كيف أحقق هدفي؟

كيف يمكنني أن أحقق أهدافي؟

ضع الهدف وصغه طبقًا للمعايير، خطط لتحقيق الهدف، وأخيرًا التزم بما خططت له.

أهمية أن يكون لك هدف تسعى لأجله

عند الحديث عن أهمية وجود أهداف في الحياة، وأن الإنسان يجب أن يعيش ولديه أهداف يسعى لتحقيقها في رحلة حياته، فإنهم يطرحون السؤال التالي:

"إذا لم تكن تعرف إلى أين أنت ذاهب فكيف سوف تعرف أنك قد وصلت حتى وإن كنت قد وصلت بالفعل؟"

وهو الذي يعني أنك لكي تعيش عليك أن تضع هدفًا محددًا لحياتك. حتى وإن استطعت إنجازه وتحقيقه تكون على مقدرة بأن تقول أنك قد حققته بالفعل. فالسؤال المطروح يتعجب من كيف أنك تستطيع أن تخرج من بيتك دون أن تحدد وجهتك وطريقك. لأنك إن فعلت، فلن تستطيع أن تقول أنك قد وصلت لأنك لم تحدد أولاً قبل خروجك مكان تستهدف الوصول إليه.

لذلك، كما وأنك تقوم بالفعل قبل الخروج من البيت بتحديد الجهة أو المكان الذي ترغب في الذهاب إليه. وتقوم بتحديد الاتجاه الذي سوف تسير فيه. كما أيضًا تحدد الوسيلة التي سوف تذهب بها. وتكون على دراية بمقدار الوقت الذي سوف تستهلكه للوصول. وما سوف تتكلفه من مال أيضًا. حتى إذا ما وصلت بالفعل إلى وجهتك، تستطيع أن تقول أنك قد وصلت. وتستطيع أن تقارن بين ما خططت إليه وما حققته بكل سهولة.

حينها فقط، فأنت تكون قد حددت الهدف، ووضعت الخطة لتنفيذه وتحقيقه. ثم بدأت، واستمريت في طريق الوصول أو التنفيذ حتى تحقيق هذا الهدف الذي حددته. وأخيرًا، تكون بالفعل أنت قد حققته. لكي تضع هدفاً آخر أبعد وأعلى، وتسعى في تحقيقه، وهكذا.

إذًا ما الهدف؟

يُعرف الهدف بأنه،

"ما يسعى إليه الفرد من أجل تحقيقه"

أي أنه النتيجة أو الغاية أو المكانة التي يريد الإنسان أن يبلغها أو يصل إليها. فالهدف هو ما نقصد فعله أو القيام به. هو المطلب الذي نرغب فيه، أو المقصد المرغوب الوصول إليه.

فحين تقول أن هدفك هو الحصول على درجة كذا في الاختبار، أو تقدير كذا في نتيجة نهاية العام. فأنت تكون قد حددت هدفًا يمكن قياسه من ناحية الزمن/ الوقت، أو المدة التي سوف تستغرقها. كما يمكن قياسه من ناحية المقدار، أو العدد أو التقدير المرغوب الوصول إليه… وهكذا.

فما معايير تحديد الأهداف؟ الأهداف الذكية SMART

يجب أن يكون الهدف الذي نقوم بتحديده مبني على خمسة معايير يتم اختصارها في كلمة واحدة باللغة الإنجليزية هي كلمة SMART أي ذكي أو أنيق.

وحرف S هو اختصار لكلمة Specific باللغة الإنجليزية والتي ترجمتها إلى اللغة العربية تعني "مُحدد". وهي تشير إلى أنه يجب أن يكون الهدف الموضوع محددًا تحديدًا دقيقًا.
أما حرف M فهو اختصار لكلمة Measurable والتي تعني "يمكن قياسه أو قابل للقياس". أي أن الهدف الموضوع يجب أن يكون محددًا وقابلاً للقياس أو يمكن قياسه.
في حين أن حرف A فهو اختصار كلمة Achievable . والتي تعني "قابل للتحقيق أو يمكن تحقيقه". وهذا معناه أن الهدف يجب أن يكون محددًا، ويمكن قياسه، وقابل للتحقيق والتنفيذ وليس تعجيزيًا.
وبخصوص الحرف الرابع من الكلمة، حرف R، وهو اختصار كلمة Realistic . والتي تعني "واقعي". أي أن الهدف يجب أن يكون محددًا، قابلاً للقياس أو يمكن قياسه، يمكن تحقيقه وتنفيذه، وواقعيًا وليس خياليًا.
والحرف الخامس والأخير، حرف T، هو اختصار لـ Time-Bound . أي "محدد بوقت أو مرتبط بزمن وتاريخ محدد". وهو ما معناه أن الهدف يجب أن يكون في حد ذاته محددًا، يمكن قياسه، يمكن تنفيذه أو تحقيقه، واقعي أو حقيقي وليس خيالي، وأخيرًا محددًا بوقت أو محددًا بزمن وتاريخ معروف للوصول إليه.

فعلى سبيل المثال يمكن لإنسان أن يحدد هدفًا لعام كامل مثل:

في نهاية هذا العام سوف أكون قد انتهيت من وضع ومناقشة رسالة الماجستير.

أو

في نهاية عام كذا سوف أكون قد ادخرت مبلغ كذا من دخلي الشهري.

ثم تضع بالفعل خطة توزع فيها إجمالي المبلغ الذي تريد ادخاره على شهور السنة وتعمل بإصرار على اقتطاع المبلغ الشهري المطلوب حتى تصل إلى الموعد المحدد وقد ادخرت بالفعل الكم الذي قررته أو حددته في هدفك.

كيف أحقق الهدف أو الأهداف التي وضعتها لنفسي؟

بعد أن تقوم بتحديد هدفك أو أهدافك وصياغتها طبقًا للمعايير التي تم عرضها سلفًا. فإنه ينبغي عليك أن تضع خطة توضح كيف ستصل إلى تحقيق هذا الهدف أو الأهداف التي حددتها. ووضع الخطة هي خطوة هامة حيث أنها سوف توضح لك كل ما تحتاجه من وسائل وأدوات وإمكانيات ووقت حتى تقوم بالوصول إلى الهدف المرغوب في تحقيقه.

ولذلك ينبغي أن تبدأ الخطة بتحديد الهدف، أو الأهداف. ثم الإطار الزمني الذي سوف تتحرك فيه من تحديد زمن البداية إلى تحديد زمن النهاية. مع تقسيم الوقت بينهما إلى فترات أو مراحل. ثم تقوم بتحديد الأنشطة أو يسمونها أحيانًا العمليات التي سوف تقوم بها للوصول إلى الهدف. وتوزيعها على الفترات الزمنية بين البداية وحتى الوصول إلى النهاية على أن تكون متدرجة بشكل منطقي.

وبعد تحديد الهدف، والفترة الزمنية، والأنشطة ستستطيع تحديد الأدوات والوسائل والمصروفات التي تحتاجها لتنفيذ الأنشطة/ العمليات. حتى تصل إلى تنفيذ كامل الخطة والوصول إلى تحقيق الهدف بكل بساطة.

عملية التقييم

ولا ننسى أن هناك ما يسمى بعملية "التقييم" التي تنقسم إلى 3 مستويات: التقييم المبدئي لكل الظروف قبل بدء التنفيذ للتأكد من صلاحية الخطة الموضوعة أو تعديلها. التقييم المرحلي، أي لكل مرحلة من مراحل الخطة للاطمئنان إلى تنفيذ الأنشطة بشكل سليم ومدى تأثيرها في تحقيق الهدف.

فمثلاً، في الهدف الخاص بوضع دراسة الماجستير والانتهاء منها مع نهاية العام. سوف يضع الدارس خطة لنفسه يوزع فيها أجزاء الدراسة على شهور العام. ويحدد لنفسه أن يقف كل عدد معين من الشهور لمراجعة موقفه والاطمئنان على مدى تحقيقه لأهدافه المرحلية خلال هذه الشهور. والتعرف على النتائج التي وصل إليها وحققها ليحدد هل وصل إلى القدر الملائم ليستكمل العمل بنفس الطريقة. وعلى نفس السرعة والوتيرة أم يحتاج لتعديل بالإسراع مثلاً. أو باللجوء إلى طلب المساعدة من أي شخص أو بتعديل المسار، وهكذا؟

وأخيرًا، التقييم النهائي مع نهاية الوقت المحدد للخطة للاطمئنان إلى تحقيق الهدف بشكل كامل ونهائي أو بنسبة عالية قبل وضع أهداف أو هدف جديد أبعد وأعلى مما تم بالفعل تحقيقه.

وأخيرًا، يجب التأكيد على ضرورة الالتزام بالخطة

فطالما حددت الهدف، وقمت بوضع الخطة بكل مكوناتها وراجعتها وقمت بتقييمها. وعمل التعديلات بناءً على دراسة الوضع الراهن قبل التنفيذ. فيجب عليك الالتزام بالخطة سواء من حيث الزمن المقدر لكل مرحلة منها. أو للأنشطة المخطط تنفيذها بترتيبها الزمني في الخطة وبالطريقة المحددة وفي الزمن المحدد لها من وقت الخطة.

وهكذا، كلما حددت هدف أو مجموعة من الأهداف قم بوضع خطة لتحقيق هذه الأهداف بكل مكوناتها والتزم بها. حتى تحقق كل أهدافك الصغيرة وتصل بها إلى النجاح في تحقيق هدفك الأكبر والأبعد والذي هو قد يكون "حُلمك".

بذور

بحث هذه المدونة الإلكترونية