دور التربية في مجال البيئة
يتناول هذا البحث موضوع "دور التربية في مجال البيئة" فتعتبر مرحلة الطفولة من أهم الفترات في تكوين شخصية الطفل، فهي مرحلة تكوين وإعداد، فيها ترسم ملامح شخصية الفرد مستقبلاً، وفيها تتشكل العادات والاتجاهات وتنمو الميول والاستعدادات وتتفتح القدرات وتتكون المهارات وتتكشف، وتتمثل القيم الروحية والتقاليد والأنماط السلوكية. وخلالها يتحدد مسار نمو الطفل الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي والوجداني طبقا لما توفره له البيئة المحيطة بعناصرها التربوية والثقافية والصحية والاجتماعية، وما علينا إلا تهيئة المجال لهذا كله حتى تتحقق التربية المتكاملة للطفل وينمو بطريقة سوية.
والبدء
مبكرًا في مرحلة الطفولة، شعار اتخذه العديد من التربويين كمبدأ ضروري في إطار
التربية البيئية، وخلال هذه العملية التربوية الهامة يتلقى الطفل ما يمكنه من
معرفة وتقدير أهمية البيئة، وحمايتها والتعامل معها، كتمهيد لوجود سلوكيات
صديقة للبيئة مستقبلاً. (عبير عراج، 2016)
ووفقًا
لمفهوم التربية وأهدافها من جهة ومفهوم البيئة من جهة أخرى، فقد يبدو لبعض المربين
أن دراسة البيئة بجانبها الحيوي والطبيعي فقط تحقق التربية البيئية، في حين يرى
البعض أن التربية البيئية تتعدى ذلك المفهوم الضيق للبيئة وأنها عملية أكثر عمقًا
وشمولاً حيث أنها عملية تربوية تهدف إلى تكوين القيم والاتجاهات والمهارات
والمدركات اللازمة لفهم وتقدير العلاقات المعقدة التي تربط الإنسان وحضارته بمحيطه
الحيوي الفيزيائي، وتوضح حتمية المحافظة على مصادر البيئة الطبيعية وضرورة
الاستفادة الرشيدة منها لصالح الإنسان حفاظًا على حياته الكريمة ورفع مستويات
معيشته. (أسماء وعايد راضي، 2016)، كما تهدف عملية التربية البيئية إلى الوصول بالفرد
إلى مرحلة أن يترجم مشاعره وإحساساته بالمشكلات والمواقف البيئية المختلفة إلى
سلوك إيجابي نحو هذه البيئة.
فالإنسان
بوجه ما هو جملة من الحاجات، حاجاته تلك لا يجدها إلا في بيئته، لكن حتى تفي تلك
البيئة بحاجاته لابد وأن يعطيها حقها. ببساطة هذه هي المعادلة التي تحكم العلاقة
بين الإنسان والبيئة. لكن الانسان بطبعه الأناني المتحايل ما عاد يرى من المعادلة
إلا طرفًا واحدًا، ذلك الطرف الذي يقر بأن له حقوقًا على البيئة، وبما أن قوانين
الطبيعة لا تحمي المتغافلين، فها هو الإنسان اليوم يدفع ثمن حماقاته من سلامته وسلامة
الأجيال القادمة للنوع البشري. (حسن بوعبد الله وناني نبيلة، 2008)
ولهذا اهتم هذا البحث بدراسة موضوع "دور التربية في مجال البيئة" بشكل نظري، وبشكل
تطبيقي عن طريق البحث عن التطبيقات التربوية العملية مع الأطفال خاصةً في رياض
الأطفال في مجال البيئة.
أهمية البحث
تتضح أهمية البحث من خلال النقاط
التالية:
·
أهمية
إلقاء الضوء على دور التربية في مجال البيئة بشكل عام
·
أهمية
إلقاء الضوء على الدور الذي يمكن أن تقوم به رياض الأطفال في مجال التربية البيئية
·
تقديم
مقترحات نظرية وعملية لتطبيقات تربوية في مجال البيئة
أهداف البحث
تتضح أهداف البحث من خلال النقاط
التالية:
·
معرفة
مفاهيم: التربية ووظائفها، البيئة، والتربية البيئية
·
معرفة
دور التربية في مجال البيئة
·
معرفة
أهم أساليب تربية طفل ما قبل المدرسة بيئيًا
·
معرفة
أهم الجوانب النظرية والتطبيقات العملية للتربية البيئية في رياض الأطفال
عناصر البحث
1- تعريفات
مفهوم التربية
التربية بمعناها الضيق هي كل ما يتصل بالتعليم والمدرسة، أما بمعناها الواسع فهي جميع العمليات الاجتماعية الفردية والجماعية التي يمر بها الإنسان في جميع مراحل حياته، من طفولته ونضجه إلى شبابه وهرمه. (عبد الغني محمد اسماعيل، 2014)
ووظائف التربية كما حددتها (منى محمد علي جاد، 2007) هي أنها:
وسيلة هامة لنقل التراث الثقافي، ضرورة اجتماعية، عملية تطبيع اجتماعي، وسيلة هامة للتكيف الاجتماعي، عملية نمو الفرد الإنساني، عملية تعلم لأنماط سلوكية مختلفة، عملية اكتساب خبرات اجتماعية، وسيلة أساسية للتميز، ووسيلة هامة للسيطرة الاجتماعية وتكوين الاتجاهات السلوكية.
مفهوم
البيئة
البيئة بمفهومها العام هي الوسط أو المجال المكاني الذي يعيش فيه الإنسان يتأثر به ويؤثر فيه، هذا المجال قد يتسع ليشمل منطقة كبيرة جدًأ وقد تضيق دائرته ليشمل منطقة صغير جدًا لا تتعدى رقعة البيت الذي يسكن فيه أو الفصل الذي يتعلم فيه وهي ببساطة مجموع ما يحيط بالأرض وما تحويه من: هواء وبحار وأنهار ومحيطات وكائنات حية والعلاقات والتفاعلات مع بعضها البعض. (أسماء وعايد راضي، 2016)
مفهوم
التربية البيئية
التربية البيئية هي عملية تربوية تستهدف تنمية الوعي لدى سكان العالم، وإثارة اهتماماتهم نحو البيئة، بمعناها الشامل والمشاركة المتعلقة بها، وذلك بتزويدهم بالمعارف، وتنمية ميولهم واتجاهاتهم ومهاراتهم للعمل فرادى وجماعات لحل المشكلات البيئية الحالية، وتجنب حدوث مشكلات بيئية جديدة. (أسماء وعايد راضي، 2016)
دور التربية في مجال البيئة
إذا
كانت التربية بوجه عام هي التنمية الشاملة بكل أبعادها البشرية والاقتصادية
والتنمية هي باب الحضارة التكنولوجية والعلمية، والإنسان هو محور ذلك لكل وسيلة
وغاية، فلا شك أن التربية البيئية إنما تنبثق من التربية بوصفها تهدف أساسًا إلى
توجيه الأفراد في كافة قطاعات المجتمع البيئية والمشكلات الناجمة عن التفاعل غير
العقلي وغير السوي معها من أجل تحقيق حياة أفضل للإنسان.
ومن
ثم أصبح من الضرورة تنمية سلوك الأفراد بما يتماشى وأهمية المصادر الطبيعية وغيرها
من مقومات البيئة في حياتهم، ولا يتأتى ذلك إلا عن طريق تربية بيئية تجعل أهدافها
تبصير أجيال الحاضر والمستقبل بإمكانات البيئة ودرجة تحملها لتطبيق الفكر الإنساني
حتى يمكن إكسابهم اتجاهات موجبة شأنها المحافظة على مستوى تحمل البيئة للإنسان.
وتسعى التربية في مجال البيئة إلى:
·
تكوين قاعدة معلوماتية لدى التلاميذ من خلال تزويدهم
بالمعارف والمعلومات البيئية الكافية التي تساعدهم على التعامل مع هذه المشكلات
والقضايا.
·
تنمية الاتجاهات والميول والأخلاقيات البيئية المسئولة
نحو البيئة وقضاياها.
·
بناء السلوكيات والمهارات البيئية الإيجابية التي تعين
على تحقيق السلام مع البيئة.
·
استنهاض الأخلاق البيئية والمسئولية البيئية للوصول إلى
تحقيق المواطنة البيئية لدى الأطفال.
أهم أساليب تربية طفل ما قبل المدرسة بيئيًا (منى محمد علي جاد، 2007):
أولاً:
الممارسة، أو الخبرة غير المباشرة عن طريق: أسلوب اللعب بأنواعه (ألعاب الداخل، الألعاب التعليمية
مثل: الألعاب الحركية، الألعاب الإرادية، الألعاب اللفظية، ألعاب الأصابع، الألعاب
الإنشائية، وألعاب الخارج مثل: اللعب بالرمل والماء...إلخ)، أسلوب المناقشة،
الأناشيد والأغاني، واستخدام الصور والأفلام والمجسمات
الممارسة،
أو الخبرة المباشرة عن طريق: الرحلات
والزيارات الميدانية لأماكن مثل: الحقول والمزارع والحدائق، والشواطئ والبيئات
المختلفة. بالإضافة إلى المتاحف والمعارض المتنوعة.
مجالات التربية البيئية والوعي البيئي في مرحلة رياض الأطفال (عبير عراج، 2016):
·
السلامة والصحة البيئية والجمال: ضروري لمحافظة الطفل
على صحته والوقاية من الأمراض وتحقيق النمو الصحي المتكامل. (قيام الطفل بنظافة
جسمه وملابسه وحاجاته، الاهتمام بنظافة الروضة والأماكن العامة، وضع القمامة في
الأماكن المحددة لها)
·
إدارة الموارد الناضبة وترشيد الاستهلاك: حيث التركيز
على ترشيد الاستهلاك في المياه والكهرباء وبقية أنواع الموارد
·
صيانة وحفظ الموارد الطبيعية: حيث يمكن للأطفال أن يؤدوا
دورًا فعالاً في حماية البيئة التي يعيشون فيها وتحسينها عدما يدركون أدوارهم
وواجبهم نحو البيئة التي يتعاملون معها (منزل، روضة، حديقة...إلخ.)
ويمكن العمل مع طفل الروضة على تحقيق التالي:
·
تنمية الشعور بالتعجب والتساؤل حول عناصر البيئة
الطبيعية التي تحيط بهم،
·
تقدير واحترام الكائنات الحية التي تعيش في الطبيعة،
·
ممارسة التجارب والخبرات المباشرة في التعامل مع الطبيعة
·
تقدير جمال الطبيعة والبيئة المحيطة بهم
ويتم تطبيق ذلك مع طفل الروضة عن طريق (جوانب نظرية وعملية):
·
نظريًا: تعرف مفهوم البيئة، تعرف كل ما يتعلق بالكائنات الحية
من حيوانات ونباتات، تعرف سبل التقليل من النفايات، تعرف الحياة البرية وحياة
النبات والأشجار والطيور، تعرف طرق الحفاظ على البيئة، وطرق الحفاظ على الطاقة،
وتعرف سلوكيات التعامل مع الكائنات الحية وحسن استخدام الموارد المتاحة في بيئة
الطفل وترشيد استهلاكها.
·
عملياً: قيام الطفل بزراعة الأشجار والنباتات والورود الموجودة
في المنزل أو حديقة الروضة ورعايتها وسقيها، تربية بعض أنواع الحيوانات الأليفة
والعناية بها، التعرف على أنواع الكائنات الحية وكيفية العناية بها، المساهمة في
أعياد البيئة كعيد الشجرة، والمشاركة في مسابقات متعلقة بالبيئة.
·
معلمات
رياض الأطفال تعرفن مفاهيم: التربية ووظائفها، البيئة، والتربية البيئية
·
المعلمات
أصبحن أكثر وعيًا بدور التربية في مجال البيئة
·
المعلمات
تعرفن أهم أساليب تربية طفل ما قبل المدرسة بيئيًا
·
اكتساب
المعلمات خبرات نظرية وعملية للتربية البيئية في رياض الأطفال
المراجع التي اعتمد عليها هذا البحث
1- عبير أمين عراج (2016): دراسة تقويمية لدور رياض الأطفال في نشر الوعي البيئي لدى طفل الروضة (دراسة ميدانية في رياض أطفال محافظة اللاذقية)
2-
أسماء وعايد راضي (2016): التربية البيئية والوعي البيئي
– دار الحامد للنشر والتوزيع – الأردن – الطبعة ألأولى 2016 - ص 17، 53، 54 & 59
3-
حسن بوعبدالله، وناني نبيلة (2008): واقع التربية
البيئية في محتوى برامج الطور الأول من التعليم الابتدائي الجزائري – مَخبر إدارة
الموارد البشرية – جامعة عباس فرحات، سطيف، الجزائر.
4-
عبد الغني محمد اسماعيل العمراني (2014): أصول التربية –
دار الكتاب الجامعي بصنعاء/ اليمن – الطبعة الثانية 2014 – ص 18
6-
منى محمد علي جاد (2007): التربية البيئية في الطفولة
المبكرة وتطبيقاتها - دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة - الطبعة الثانية 2007 –
ص 28: 30 & ص 195: 214
#الوعي_البيئي
#البيئة
#الاهتمام_بالبيئة
#طفل_ما_قبل_المدرسة
#التربية_البيئية
تعليقات
إرسال تعليق