المنهج الجندري: بوابة الجمعيات الأهلية المصرية نحو عدالة وفعالية أعمق

 📌 المنهج الجندري: بوابة الجمعيات الأهلية المصرية نحو عدالة وفعالية أعمق

في قلب كل مشروع تنموي ناجح، لا يكمن التمويل أو التخطيط فحسب، بل الفهم العميق للفروق بين الجنسين. من هنا تنبع أهمية "المنهج الجندري" كأداة استراتيجية وتحوّلية في يد المؤسسات والجمعيات الأهلية.



ما هو المنهج الجندري؟

المنهج الجندري (Gender Approach) هو إطار عمل تحليلي وأداتي يساعد في فهم الأدوار والاحتياجات والفرص والتحديات المختلفة التي يواجهها النساء والرجال والفتيات والفتيان داخل المجتمع. يهدف إلى دمج مفهوم النوع الاجتماعي في جميع مراحل دورة المشروع، من التخطيط إلى التنفيذ والتقييم.

لماذا يجب على الجمعيات الأهلية في مصر اعتماد المنهج الجندري؟

  •  لضمان العدالة والإنصاف

في ظل تفاوتات اجتماعية وثقافية واقتصادية قائمة، تضمن العدسة الجندرية ألا يتعرض أحد للإقصاء أو التجاهل بسبب جنسه أو دوره المجتمعي.

  • لتعزيز فعالية التدخلات التنموية

عندما تُصمم الأنشطة والبرامج بما يتناسب مع احتياجات النساء والرجال كلٌّ على حدة، تصبح أكثر واقعية وقابلية للنجاح والاستدامة.

  • لتلبية متطلبات الجهات المانحة

أغلب الممولين المحليين والدوليين مثل ( UN Women، UNFPA، EU، USAID) يشترطون دمج الجندر في مقترحات التمويل كمكون أساسي لتمويل المشروعات.

كيف يمكن دمج المنهج الجندري عمليًا في عمل الجمعيات الأهلية؟

📌  في مرحلة تحليل الواقع (Assessment):

  • استخدام أدوات التحليل الجندري مثل:
    مصفوفة أدوار النوع الاجتماعي
    تحليل الوصول والتحكم
    تحليل الاحتياجات حسب النوع

📌  في مرحلة تخطيط الأنشطة:

  • ضمان مشاركة النساء والرجال في تصميم البرامج.
  • تعديل الأنشطة لتتناسب مع أدوار ومسؤوليات النوع الاجتماعي (مثل توقيت التدريب، الموقع، المحتوى).

📌  في مرحلة التنفيذ:

  • توظيف كوادر من الجنسين لتقديم الأنشطة.
  • تهيئة بيئة آمنة وداعمة لجميع المشاركين (خاصة الفتيات والنساء).

📌  في مرحلة المتابعة والتقييم:

  • جمع البيانات المصنّفة حسب الجنس (sex-disaggregated data).
  • تحليل الأثر الجندري (Gender Impact Assessment).

أمثلة تطبيقية:

  • مشروع محو أمية لا يراعي توقيتات النساء في الريف = حضور ضعيف
  • مشروع تدريب مهني يُنفّذ في وقت يناسب الأمهات ويوفر رعاية للأطفال = مشاركة مرتفعة
  • مشروع زراعي يوجه الدعم الفني فقط للرجال باعتبارهم "المالكين"
  • مشروع زراعي يتعامل مع النساء كمزارعات وشريكات في الإنتاج = تمكين اقتصادي حقيقي

التحديات التي تواجه الجمعيات الأهلية:

  • ضعف الوعي أو التكوين المؤسسي لمفاهيم الجندر
  • غياب البيانات الدقيقة المصنّفة حسب النوع
  • التصورات النمطية (stereotypes) لدى بعض العاملين

🔍 الحل؟

تدريبات مستمرة + مراجعة سياسات المؤسسة + دمج الجندر في الرؤية والرسالة.

كيف نبدأ؟

إذا كنت مسؤولًا أو مسؤولًة في جمعية أو مؤسسة أهلية، إليك خطوات عملية:

  1. قم بتقييم جندري داخلي للمؤسسة
  2. شكّل لجنة جندرية أو نقطة اتصال داخلية
  3. وفّر تدريبًا للكوادر حول الجندر
  4. ادمج الجندر في كل وثيقة مشروع بدءًا من تحليل المشكلة وحتى التقييم

الخلاصة:

تبنّي المنهج الجندري ليس "ترفًا تنمويًا" بل ضرورة استراتيجية لنجاح أي تدخل مجتمعي مستدام.
إنه يعني أن نرى كل فرد في المجتمع، ونلبي احتياجاته دون تحيّز أو تهميش.

⚠️ تذكّر: العدالة الجندرية تبدأ من داخل مؤسستك.

 اقرأ أيضًا


تعليقات