العنف الزواجي
بقلم د. شيري حنا
معالج نفسي إرشادى | استشارى تنمية وتدريب
برغم من أن مجتمعاتنا تدعم مؤسسة الزواج وتعتبرها رباطًا مقدسًا، لكن يختبئ خلف الأبواب المغلقة واقعٌ صادم تعاني منه ملايين النساء حول العالم.
إنه العنف الزواجي، الوجه المظلم للعلاقات الزوجية، حيث يتحول الحبيب إلى جلاد، والعِشرة إلى جرح لا يشفي.
يسلّط المقال الضوء على ظاهرة العنف الزواجي، ويكشف أسبابها، أبعادها، والإحصائيات الصادمة التي تدق ناقوس الخطر، مع دعوة صريحة لكل امرأة بأن لا تتنازل عن كرامتها وحقوقها.
ظاهرة العنف الزواجي ظاهرة منتشرة عالمياً، وهو أحد أشكال العنف الأسرى، حيث يعتدي الزوج على زوجته بالضرب والعنف والسُباب مستخدما قوته الذكورية لإخضاع المرأة وفرض سيطرته عليها. واخضاعها قسيراً لتنفيذ متطلباته التي أحيانا تخالف الدين والشرع والأعراف المجتمعية كما حدث مع حياه.
تُعرّف منظمة الصحة العالمية العنف الزواجي من الشريك:
على أنه “سلوك منتهج ضمن علاقة معاشرة او من قبل شريك سابق يتسبّب في حدوث ضرر جسدي أو جنسي أو نفسي، بما في ذلك الاعتداء الجسدي و العلاقات الجنسية القسرية و الإيذاء النفسي وسلوكيات السيطرة”
كما أشارت منظمة الصحة العالمية في احصائياتها أن حوالي ٣٠٪ من النساء المتزوجات عالميا يتعرضن للعنف من الزوج، وتكون أشكال العنف (عنف جسدي، عنف نفسي، عنف جنسي).
وقد يتعرضن لأكثر من شكل ونوع من العنف في نفس الوقت.
كما أعلن المجلس القومي للمرأة عن وجود حوالي ١،٥ مليون امرأة مصرية تتعرض للعنف الأسري
منهم ٧٠٪ عنف زواجي
٢٠٪ عنف ابوي من خلال الوالدين
١٠٪ عنف بين الاخوة
أسباب العنف الزواجي
هناك العديد من الأسباب والدوافع المؤدية للعنف الزواجي ومنها :
١- أسباب نفسية:
– وجود خلل نفسي لأحد الشريكين يدفعه لإيذاء شريكه.
– الإدمان بأنواعه سواء إدمان الكحوليات او المواد المخدرة او إدمان الإباحيات. ينتج عنهم نوع من أنواع العنف تجاه الشريك.
٢- أسباب اجتماعية:
بعض التقاليد والموروثات التي تبيح ضرب الزوجة بهدف اخضاعها وتطويعها وفرض السيطرة عليها.
٣- أسباب أقتصادية:
بسبب الظروف الاقتصادية والمادية الضاغطة وعدم قدرة الزوج على توفير حياة كريمة لأسرته فيشعر بالعجز والتقصير ويفرغ ضيقه النفسي وشعوره بالعجز من خلال العنف الأسري.
ولكن مهما تعددت وتنوعت الأسباب، يبقى العنف داخل الأسرة مرفوض ويجرمه القانون.
حيث تنص المادة ١١ من الدستور المصري على أن “تلتزم الدولة بحماية المرأة ضد كل أشكال العنف” ويسن القانون عقوبات مشددة في حال إثبات تعرض الزوجة للعنف الأسري او الزواجي تصل إلى الحبس والغرامة للشريك المعتدي.
في النهاية…
العنف الزواجي ليس مجرد خلافات أسرية، بل جرح عميق في إنسانية المرأة وكرامتها. لا تبرري الإيذاء، ولا تصمتي على الوجع. تذكري أن لكِ الحق في الأمان، والاحترام، والحب دون خوف. كوني قوية، فالقانون معك، والكرامة لا تُساوَم.
اقرأ أيضًا
تعليقات
إرسال تعليق