من النيل للأمازون: الفن والأدب جسران للتواصل الإنسانى
بقلم: أ. نجلاء مرشد
رئيس جمعية الميدان للتنمية وحقوق الإنسان
المهاجرين العرب فى أمريكا اللاتينية
تمتد جذور الحضارة فى أمريكا
اللاتينية على ضفاف نهر الأمازون حيث نشأت معها القصص والأساطير وعادات وتقاليد
وفنون مازلنا نراها حتى اليوم فى الروايات
والكرنفالات التى تجوب شوارع دول أمريكا اللاتينية معبرة عن ثقافتها وتاريخها فى
مناظر مبهحة تتشابة إلى حد كبير مع الثقافة المصرية والعربية حيث شارك الادباء والمهاجرين العرب فى صياغتة كجزء من التاريخ
الادبى والفنى لامريكا اللاتينيه هرب المهاجرين العرب من الاستعمار والاضطهاد
العثمانى باحثين عن وطن بديل يبدأون فية من جديد كمواطنين بعد ان اغتصبت اوطانهم
خاصة الفلسطينيين الذى طردوا من وطنهم فلسطين كانت القارة الجنوبيه التى عانت من
الاستعمار والعبوديه هى الانسب لهم حيث يتشاركوا نفس الألام الناتجه عن جروح
الاستعمار وإستهدافه لوحدة الشعوب العربيه فلم يبخل العرب بجهودهم ومشاعرهم التى
توحدت مع مشكلات الوطن الجديد فكتبوا الشعر والقصص والروايات الادبيه التى تعبر عن
هوية مدمجة بين العرب واللاتين ومما لاشك
فية ان الثراء التاريخى للقارة الجنوبيه وبطولات ابنائها المناضلين فى حركات
التحرر الوطنى ضد الاستعمار وفرت مادة ثريه للادباء والمفكرين ليبدعوا فنيا
ويعبروا عن ذلك الثراء والتنوع الثقافى والسياسى والاقتصادى واعتقد ان التشابة فى
المعاناة كان هو الخيط الذى يربط امريكا الجنوبيه بأفريقيا لتمتد الثقافة من
افريقيا الى امريكا الجنوبيه ومن الفراعنة الى المايا والازتك والانكا .
موالد مصرية وكرنفالات وموسيقى أمريكا اللاتينية
وفى رايى ان المبهر فى
فن الكرنفالات والمهرجانات فى امريكا اللاتينيه انها تعبر بشكل واضح عن تاريخ
وثقافة القارة ويظهر تأثرها بالفن والثقافة الأفريقية التى حملها المهاجرين من
افريقيا إلى أمريكا اللاتينية وفى مصر تتشابة الاحتفالات الدينيه الاسلاميه
والمسيحية والكرنفالات والموالد فى مصر على وجة الخصوص مع احتفالات القارة الجنوبيه فنجد احتفال مصر
بعيد وفاء النيل منذ الحضارة الفرعونيه التى احتفل فيها المصريين بنهر النيل وكان
يتم القاء فتاة جميلة فى نهر النيل احتفالا بنهر النيل واعتقادا أن ذلك يؤدى
للفيضان ويكون الاحتفال عبارة عن موكب عظيم يحمل عروس النيل مع استعراضات مبهجة
وصولا للنيل ومن الاحتفالات الدينيه المسيحية احتفال دير العذراء بجبل الطير بمولد
السيدة العذراء في المنيا من الاعياد
المسيحيه الشهيرة التى تتشابة مع المهرجانات والاحتفالات الدينيه فى امريكا
الجنوبيه ومن الإحتفالات الإسلامية مولد السيدة زينب ومولد الحسين والمولد النبوى ايضا
يتشابة مع كرنفالات امريكا الجنوبيه حيث تنظم المسيرات فى الشوارع بمصر مع استعراضات
واناشيد دينيه وابتهالات يتجمع حولها المحبين لذلك النوع من التراث الثقافى الدينى
ومما لا شك فية ان الشعوب التى تعيش فى دول نامية كانت تبحث دوما عن وسيلة للترفية
النفسى ووسيلة لاسعاد نفسها فكانت
المهرجانات والاحتفالات الدينيه والكرنفالات جزء من فكرتها حول الترفية النفسى بعد
عناء فى مواجهة صعوبات الحياة ووسيلة للتعبير عن عاداتها ودينها ومعتقداتها
وثقافتها .
وتصبح
الموسيقى السوداء التى عرفت بايقاعها التوليفى تصبح هذة الموسيقى قالبا لنوع من الموسيقى
ذات تأثير تكوينى ليس فقط على مؤلفى الموسيقى فى الثلاثينيات ولكن على تقليد كامل
للموسيقى الشعبيه يمثلة اليوم من المؤلفين المعاصرين جيلبر توجيل وشيكو بوارك دى
هولندا .
فى جمهورية الدومينيكان نستمع إلى موسيقى ميرينغي
يعود أصل إسمها إلى كلمة من أفريقيا الغربية كان لها علاقة بالموسيقى والرقص، ويرجح أن الأفارقة هم من نقلوا هذه الموسيقى إلى الدومينيكان. باجاتا هي موسيقى أغاني أفرو لاتينية نشئت في جمهورية الدومينيكان في القرن 20 وأسسها مجموعة من الدومينيكانيون ذوي الأصول الأفريقية وانتشرت هذه الموسيقي في أمريكا اللاتينية وفي دول شمال البحر الأبيض المتوسط .
يشبهها من الرقصات التى تعبر عن الثقافة المصرية
رقصة "التنورة" ذات الأصول الصوفية، و"رقصة البمبوطية" في
منطقة القناة، و"الرقص النوبي" الذي يتميز بتناسق حركاته. والرقص البدوى والرقص الإسكندرانى .
ومن الرقصات فى أمريكا اللاتينية على سبيل المثال أيضًا رقصة ستومب الخطى الثقيلة
تعدّ من التقاليد المفضّلة لدى الهنود الحُمر، ويدورون حول دائرةٍ من النّار عكس اتجاه عقارب السّاعة، وتحتوي هذه الرّقصة على بعض الرّموز مثل النّار التي ترمز إلى ضوء الشمس، كما ترمز حركة الراقصين ووقوف الرّجال والنساء على شكل سلسلة، ويكون الأطفال في آخر الصّف إشارةً إلى توحّد المجتمع وترابط الأجيال.الأدب العربى فى البرازيل تنوع أثرى الثقافة اللاتينية
داوود ( دافيد ) نصر :لبناني الأصل يسكن الريودي جانيرو ، كان زعيم المقالة
الصحفية في البرازيل أواخر الخمسينات وفي الستينات .
سلمون جورج :هو ابن سلامة إحدى
الأسر في جنوب الجبل العلوي في سورية . دخل السياسة من بابها الأوسع فصار زعيم
الأكثرية في مجلس النواب الاتحادي في الخمسينات .
رضوان نصار :کاتب برز منذ عشر سنوات
. ولكنه برز بطريقة خاصة في التعبير هي إحدى الطرائق التي يحاول الكتاب البرازيليون
المعاصرون بها فتح المغاليق لأدب جديد.
سیسیلیو کارنیرو ( سیسیل غنمة ) : cicilio Carneiroطبيب سوري الأصل غلب
عليه الطب بعد الستينات ، كان بين الروائيين الأوائل .
نعيم أبو سمرة :كان حتى توفي في
الستينات من أبرز الكتاب . يكتب ووجهه إلى المشرق .
ماريو نعمه:دخل دنيا الفكر والأدب فاتحا بعدد من
المؤلفات التي تتابعت في عشرين سنة، بين مطلع الأربعينات ومطلع الستينات ، حتى
أضحى أمين (أكاديمية الكتاب البرازيليين).
- باولو تقلا الأديب الصحفي.
اسیس فارس ، الشاعر التاعس صاحب ملحمة « الماسكاته » البائع الجوال التي
حكي فيها كل آلام المغترب العربي وكل بكائه.
أميل فرحات ، ( ابن أخ الشاعر إلياس فرحات ) الروائي
صاحب رواية ( الحلة الكبيرة)
- مينرفا سعادة ، وديفا جبور الشاعرتين الرقيقتين .
کلاریس أبو سمرة التي لم تجاوز اليوم الأربعين إلا قليلا والتي نشرت في
السابعة عشر أول ديوان لها بعنوان (نصف وردة )
جورج مدور
(1918)أديب شاعر کاتب إنه في الأدب البرازيلي نجم لامع ولعل ذلك لأنه يحمل في صدره
أسرار الشرق ، وفي دمائه تراثه العربي الخصيب ، وفي عينيه أجواء دمشق .
جمیل منصور حداد 1914) اسمه يدل
على أنه عربي الأب والأم ، لكن ثقافته العميقة الواسعة تدل أكثر من اسمه على
عروبته الأصيلة ، وإن كان برازيلي الولادة والنشأة واللغة والثقافة.
فن السينما ترابط بين سينما أمريكا اللاتينية ومصر روايات وأفلام نجيب محفوظ فى عيون المكسيك
مما
لا شك فيه أن تاريخ السينما المصرية العريق الذى استمد من عاداتنا وتقاليدنا وظروف
حياتنا المعيشية الصعبة قصص الهمت كتاب عظماء امثال نجيب محفوظ الذى ابدع فى تصوير
الواقع الاجتماعى والاقتصادى الظالم للنساء الفقيرات والعادات والتقاليد التى لا
ترحم خطأ النساء الفقيرات فى اجمل ابداعاته (بداية ونهاية ) تلك الروايه التى تم
تجسيدها فى فيلم سينمائى لتصبح من علامات السينما المصريه ليس ذلك فحسب وانما جسرا
من جسور التواصل الادبى بين قارتين أفريقيا وأمريكا اللاتينيه ليتم نقل الروايه
الى السينما المكسيكيه من خلال رؤيه مكسيكيه للرواية التى كانت سببا فى غزو الفيلم
لاعظم دور السينما.
في
مهرجان سان سباستيان الدولي بإقليم في أقصى شمال أسبانيا عام 1973، كان نجيب محفوظ على
موعد مع العالمية حيث اعيد انتاج رواياته واخراجها بشكل مختلف من خلال الفيلم
المكسيكى للمنتج والمخرج المكسيكى أرتورو ريبسيتين حيث اعيدت رواية بداية ونهاية برؤية
جديدة ليفوز الفيلم كأفضل فيلم فى المهرجان.
ثم تقدم شركة أفلام (آلاميدا) رواية (زقاق المدق)، وتم
تسميتة بـ"زقاق العجائب" أكد النقاد فيه أن "المكسيك مثل
القاهرة"، وهو ما يجعلنا نري تواصل عابر للحدود بين ثقافات مختلفة جمعها الفن
والتشابه بين المكسيك والقاهرة المدينة التى لا تنام .
بالتأكيد أن روايات نجيب محفوظ وبراعته فى رسم شخصيات
رواياته والأماكن التى
عاشت بها تلك الشخصيات جعلته بارعًا فى نقل روح القاهرة الى اعمالة الفنية وهو ما
خلق تميزا لكل عمل فنى تم انتاجة لروايات نجيب محفوظ .
من خلال ما تم استعراضه من رؤى لجوانب التشابه بين الثقافة الأفريقية والثقافة اللاتينية من مصر إلى البرازيل ومن النيل للأمازون نجد أن هناك روابط يمكن أن تكون جسرا للتواصل الإنسانى بين ثقافتين من دول الجنوب العالمى بما تحتويه تلك الثقافات من أدب وفن وثقافة نابعة من تميز كل حضارة وتفردها وهو ما جعل هناك روابط سياسية تنشأ بين حركات التحرر الوطنى وتستلهم نضال مصر فى التجربة اللاتينية.
المصادر:
1-
المصدر/ ترجمة كتاب memory and modernity - الذاكرة والحداثة - الثقافة الشعبية فى أمريكا اللاتينية - تاليف ويليام
رو - فيفيان شلنج ترجمة منى برنس -
مراجعة وتقديم أحمد على مرسى من ص 175 الى ص177
- المجلس الاعلى
للثقافة – المشروع القومى للترجمه - الطبعة الاولى 2005
2- المصدر/
سينما امريكا اللاتينيه – ص141 -ص146 / نجيب محفوظ بعيون مكسيكيه – دكتور حسن عطيه
– الهيئة المصرية العامه للكتاب 2010
3- المصدر / الادب فى
البرازيل تأليف د.شاكر مصطفى مايو 1986م الفصل
السابع / سلسلة كتب ثقافية يصدرها المجلس الوطنى للثقافة والفنون والاداب – الكويت
اقرأ أيضًا
النوع الاجتماعي والتحديات التي تواجه توظيف النساء في مصر
كل ما تريد أن تعرفه عن موجات تسونامي
تعليقات
إرسال تعليق