أهمية التفكير الإيجابي

التفكير الإيجابي وأهميته وفوائده في الحياة

أهمية التفكير الإيجابي… التفكير الإيجابي وأهميته وفوائده في الحياة… للتفكير قوة رهيبة في التأثير على حياة الإنسان. سواء كان هذا التفكير سلبي أو إيجابي. فكما أن للتفكير السلبي والإحباط والاكتئاب نتائج سلبية على صحة الإنسان النفسية والجسدية. نتائج قد تصل بالإنسان إلى الموت أو الانتحار من جراء هذه الأفكار السلبية.

وعلى النقيض، التفكير الإيجابي يقود الإنسان إلى السعادة والنجاح في الحياة ويحميه من أمراض كثيرة نفسية وجسدية. فللتفكير قوة يعرفها كل إنسان ومن المؤكد أن الجميع اختبرها من الجانبين النقيضين، السلبي والإيجابي. ونحن هنا في مقالاتنا ندعم التفكير الإيجابي والابتعاد عن التفكير السلبي. وذلك من أجل صحة نفسية وجسدية سليمة للقارئ العزيز.

والآن، ما هي بالتفصيل الفوائد والأهمية التي للتفكير الإيجابي؟

التفكير الإيجابي هو منهج ووسيلة يقوم الإنسان بتبنيها واتباعها. وذلك من أجل التعامل بشكل جيد مع أي مشاعر حزن أو يأس تنتابه في الحياة. وذلك بأن يحارب التشاؤم بالتفاؤل والسلبي بالإيجابي عن طريق دعم وتعزيز الإيمان بأن المستقبل سوف يكون في صورة أفضل.

أهمية التفكير الإيجابي


ولقد عبرت السينما المصرية في أحد مشاهدها ولكن بشكل كوميدي عن أهمية التفكير بإيجابية. وذلك في المشهد التالي من فيلم “مطاردة غرامية”. مع التأكيد أن هذا المشهد كوميدي بغرض الضحك وليس حقيقي. لكنه يخفي في ثناياه حقيقة قوة التفكير الإيجابي في غرس الثقة في نفس الإنسان وتغيير صورته الذهنية عن نفسه.

لمشاهدة المشهد المقصود للرائع الراحل عبد المنعم مدبولي في فيلم "مطاردة غرامية"



أهمية التفكير الإيجابي وفوائده في نقاط

  • يساعد التفكير الإيجابي في تخفيف حدة التوتر والتخفيف من الضغوطات التي يتعرض لها الإنسان. فهو يعتبر وسيلة هامة وتقنية ممتازة للتخفيف من التوتر وإدارة الغضب ورفع الضغوطات والتخفيف منها.
  • التفكير الإيجابي يساعد في تقوية المناعة. فالعقل كما سبق وأكدنا يؤثر بطريقة ونوعية تفكيره على صحة الإنسان ويجعله إما على استعداد للإصابة بالأمراض أو قادر على مقاومتها.

تأثير التفكير السلبي على الإصابة بأمراض خطيرة

ويحضرني هنا احدى القصص التي قرأتها على مواقع التواصل الاجتماعي عن شخصية شهيرة أصيبت بمرض السرطان. وقد تم استضافتها في أحد البرامج التليفزيونية من أجل دعمها نفسيًا وتشجيعها لمقاومة هذا المرض اللعين. فإذا بها تحكي عن الفترة قبل إصابتها بهذا المرض وفي أنها كانت تمر بأزمة نفسية بسبب ظروف سيئة في العمل وضغوطات. مما أوقعها في الحزن والإكتئاب والشعور بالظلم. وبعدها شعرت بمتاعب وأجرت فحوصات واكتشفت إصابتها بهذا المرض الخطير. وقد أخبرها الطبيب أن لحالتها النفسية السيئة دور كبير في المرض الذي أصيبت به. وأنه ما كان يجب عليها أن تبقى في أزمتها النفسية وتفكيرها السلبي لوقت طويل.

ومن هنا تبرز أهمية التفكير الإيجابي في دعم وتعزيز وزيادة المناعة، مقابل التفكير السلبي الذي يدمرها.

  • التفكير الإيجابي يساعد في أن يكون لدى المرء مرونة أفضل. وذلك عند التعامل في المواقف المختلفة. لأن التفكير الإيجابي يمنح الإنسان الهدوء والقدرة على التفكير بشكل أفضل مما يساعده في أن يواجه أية صعوبات أو تحديات. فبالتفكير الإيجابي يسهل الوصول إلى حلول للمشكلات والتغلب عليها.
  •  يساعد التفكير الإيجابي في أن يحظى الإنسان بصحة جيدة ويحسن من مستواها النفسي والجسدي. فالتفكير الإيجابي يساعد في التخفيف من التوتر والضغوطات النفسية. مما يعاون في الابتعاد عن مشكلات القلب والمشكلات الصحية الأخرى التي تقود إلى الوفاة.

بعض النصائح لكي تكون "إيجابي التفكير"

ولكي يكون الشخص إيجابي التفكير يمكنه أن يضع نصب عينيه وفي ذهنه النصائح والاقتراحات التالية. وذلك لكي يساعد نفسه ويساعد تفكيره في أن يكون إيجابي. ومن هذه النصائح والاقتراحات:

  • على الإنسان أن يردد دائمًا “الأفكار الإيجابية” ويؤكد عليها في ذهنه وفي حياته العملية. فبهذا يساعد الإنسان نفسه في أن تزيد ثقته في نفسه. ويشجع ذاته للتفكير والعمل ويبتعد عن الوقوع في الاكتئاب وما يتبعه من أمراض نفسية وجسدية.
  • من المهم أن يبتعد الإنسان عن الأشخاص ذوي الأفكار السلبية من المحيطين به. فالحماس عدوى، والتفكير الإيجابي عدوى، والتفكير السلبي عدوى أيضًا. وإذا ما التف حول الشخص أفراد ذوي تفكير إيجابي فسوف يتحول تفكيره بالتبعية إلى الإيجابية مثلهم والعكس صحيح. لذلك ابحث دائمًا عن الأشخاص ذوي الأفكار والتفكير الإيجابي ورافقهم. فهؤلاء سوف يكونوا مصدرًا للراحة والطمأنينة والفاعلية في الحياة.

  • من المهم أن يكون للإنسان هدف في الحياة.

والهدف لابد أن يكون “ذكيًا” أي SMART (Specific, Measurable, Achievable, Realistic, and Time-bound) والتي مفادها أن يكون الهدف: محدد جيدًا، قابل للقياس والمتابعة والتأكد من إنجازه، قابل للتحقق وواقعي، ومحدد بزمن أو وقت لإنجازه. وذلك لأن وجود هدف في الحياة هو دافع للعيش وللتفكير الإيجابي، وكلما أنجز الإنسان خطوة نحو الهدف زادت حماسته وشعر بالإيجابية في التفكير وانطلق في الحياة سعيدًا محققًا لذاته. ومن المهم أن تكون أهداف الإنسان مكتوبة ومدونة ومخطط لها حتى يسهل الرجوع إليها من وقت لأخر وذلك للتأكيد على مدى ما تحقق من إنجاز أو للتعديل طبقًا لمقتضيات ومتغيرات الحياة.

أهمية التفكير الإيجابي


  • أن يحفظ المرء ويقرأ ويحيط نفسه بعبارات إيجابية تساعد في تحفيزه وتحفيز التفكير الإيجابي لديه. فالكلمات سواء كانت مسموعة أو مقروءة لها أثر إيجابي، لو كانت الكلمات إيجابية، في توجيه تفكير الإنسان. لذلك “كن إيجابي” وأحط نفسك بكلمات وعبارات تشجيع وإيجابية.
  • يقال أنه كلما شعرت أنك في ضيق “أعط وامنح الآخرين وافعل الخير في كل حين”. ففعل الخير يمنح الإنسان راحة داخلية وسعادة ويوجه تفكيره نحو الإيجابية لأن الخير هو فعل إيجابي في حد ذاته. وأيضًا فإن فعل الخير يريح النفس ويقوي العلاقة بين الإنسان وربه وبين الإنسان والعباد من حوله.

تأثير الابتسام

  • ابتسم دائمًا، فالبسمة صدقة لمن يراك. والبسمة هي قائد لعقلك ولتفكيرك نحو الإيجابية والتفاؤل والسعادة. لذلك قم بتدريب نفسك على الابتسام دائمًا وليس في الأوقات التي تستدعي أن تبتسم فقط.
  • اهتم بصحتك الجسدية، وبنظافتك، وهندامك، وممارسة الرياضة ولو المشي بانتظام ومداومة. فشعورك بوافر الصحة والقدرة والنشاط يساهم في إيجابية تفكيرك واطمئنانك وراحتك في الحياة. التفكير الإيجابي والصحة الجيدة متلازمان دائمًا وكلاهما يؤدي إلى الآخر ويؤثر فيه كما يتأثر به.
  • افحص دائمًا أفكارك ومعتقداتك نحو نفسك ونحو الآخرين. انتق الأفكار والمعتقدات الإيجابية وتبناها، والق في سلة المهملات بعد الحذف الأفكار والمعتقدات الخاطئة السلبية. فكم من الأفكار التي وصلت إلينا مغلوطة أو استقيناها بشكل خاطئ وتحتاج للمراجعة. اجعل التفاؤل والأفكار الإيجابية هي الأصل وهي المحرك وهي الإيمان لأنها من الله. أما الأفكار السلبية التي تؤدي إلى الانتحار سواء بشكل فعلي أو بشكل مجازي فهي بعيدة عن الله فالقها عنك وتخفف من حملها.

المشكلات وحجمها

  • إن كنت ممن يقومون بتضخيم المشكلات فراجع نفسك. وتعلم كيف يمكنك أن تقوم بتقييم المشكلة وتحديد حجمها وليس تضخيمها. وثق أن أي مشكلة لها ألف حل، وكن ممن يبحثون عن الحلول لكل ومشكلة وليس ممن يبحثون عن المشكلات لكل حل. وكن على يقين أن اي مشكلة مهما كانت كبيرة يمكن تقسيمها إلى أجزاء صغيرة والتعامل معها جزء جزء حتى الوصول لحل المشكلة بالكامل.
  • تعلم وتدرب على تحمل المسؤلية عن كل ما قمت أو تقوم به من الأعمال. وكذلك عن كل نتائج أعمالك. لا تهرب، ولا تراوغ، ولا تعيش تحت ضغط تصنعه أنت بنفسك لنفسك. فالاعتراف بالمسؤلية وقبول تحملها خطوة إيجابية في حد ذاتها. وهي خطوة في طريق الحل لأي مشكلة. وكذلك فهي محفز للتفكير بإيجابية نحو الحلول والتغلب على الصعوبات والتحديات.

اقرأ وشارك في لقاءات وتدريبات في مجال التنمية البشرية

  • من الضروري من أجل أن تكتسب الإيجابية في الحياة أن تقرا في التنمية البشرية وموضوعاتها. وأن تشارك فيما يتاح لك من لقاءات و/ أو تدريبات في مجال التنمية البشرية. ففيها سوف تحصل على المعارف والمعلومات وتكتسب المهارات اللامة للتفكير بإيجابية والوصول إلى تحديد أهدافك وتحقيقها. كما سوف تكتسب علاقات جيدة تعينك في مسيرتك الحياتية ورحلتك العملية والشخصية.
  •        الكتب كثيرة ومتاحة بصور مختلفة مطبوعة وغير مطبوعة. فاختر منها ما يقودك ويزودك بأفكار إيجابية يمكنك تطبيقها في حياتك.
  • حدد مصادر الأفكار السلبية التي قد تعوقك في الحياة ةابتعد عنها. فمعرفة وتحديد المشكلة أهم خطوة لحلها. وقم باستبدال هذه الأفكار السلبية بأفكار أخرى إيجابية من خلال القراءة، الحديث مع أشخاص إيجابيين، مشاهدة مقاطع فيديو ممتلئة بأفكار إيجابية… إلخ.

ابدأ يومك دائمًا بنشاط وبتفكير إيجابي

  • من المهم أن تبدأ يومك دائمًا بنشاط وبإيجابية وبترحيب بالحياة. تفائل وتذكر بيت الشعر القائل،

"كم تشتكي وتقول أنك معدم،،، والشمس ملكك والسماء والأنجم"

ابدأ يومك بالابتسام، استيق مبكرًا واستقبل نسمات الصبح العليلة واستنشق الهواء النقي وتمتع بالهدوء. استمع للموسيقى، وانظر إلى كل ما هو جميل حولك. استقبل من كل هذا الطاقة الإيجابية ومارس ولو لوقت قليل بعض من تمارين التأمل. فهذا يكسبك الهدوء، ويساعدك في الوصول إلى الشعور بالرضا وبالسعادة.

ختامًا،،،

التفكير الإيجابي محرك وقائد لحياة سعيدة ومديدة وصحية. ويجب علينا أن نتعلم كيف نكتسب التفكير الإيجابي وكيف نجعله قائد لحياتنا. فالأفكار تتحول إلى سلوكيات في الحياة نسلكها ونقوم بها سواء بقصد أو بدون قصد. وهي تؤثر علينا وعلى من حولنا. لذلك، اختر أفكارك بعناية وانتق منها ما هو إيجابي واسلك لما فيه فائدتك واعمل كما يقول الشاعر،

"كُن بلسمًا إن صارَ دهرُك أرقمًا … وحلاوةً إن صارَ غيرُكَ علقمًا"

الشاعر/ إيليا أبو ماضي 


تعليقات