كل ما تريد أن تعرفه عن حرائق الغابات
بقلم: ماريان
كرم
متخصصة في علم
الجغرافيا
أصبحنا في
السنوات الأخيرة نسمع كثيرًا عن نشوب حرائق عنيفة في مناطق الغابات في العديد من
الدول، كما نشاهد الآثار المدمرة التي تخلفها هذه الحرائق. ولعل الكثير منا لا
يعرف ما هي أسباب نشوبها، لذا فنحن في هذا المقال بصدد التعرف على تلك الأسباب والأضرار
التي تخلفها حرائق الغابات.
تعريف حرائق الغابات
تُعرف حرائق
الغابات بأنها حرائق غير متحكم فيها، سواء كانت طبيعية أو عرضية أو جنائية، وتنتشر
في مناطق طبيعية أو زراعية تحتوي على غطاء نباتي قابل للاشتعال.
وقد عُرفت هذه
الظاهرة في الماضي بأسماء مختلفة أبرزها: حرائق الغابات أو حرائق البراري،
وبالإنجليزية (Wildfire). إلا أن هذه المصطلحات
لا تعكس حقيقة هذا النوع من الكوارث؛ ولهذا يطلق عليها اليوم العواصف النارية، وهي
تسمية أدق، لأنها تعبر عن قوة هذه الحوادث التي تتمتع بخاصيات شبيهة بالعواصف
المناخية الاعتيادية كالأعاصير.
ومن هذه
الخصائص:
استحالة السيطرة على هذه الحرائق عند وقوعها، فضلًا عن الدمار الكبير الذي تلحقه
بالبشر والحجر.
وتتعدد أنواع
العواصف النارية، وغالبًا ما تنشأ من تلقاء نفسها في الطبيعة، خاصة في المناطق
التي تحتوي على كميات كبيرة من النبات سريع الاشتعال، الأمر الذي يصعّب مهمة فرق
الطوارئ في إخمادها.
أسباب حرائق الغابات
تنشأ حرائق
الغابات إما من أسباب طبيعية مثل الصواعق، أو من أنشطة بشرية كإلقاء أعقاب السجائر
وحرق النفايات والأعمال التخريبية. ويعتمد انتشار هذه الحرائق بشكل كبير على
الظروف الجوية مثل الجفاف، وارتفاع درجات الحرارة، وانخفاض نسبة الرطوبة، وقوة
الرياح، بالإضافة إلى طبيعة التضاريس وخاصة المناطق الجبلية. كما يُعد تغير المناخ
عاملًا رئيسيًا في زيادة شدة الحرائق وطول موسمها.
أولًا: الأسباب الطبيعية
1.
البرق: إذ
تُعد الصواعق أحد أبرز الأسباب الطبيعية لاندلاع الحرائق.
2.
الحمم البركانية:
ففي بعض المناطق يمكن أن تسهم الحمم البركانية في نشوب الحرائق.
ثانيًا: الأسباب البشرية
1.
الإهمال والشرر: مثل
إلقاء أعقاب السجائر المشتعلة، أو إشعال النيران في معسكرات التخييم دون حذر.
2.
الأعمال الزراعية: كحرق المخلفات النباتية أو الأعشاب الجافة في الحقول، ما قد يمتد إلى
الغابات.
3.
الأنشطة الترفيهية: مثل الألعاب النارية أو حفلات الشواء التي لا يتم إطفاؤها بشكل صحيح.
4.
حوادث المرور:
الشرر الناتج عن المركبات التي تمر بالقرب من الغابات.
5.
الأعمال التخريبية: إضرام النار عمدًا لأغراض مختلفة.
أنواع حرائق الغابات:
1.
الحرائق التاجية:
وهي الأكثر خطورة، خاصة إذا طالت المدن والمباني المجاورة، كما قد تعطل حركة
الملاحة الجوية فوق المنطقة المنكوبة.
2.
الحرائق المتوسطة: تلتهم النباتات متوسطة ومنخفضة الارتفاع، كما تسهم الأعشاب المتسلقة
للأشجار في تحويلها إلى حرائق تاجية.
3.
الحرائق السطحية: تجتاح الحياة النباتية المنتشرة على سطح الأرض.
4.
الحرائق الأرضية: تتغذى على الجذور والمواد العضوية تحت الأرض، وقد تستمر مشتعلة لأيام
أو أسابيع طويلة دون أن يلحظها أحد.
أضرار حرائق الغابات:
تؤدي حرائق الغابات إلى تدمير الأنظمة البيئية بالكامل، فلا يتبقى سوى الرماد، كما تتسبب في
موت الكائنات الحية أو هجرتها إلى أماكن أخرى. كذلك تؤدي إلى فقدان أخشاب ثمينة
يصل عمرها إلى مئات السنين، ما يسبب خسائر مادية كبيرة للدول نظرًا لأهمية هذه
الأخشاب في الصناعات المختلفة.
وتُعد الحرائق
أيضًا من عوامل الزحف الصحراوي، إذ تمثل الغابات حواجز طبيعية أمام الكثبان
الرملية. إضافة إلى ذلك، تتسبب في تدمير مناطق سكنية مجاورة وتشريد سكانها، بل قد
تؤدي إلى وفاة أو إصابة العديد منهم.
طرق مكافحة حرائق الغابات:
تسعى معظم
الدول، بالتعاون مع هيئات مكافحة الكوارث الطبيعية والأمم المتحدة، إلى الحد من
انتشار حرائق الغابات.
ومن وسائل المكافحة في الدول المتقدمة:
· وحدات
التدخل السريع للمساعدة في الإطفاء.
· استخدام
المواد المضادة للنيران، وهي أملاح غير سامة.
· الاعتماد
على المياه بشكل مباشر.
· الاستعانة
بطائرات مجهزة بمواد إطفاء.
· استخدام
معدات الحفر لإزالة أجزاء من الغابة للحد من انتشار النار.
مثال واقعي
نشير هنا إلى حرائق الغابات التي اندلعت في يناير من العام الجاري في منطقة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأمريكية، بسبب انخفاض الرطوبة وظروف الجفاف الممتدة ورياح سانتا آنا التي تجاوزت سرعتها 130 كم/س في بعض المناطق. وقد تسببت هذه الحرائق في وفاة 28 شخصًا، وفقدان نحو 22 آخرين، فضلًا عن إلحاق أضرار بأكثر من 12,401 مبنى، وإجبار أكثر من 18 ألف شخص على الإخلاء.
اقرأ أيضًا
كل ما تريد أن تعرفه عن "تسونامي"
كل ما تريد أن تعرفه عن ظاهرة الاحتباس الحراري
تعليقات
إرسال تعليق