التنمية في مصر... تاريخ نتعلمه (الحلقة الأولى)

 

كيف بدأت التنمية في مصر؟

بسم الله، نبدأ اليوم كتابة سلسلة من المقالات حول التنمية في مصر وذلك لأننا في حاجة لكي نوثق تاريخ التنمية والخبرات المتراكمة فيه لأنفسنا ولمن يأتي بعدنا من أجل التعلم... ويعتبر هذا المقال نواة لهذه السلسلة ومقدمة لها حيث يمنحنا تعريفًا للتنمية واضح ومحدد وواقعي من بين تعريفات كثيرة متداولة. هذا بالإضافة إلى تقديم لمحة عن تاريخ التنمية في مصر وأهم القوانين وبعض المقترحات للتطوير في صورة ملخصة نأمل أن تفي ولو مؤقتًا للإجابة على ما يتبادر في الأذهان من أسئلة حول التنمية في بلدنا...
فلنبدأ إذن وليكن التوفيق والنجاح من الله...


 

1. ما التنمية؟

التنمية هي عملية شاملة تهدف إلى تحسين مستوى المعيشة والارتقاء بجودة حياة الأفراد في مختلف جوانب الحياة: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والبيئية. ولا تقتصر التنمية على الجوانب المادية فقط، بل تشمل أيضًا تمكين الإنسان وتعزيز قدراته ومشاركته الفاعلة في صناعة التغيير.

2. منظمات المجتمع المدني

منظمات المجتمع المدني هي كيانات غير حكومية، وغير ربحية، تنشأ بمبادرة من المواطنين وتسعى إلى خدمة قضايا المجتمع. تتنوع أهدافها لتشمل التنمية، والحقوق، والدفاع عن الفئات المهمشة، والتعليم، والصحة، وغيرها.

3. تاريخ منظمات المجتمع المدني في مصر وتطوره 

بدأت أنشطة منظمات المجتمع المدني في مصر منذ القرن التاسع عشر مع ظهور الجمعيات الخيرية التي كانت تركز على تقديم المساعدات للفقراء. ومع مرور الوقت، تطورت هذه المنظمات من العمل الخيري إلى العمل التنموي والحقوقي، لا سيما في بدايات القرن الحادي والعشرين، حيث بدأت في تبني نهج أكثر شمولًا يعتمد على التمكين والاستدامة.

4. الفرق بين الجمعية الخيرية، الجمعية الأهلية، المؤسسة التنموية

  • الجمعية الخيرية: تركز على تقديم المساعدات المباشرة والإنسانية (مثل توزيع الطعام والدواء).

  • الجمعية الأهلية: أكثر تنوعًا في أنشطتها، وقد تشمل العمل الخيري أو التنموي أو الثقافي أو التعليمي.

  • المؤسسة التنموية: تركز على تمكين الأفراد والمجتمعات من خلال مشروعات طويلة الأمد تسعى لتحقيق التنمية المستدامة.

هذا وقد شرح قانون العمل الأهلي في مصر الفرق بين الجمعية والمؤسسة والشكل القانوني لكل منهما... وهو ما سنقوم باستعراضه بإذن الله في المقالات التالية...

5. الفرق بين المنظمات والمؤسسات الهادفة للربح وغير الهادفة للربح

  • الهادفة للربح: تسعى لتحقيق مكاسب مالية وتوزيع الأرباح على المساهمين.

  • غير الهادفة للربح: تعيد استثمار الفوائض المالية في أنشطتها التنموية والخدمية، ولا توزع أرباحًا على الأعضاء أو المؤسسين.

6. تطور قوانين العمل الأهلي في مصر

شهد العمل الأهلي في مصر عدة مراحل تنظيمية، كان أبرزها قانون الجمعيات الأهلية لعام 2002، ثم قانون 70 لسنة 2017 الذي واجه انتقادات عديدة، إلى أن صدر قانون رقم 149 لسنة 2019، وهو القانون الحالي المنظم للعمل الأهلي.

7. أهم ملامح قانون العمل الأهلي الأخير في مصر

  • تسهيل إجراءات التأسيس بالإخطار.

  • تنظيم التمويل المحلي والأجنبي بشفافية.

  • إنشاء وحدة مركزية لتنظيم ومتابعة عمل الجمعيات.

  • الحظر على ممارسة العمل السياسي أو النقابي داخل الجمعيات.

  • تشجيع التحول الرقمي والإفصاح المالي.

8. أهم منظمات المجتمع الأهلي المصرية وأهم أنشطتها وإنجازاتها

  • مؤسسة مصر الخير: تنشط في التعليم، والصحة، والبحث العلمي، وتنمية المجتمع.

  • مؤسسة ساويرس للتنمية: تعمل على دعم ريادة الأعمال، وتحسين التعليم الفني.

  • الهلال الأحمر المصري: رائد في الإغاثة والطوارئ والمساعدات الإنسانية.

  • حياة كريمة: مبادرة حكومية تشاركية تضم عددًا كبيرًا من الجمعيات الأهلية لتنمية الريف المصري.

  • الجمعيات الأهلية المحلية في القرى والمراكز: تقدم خدمات متخصصة في مجالات تمكين المرأة، التعليم، ذوي الاحتياجات الخاصة، وغيرها.

9. ماذا تحتاج التنمية في مصر من منظمات المجتمع المدني؟

  • شراكات حقيقية بين الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص.

  • تمكين المجتمعات المحلية من تصميم وتنفيذ مشروعاتهم التنموية.

  • رفع كفاءة العاملين في المنظمات من خلال التدريب وبناء القدرات.

  • الشفافية والمساءلة لكسب ثقة المجتمع والمانحين.

  • تعزيز ثقافة التطوع والإبداع المجتمعي.

  • دعم من الدولة والقطاع الخاص لتوفير التمويل المستدام وتذليل العقبات الإدارية والقانونية.

وإلى هنا انتهى المقال الأول عن التنمية، وفي انتظار تعليقاتكم أسفل المقال بعد التسجيل في المدونة لكي يصلكم كل جديد... وإلى اللقاء في المقال القادم بإذن الله،،

اقرأ أيضًا


تعليقات