتباس الحراري منها:

١- استخدام الطاقة المتجددة:

حيث يجب التحول إلى مصادر الطاقة الشمسية، والرياح، والطاقة الكهرومائية لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

٢- تحسين كفاءة الطاقة:

مثل استخدام منظمات حرارة في المنازل والمباني، وتقليل استخدام الأجهزة التى تستهلك الكثير من الطاقة.

٣- النقل المستدام:

كاستخدام وسائل النقل العام، الدراجات الهوائية، أو المشي والتحول نحو السيارات الكهربائية لتقليل الانبعاثات الضارة.

٤- تقليل النفايات:

تقليل النفايات خاصة تلك التى تتضمن الكثير من مواد التغليف (خاصة البلاستيك) مما يقلل من الحاجة إلى إنتاج جديد واستهلاك الطاقة.

٥- زراعة الأشجار:

زراعة الأشجار والمحافظة على الغابات، فهي تمتص غاز ثاني أكسيد الكربون من الجو وتطلق الأكسجين، مما يساعد على تحسين جودة الهواء و تقليل الانبعاثات.

ختامًا

الجدير بالذكر أن مصر أدركت أخطار الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية، فقامت بعقد مؤتمر المناخ COP 27 في مدينة شرم الشيخ عام ٢٠٢٢، لتعزيز العمل الدولي لمكافحة تغير المناخ وتنفيذ اتفاق باريس وتعهدات COP 26.

اقرأ أيضًا






تعليقات