مقتطفات بدون عنوان
بالأمس، هرولت إلى الشارع ساخطًا أمقت العالم والبشرية كلها، مُدعي الرضا داخلي، لكن هيهات! ..
هللت إحداهن بثغرٍ باسمٍ وكأنها تمتلك الأرض
وما عليها: يا أستاذة، يا أستاذة! فإذا بي أنا الاستاذة حيث أنني ارتدي جاكيت أسود
وحذاء برقبة عالية، وأحمل حقيبة على كتفي وفي يدي قلمًا ودفترًا. وهذا ما أكسبني
لقب "الأستاذية" في نظرها، لألتفت وأجد أقفاصًا من الجريد مرصوص عليها
حزم من الخس، البصل، البنجر، والجرجير بشكل
منمق ومتناسق وكأنك داخل أحد أركان معرض الكتاب. ولو أني مررت على الشارع مرور
الكرام ولم تنادني هي، لربما لم ألتفت إلى هذا النظام ودقته ولم يهمني من أصله.
فهذا شارع وهاتين حزمتين من الخس والأمر بدا عاديًا، تاخذ من جعبة الجوال حزمًا
وترصها واحده تلو الأخرى فوق الأقفاص بهمه وبذات الثغر الباسم ومازالت تحدثني. إنها تروي لي قصة نجاحها، كأن
الأمر يبدو عاديًا بالنسبة لي أم ماذا؟!
بالنسبة لسخطي المتعجل كان سيبدو كذلك حتى دققت فى الأمر وقصدت الشارع.
ماذا لو جلست
هنا وأكملت اليوم؟ ... يا عزيزي السيده تملك أحد عشر رواية وحدها، وكل
واحدة منها تثقل جبلًا وتسقطه ... ثم التفتت حولها وأقسمت ألا أغادرها حتى
تطلب لي فنجان قهوة ☕ ... مر إلى ذهني حينها ،، الاتفاقات الدولية والعالمية، وقرارات حماية
المرأة وسلامها والخطط والاستراتيجيات والـ ١٦ يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة. وكذلك المكاتب،
والكراسي، وإلى من يهمه الأمر، وإلى الساخطين وإلى نفسي ...
أخرجوا إلى الشوارع، راقبوا العالم ...
#مقتطفات
#بدون_عنوان
#دعاء_احمد
اقرأ أيضًا
تشارلز ديكنز: سيد الرواية الاجتماعية في الأدب الإنجليزي
تعليقات
إرسال تعليق