النيروز ... في مصر وإيران وآسيا الوسطى


اعرف كل شيء عن عيد النيروز وكيف يحتفل به المصريون وغيرهم 

عيد النيروز هو أحد الأعياد التاريخية العريقة التي تحمل أبعادًا دينية وحضارية وثقافية. ورغم اختلاف دلالاته من حضارة إلى أخرى، إلا أنه يُجمع على كونه عيدًا لبداية جديدة سواء كانت بداية عام، أو فصل زراعي، أو حياة روحية جديدة. يحتفل به الأقباط المصريون كبداية للسنة القبطية، كما تحتفل به شعوب أخرى مثل الإيرانيين والكرد والفرس باعتباره عيد رأس السنة الشمسية وبداية فصل الربيع.

النيروز ... في مصر وإيران وآسيا الوسطى


أصل التسمية

·         نيروز كلمة فارسية الأصل تعني "اليوم الجديد".

·         في التقويم القبطي المصري، ارتبط النيروز ببداية السنة القبطية الزراعية، إذ يمثل أول شهر من شهور السنة القبطية وهو "توت".

·         عند الإيرانيين وبلاد فارس القديمة، النيروز هو اليوم الأول من السنة الشمسية ويصادف الاعتدال الربيعي (21 مارس).

النيروز في مصر

عند الأقباط

·         يحتفل الأقباط الأرثوذكس بعيد النيروز يوم 11 سبتمبر من كل عام (أو 12 سبتمبر في السنوات القبطية الكبيسة).

·         يمثل بداية التقويم القبطي الذي بدأ في سنة 284م وهو العام الذي تولى فيه الإمبراطور دقلديانوس الحكم، والذي اشتهر بعصر الاضطهادات ضد المسيحيين.

·         لذلك ارتبط النيروز بذكرى الشهداء الأقباط، ويُعرف أيضًا بـ "عيد الشهداء".

·         الطقوس الكنسية في هذا اليوم تتضمن صلوات خاصة وأناشيد تمجّد الشهداء والإيمان.

العادات الشعبية

·         ارتبط النيروز قديمًا في مصر بعادات احتفالية وزراعية، مثل تناول البلح الأحمر والجوافة، حيث يرمز البلح إلى الدم (دم الشهداء) وبياض الجوافة إلى النقاء.

·         كان الفلاحون يعتبرونه بداية موسم زراعي جديد، ويقيمون الاحتفالات التي تمزج بين الطابع الديني والفرح الشعبي.

النيروز ... هل تعلم أنه يتم الاحتفال به ليس فقط في مصر، بل في إيران وبلاد فارس والأكراد وشعوب آسيا الوسطى؟


النيروز في الثقافات الأخرى

في إيران وبلاد فارس

·         يمثل عيد النيروز الفارسي رأس السنة الفارسية ويوافق يوم 21 مارس من كل عام.

·         يستمر الاحتفال به عدة أيام، ويتميز بمراسم خاصة مثل:

o        "السفرة السباعية" (هفت سين) التي تحتوي على 7 عناصر تبدأ بحرف السين وترمز للبركة والنقاء.

o        إشعال النيران كرمز للتجدد والنور.

o        تبادل الزيارات وصلة الرحم.

عند الأكراد وشعوب آسيا الوسطى

·         يحتفل الأكراد في العراق وتركيا وسوريا بعيد النيروز باعتباره رمزًا للحرية والانبعاث، ويرتبط لديهم بأساطير التحرر من الظلم.

·         يشعلون النيران على الجبال ويرقصون الدبكات الشعبية احتفالاً بالعيد.

الأبعاد الرمزية لعيد النيروز

1.      التجدد: يمثل بداية جديدة سواء للسنة القبطية أو الفارسية أو الزراعية.

2.      الهوية الثقافية: يعكس ارتباط المجتمعات بجذورها التاريخية وحضارتها القديمة.

3.      القيم الروحية: عند الأقباط هو عيد للشهداء والإيمان، وعند الإيرانيين والكرد رمز للنقاء والانبعاث.

4.      الترابط المجتمعي: لأنه يرتبط بالاحتفالات الجماعية، وصلة الأرحام، وتبادل الهدايا.

النيروز اليوم

·         في مصر، يحتفل الأقباط الأرثوذكس به كعيد ديني داخل الكنائس.

·         في إيران وأفغانستان وآسيا الوسطى، يُعتبر عطلة رسمية وطنية ويحتفل به جميع فئات الشعب.

·         منظمة اليونسكو اعترفت بعيد النيروز كتراث ثقافي غير مادي للبشرية نظرًا لعمق جذوره وأهميته الثقافية.

ختامًا

عيد النيروز ليس مجرد مناسبة زمنية عابرة، بل هو رمز للحياة والتجدد والهوية. ففي مصر يعكس عمق التقاليد القبطية وتضحيات الشهداء، وفي فارس وآسيا الوسطى يمثل ارتباط الإنسان بالطبيعة والحرية. إنه عيد يُعيد التأكيد على فكرة أن الشعوب مهما اختلفت أديانها وثقافاتها تتشارك في حاجتها إلى الأمل والانطلاق نحو بداية جديدة.

اقرأ أيضًا

الاحتفال بعيد الميلاد

الكريسماس وحقائق قد لا تعرفها

المولد النبوي في مصر والعالم العربي

صوم السيدة العذراء: ما بين الإيمان والتقوى والتاريخ




تعليقات