الكريسماس، وحقائق قد لا تعرفها!
الكريسماس، أو عيد ميلاد السيد المسيح، وحقائق قد تكون لا تعرفها عنه... يحتفل
العالم الغربي والمسيحي في هذا اليوم 25 ديسمبر من كل عام بعيد ميلاد السيد المسيح
والذي يسمى بالـ “كريسماس
Christmas أو يتم كتابته أحيانًا بالاختصار "Xmas". وهو ما معناه ميلاد المسيح المخلص طبقًا للمقطعين المكونين للكلمة (Christ بمعنى
المسيح المخلص)، و
(Mass بمعنى قداس أو ميلاد طبقًا للأصل الفرعوني لهذا المقطع. وبذلك يكون
المعنى المترجم للكلمة "ميلاد المسيح المخلص".
وسوف نتناول هنا ببعض الإيجاز وليس بالتفصيل بعض المعلومات أو الحقائق
عن عيد الميلاد المجيد (الكريسماس). سواء لدى مسيحيو الشرق أو لدى مسيحيو الغرب.
25 ديسمبر أم 7 يناير؟
يحتفل المسيحيون الشرقيون خاصةً المصريون (الأقباط) بعيد المبلاد
المجيد طبقًا للتقويم القبطي. في اليوم الـ 29 من شهر كيهك كل عام. وهو اليوم الذي
كان يوافق قديمًا يوم 25 كانون الأول (ديسمبر) حسب التقويم الميلادي/ الروماني
حسبما كان يسمى قديمًا. وطبقًا لتاريخ الكنيسة فإن تحديد الاحتفال بعيد الميلاد في
يوم 29 كيهك/ 25 ديسمبر من كل عام كان قد جاء طبقًا لقرارات مجمع نيقية الذي كان
في عام 325 ميلادية. وهو اليوم الي يوافق فلكيًا أن يكون فيه أطول ساعات لليل
وأقصر ساعات للنهار في العام. ومن بعده، بدايةً من يوم 26 ديسمبر، يبدأ الليل في
أن تنقص وتقل مدته بينما يبدأ النهار في الزيادة.
وكان يتم العمل بذلك والاحتفال بميلاد المسيح في نفس الموعد من كل
عام. في جميع أنحاء البلاد التي انتشرت فيها المسيحية شرقًا وغربًا حتى جاء عام
1582. حين لاح علماء الفلك أن يوم 25 ديسمبر الذي كان يتم فيه الاحتفال بالكريسماس
(عيد الميلاد) ليس في توقيته الصحيح فلكيًا. بمعنى أنه ليس اليوم الذي يصبح فيه
النهار أقصر نهار والليل أطول ليل. وذلك لوجود خطأ لدى علماء الفلك في عملية
الحساب لطول السنة التي تساوي دورة كاملة لكوكب الأرض حول الشمس.
فإنه طبقًا لما يسمى بالتقويم اليولياني الذي كان مستخدمًا في تلك الفنرة من التاريخ. كانت السنة عبارة عن 365
يومًا + 6 ساعات كاملة. وهو الأمر الذي مع التطور في دراسة الفلك ثبت عدم دقته
فيما بعد. حيث أن العلماء وجدوا أن السنة، كمال دورة كوكب الأرض حول الشمس، تستغرق
بالضبط 365 يومًا + 5 ساعات + 48 دقيقة + 46 ثانية فقط. أي أن المدة أصبحت أقصر
عما كان يتم احتسابه بـ 11 دقيقة + 14 ثانية.
من التقويم اليولياني إلى التقويم الغريغوري
وقد تم حساب مجموع هذه المدة عبر الفترة منذ مجمع نيقية الذي أقيم في
العام 325 ميلادية وحتى العام الذي تم اكتشاف فيه هذه المعلومة. فوجد العلماء أن
المدة كانت حوال 10 أيام. لذلك أصدر جريجوري (أو “غريغوري”) بابا مدينة روما
بناءًا على هذا الحساب. بأن يتم حذف 10 أيام من التقويم اليولياني القديم (التقويم
الميلادي). لكي يعود يوم 25 ديسمبر إلى مكانه الفلكي حسبما تم إقراره في مجمع
نيقية للعام 325 وتدارك الفارق. وقد وضع البابا ما سمي بالتقويم الغريغوري والذي فيه القاعدة التي تنص على حذف 3 أيام من التقويم كل 400 عام.
وذلك للمحافظة على أن يكون عيد الميلاد في مكانه من كل عام. في اليوم الذي فيه
النهار أقصر نهار والليل أطول الليل لكي يبدأ بعده الزيادة في النهار والنقصان في
مدة الليل.
وظل هذا التقويم معمول به في أوروبا منذ أن تم اكتشافه مع تعديلاته
طبقًا لقرار بابا روما البابا غريغوري. لكن في مصر الأمر كان مختلفًا حيث أن هذا
التعديل في التوقيت لم يدخل أو يصل إلى مصر إلا مع دخول الاحتلال الإنجليزي. ذلك
الذي كان في النصف ثاني من القرن الـ 19 والنصف الأول من القرن الـ 20. حيث تم
تعديل التقويم بشكل رسمي بأن تم حذف 13 يومًا من التقويم الميلادي. فأصبح يوم 11
أغسطس على سبيل المثال هو يوم 24 أغسطس. ومع الاحتفال بالعيد (عيد ميلاد المسيح)
طبقًا للتقويم القبطي/ المصري في يوم 29 كيهك من كل عام. فإن يوم 29 كيهك بعد هذا
التعديل أصبح يوافق يوم 7 يناير من كل عام. وليس يوم 25 ديسمبر كما كان يحدث قبل
دخول الإنجليز إلى مصر والقيام بعمل التعديلات على التقويم.
الأقباط يحتفلون طبقًا للتقويم القبطي
ونتيجة لتمسك الأقباط/ المصريون بالاحتفال بعيد ميلاد المسيح طبقًا
للتوقيت القبطي في يوم 29 كيهك. وهو الذي يوافق يوم 7 يناير. فقد جاء هذا الفارق
في توقيت وموعد الاحتفال بين المسيحيين في الغرب والمسيحيين في الشرق. وخاصةً في
مصر ذات الأغلبية الأرثوذوكسية من المسيحيين في مصر وفي دول الشرق.
وهذا ببساطة سبب الاختلاف في موعد الاحتفال، فقط حسب التوقيت والتقويم
المعمول به وليس لأي شيئ آخر. فالمصريون تمسكوا بتقويمهم القبطي المصري دون عمل أي
تعديلات عليه ولم يحذفوا منه الـ 13 يوم كما حدث في التقويم الميلادي. واحتفلوا من
خلال تقويمهم المصري الخالص بعيد ميلاد السيد المسيح الذي يأتي موافق ليوم7 يناير
من كل عام. فالسبب ليس اختلافًا دينيًا أو مذهبيًا. لكنه يعتبر اختلاف في التقويم
من ناحية واختلاف قومي مصري من ناحية أخرى.
هل عيد الكريسماس هو عيد رأس السنة الميلادية؟
كما سبق وأن أسلفنا هنا في في هذا المقال أن الكريسماس هو الاحتفال
بعيد ميلاد السيد المسيح، يسوع المسيح كما في الإنجيل وعيسى كما في القرآن. وأن
هذا الاحتفال يكون في الكنائس الغربية خاصةً الكنيسة الكاثوليكية التابعة لسلطة
بابا روما أو بابا الفاتيكان الروحية. وذلك في يوم 25 من ديسمبر في كل عام، وقد
سبق وبينا السبب لذلك. أما طبقًا لمسيحيي الشرق خاصةً الأرثوذوكس فإنه يتم
الاحتفال به في 7 يناير من كل عام. وهو أمر مختلف عن الاحتفال برأس السنة، والتي
هي مناسبة غير دينية.
فالاحتفال برأس السنة هو في الأصل ليس عيد بالمعنى الديني، لكنه عيد
أو احتفال حديث. يخص كل الناس التي تودع سنة تنتهي طبقًا للتقويم المعمول والمأخوذ
به وتستقبل سنة جديدة بأفضل الأمنيات. هو احتفال قد يتم مرة واحدة في العام مثلما يحدث
في الغرب حيث يحتفلون برأس السنة الميلادية في اليوم الأخير منها. أو قد يحدث 3
مرات كما في مصر حين يحتفل المصريون مع العالم كله برأس السنة الميلادية. ونحتفل
مع العرب والمسلمين برأس السنة الهجرية، ونحتفل كمصريين وخصوصًا المسيحيين برأس
السنة القبطية. وكلها احتفالات شعبية وقد تكون رسمية ودينية لكنها تكون طبقًا
للتقويم المعمول به إذا كان ميلادي أو هجري أو قبطي.
سانتا كلوز، بابا نويل، أو القديس نيكولاس (نيقولا)
يظن البعض أن قصة سانتا كلوز أو بابا نويل بالعربية
هي مجرد قصة خيالية للأطفال. حيث ذلك العجوز المبتسم الذي يرتدي زيه الأحمر، ويركب
عربته التي تجرها الغزلان (الأيائل). ويتجول ليلة عيد الميلاد يوزع الهدايا على
الأطفال ويتركها لهم تحت شجرة الكريسماس داخل منازلهم. وقد استفاد الأهل من ذلك في
تربية الأطفال حيث أن الطفل عليه الالتزام بالسلوك الحسن والقيم الإيجابية حتى
يفوز بهديته من بابا نويل الذي يتابعه ويعرفه.
كما أن هذه الشخصية المحبوبة والأسطورية أصبحت علامة من علامات
الاحتفال بالكريسماس. وأصبح مشهد سانتا كلوز سواء بشكل حقيقي لأشخاص يرتدون زيه
ويلصقون لحية بيضاء على وجوههم. ويقفون في شوارع مدن الغرب وأحيانًا هنا في الشرق،
في المولات وفي الحدائق والأماكن العامة. يهدهدون الأطفال ويلاعبونهم ويقدمون لهم
الهدايا البسيطة والحلوى. ويتمنون لهم أعوامًا مقبلة سعيد وينشرون الفرحة والبهجة
بينهم.
وتعود شخصية بابا نويل/ سانتا كلوز تاريخيًا إلى القديس نيكولا/
نيقولا الذي كان يقوم بعمل الخير. ويوزع الهدايا والاحتياجات الأساسية من المأكل
والملبس على الفقراء في الأعياد والمناسبات المختلفة دون أن يعرف أحد أنه الفاعل.
وقد كان القديس نيقولا يعيش في إقليم ميرا، الذي يقع في إقليم آسيا الصغرى. وقد
توفي في الأسقف القديس في شهر ديسمبر، لذلك يعتبر الاحتفاء به مع الاحتفالات بعيد
ميلاد المسيح احتفالاً بذكرى وفاته وبذكرى أعماله الصالحة في خدمة الفقراء
والمساكين في الخفاء.
شجرة الكريسماس أو شجرة عيد الميلاد
ومن المظاهر الوافدة حديثًا إلينا من الغرب نتيجة العولمة، والتبادل
الثقافي والاندماج بين الشعوب. هي شجرة الكريسماس أو شجرة
عيد الميلاد. فنحن لو نظرنا إليها من الناحية الدينية المسيحية فهي لا يوجد لها
أصل في الدين المسيحي. ولا علاقة لها بميلاد السيد المسيح الذي وُلد ولادة إعجازية
في ليس في قصر من القصور ولكن في مزود للبقر وسط الفقراء من الرعاة.
وعلى هذا، فإن نصب شجرة الميلاد وتزيينها ووضع الهدايا أسفلها قد أصبح
من التقاليد الخاصة بعيد الميلاد والاحتفال به. وأصبح من المعتاد أن نرى هذه
الشجرة المخروطية في المولات والمنازل ومداخل الفنادق والكنائس. وأن نرى صورتها
على الشاشات أيضًا تعبيرًا عن الاحتفال بالكريسماس أو عيد الميلاد واستقبال رأس
السنة الجديدة. والشجرة تكون من النوع الصنوبري المخروط أو شجر السرو وإن كانت في
بلادنا العربية تكون شجرة صناعية في الغالب لأن هذا النوع من الشجر يوجد بالأكثر
في المناطق الباردة. وقد بدأ استخدام هذه الشجرة وتزيينها بمختلف أنواع الزينة مثل
الأنوار والأجراس وقطع القطن التي ترمز للجليد وتماثيل بابا نويل الصديقة. ووضع
قطع من الشيكولاتة ومن المكسرات للأطفال وللكبار أيضًا بداية من القرن الـ 18. كما
أنه كان يتم إضائتها بالشموع وأصبح الآن يتم إضائتها بمصابيح كهربائية صغيرة. كما
يتم وضع نجمة كبيرة أعلاها رمزًا للنجم الذي أرشد المجوس لمكان ولادة المسيح كما
هو مذكور في الإنجيل.
اقرأ أيضًا
#الكريسماس
#عيد_الميلاد
#الاحتفال_بعيد_الميلاد
#حقائق_لابد_أن_تعرفها
#حقائق_عن_الكريسماس
تعليقات
إرسال تعليق