الأنشطة الفنية للطفل: أهدافها، وأهميتها
هذا المقال
يتناول
هذا المقال موضوع "الأنشطة الفنية للطفل:
أهدافها وأهميتها".
حيث تعتبر
الأنشطة الفنية جزءًا هامًا في البرامج التربوية الموجهة للطفل. سواء في مرحلة
رياض الأطفال (سن ما قبل المدرسة)، أو في المراحل التعليمية التالية. وذلك لما لهذه
الأنشطة من دور في بناء شخصية الطفل من حيث التفاعل الاجتماعي الذي يحدث أثناء
ممارسة الطفل لهذه الأنشطة التي من شأنها أن تنمي إبداعه وتذوقه الفني مع أطفال
آخرين.
دور الأنشطة الفنية في تنمية الطفل
فالنشاط الفني يساعد الفرد في التعامل مع من حوله. ويزيد من شعوره بالرضا عن نفسه وثقته فيها، وذلك لأنه يوفق بين الاتجاهات الفردية والاجتماعية في آن واحد. فهو يجد لذة شخصية أثناء ممارسته لهذا العمل. ولذة جماعية أثناء رضا المجتمع عما أنتجه من أعمال فنية. كما أن الفن يوفر نوعًا من التوازن بين اتجاهات الفرد العقلية والانفعالية والفكرية والحسية وبين الوعي واللاوعي.
كما
تسمح الأنشطة الفنية للطفل بالاستمتاع والإبداع والرضا والإنجاز والنمو العقلي
ونمو إدراكه البصري وتعدد الأنشطة الفنية يدعم الخبرات الحسية.
الفنون والحرف
وتعتبر
الحِرَف والفنون جزء هام من التنمية الشاملة للأطفال.
فيمكن تحقيق التفكير الإبداعي والقدرة على حل المشكلات وغرس الثقة بالنفس من خلال
الأنشطة التي تُمكن الطفل من التعامل مع مختلف المواد الفنية والبيئية.
وأيضًا فإن عملية تعلم الطفل للفنون مرتبطة بالعمر. فالدراسات النفسية والتربوية في العقود الخمسة الأخيرة بينت أن الخبرة الفنية أساسية للطفل الصغير. لأنه يستطيع تذوق الفن قبل أن يستطيع النطق بشكل صحيح.
ما يحبه الطفل ويجذبه
وتُعد
الأنشطة الفنية من أكثر الأنشطة المحببة للطفل خصوصًا في مرحلة الطفولة المبكرة،
إذ يشعر الطفل فيها بالمتعة والإثارة، ويمكن استخدامها في عدد من البرامج التربوية
لتنمية اتجاهات الأطفال.
أسباب "أهمية هذا المقال"
- أن الاهتمام بالتربية الفنية يرتقي بالذوق ويدعم المواهب
- أنه يساعد في رفع وعي المعلمات وأولياء الأمور –خاصةً الأمهات- بأهمية الأنشطة الفنية في تنمية شخصية الطفل في المراحل العمرية المختلفة. وفي الروضة، أو المدرسة، أو المنزل.
ماذا نعني بمفهوم الأنشطة الفنية؟
النشاط الفني هو أي نشاط يقوم به الطفل مستخدمًا الخامات والأدوات الفنية المختلفة. حيث يستثار الطفل لخامات الفن بطرق مختلفة حتى وإن قصد اللعب بها وتجربتها والتعرف عليها. مما يؤدي إلى صقل معرفته وتقديم خبرة جديدة تجتذبه وتزوده بمعلومات أكثر عن الأشياء التي يتعامل معها.
فيصبح
الطفل تدريجيًا قادرًا على التمييز بين الأشياء والخامات المختلفة والابتكار بها.
وقد قال "فريدريك لوجان" أن النشاط الفني هو أفضل جواز سفر إلى الحياة الابتكارية. والأنشطة الفنية بشكل عام هي كل ما يساهم في بناء الفرد وتكوينه من الناحية الفنية والجمالية. وتعد الأنشطة التشكيلية آداة لمداخل تنموية كثيرة وإلى العلاج بالفن. فقد يهدف المعالجون بالفن إلى استخدام الفن التلقائي غير اللفظي لأغراض تشخيصية وتنفيسية وعلاجية. تساعد المريض على استعادة تكيفه مع ذاته وتوازنه مع المجتمع.
تعريف الأنشطة الفنية
وتُعَرَّف
الأنشطة الفنية أيضًا بأنها عبارة عن الممارسات التي يقوم بها الطفل مستخدمًا
الخامات والأدوات الفنية المختلفة، وتسهم في بناءه وتكوينه من الناحية الفنية
والجمالية.
والأنشطة
الفنية بشكل عام هي كل ما يساعد في بناء الفرد وتكوينه من الناحية الفنية
والجمالية. وتعتبر الأنشطة الفنية أداة لأدوار مهمة في بناء شخصية الطفل. فهي تساعد
الطفل على التعامل مع من حوله، وتزيد من شعوره بالرضا وينمي ثقته في نفسه.
والأنشطة الفنية أيضًا هي أنشطة يقضي فيها الطفل وقتًا ممتعًا. مُعبرًا عن قدراته باستخدام وسائط فنية مختلفة من خامات وأدوات في مجال من المجالات الفنية. كالرسم، التلوين، التشكيل، الطباعة، الأشغال اليدوية، أو التعبير الشفهي والجسماني. وينتج من خلالها الطفل عملاً فنيًا مبتكرًا.
والتربية الفنية، والتي ﻴﺠب ﻋﻠﻰ المُعلم/ المعلمة اﻋﺘﻤﺎدﻫﺎ ﻓﻲ ﺘﻘرﻴب الفن، وﻤﻔﻬوﻤﻪ إلى التلميذ. ﻫﻲ ﻤﺠﻤوع أﻨﺸطﺔ ﺒﻴداﻏوﺠﻴﺔ ﻴﺘﻌﻠم ﻓﻴﻬﺎ التلميذ أﺼول الفنون، وﺘﻘﻨﻴﺎت ﻤﻤﺎرﺴﺘﻬﺎ. وﻴﻜﺘﺴب ﻤﻌﺎرف حولها ﻷﺠل ﺘﺤﻘﻴق ﻨﻤوﻩ العقلي والوجداني، والحس الحركي.
وﺘﺸﻤل
التربية الفنية ﻜﺎﻓﺔ ﻓﻨون التعبير وأشكاله ﻤﺜل الرسم والنحت والتعبير الجسدي،
والمسرح والموسيقى. ﻜﻤﺎ ﺘﺴﺘﻨد ﻓﻲ طرﻗﻬﺎ إلى ﺘرﺒﻴﺔ اﻹﺒداع ﻗﺼد ﺘﻨﻤﻴﺔ الكفاءات
اﻹﺒداﻋﻴﺔ، والحس الجمالي لدى التلاميذ.
أهمية الأنشطة الفنية
يُعد التعبير الفني وسيلة هامة. يستطيع الفرد
من خلالها أن يعبر وينفس عن بعض صراعاته ومشاكله. ودوافعه، ومشاكله، ودوافعه
الشعورية واللاشعورية، دون أ يلجأ إلى عمليات الضبط والحذف لكل ما يراه غير ملائم
للتعبير.
فالطفل
يلجأ للتعبير ع مشاعره بصورة ملموسة من خلال الأنشطة الفنية التي تكون وسيلة فعالة
في علاج الاضطرابات الانفعالية وذلك بتفريغ تلك الشحنات الانفعالية.
ويمكن تلخيص أهمية الأنشطة الفنية في كونها:
- الأنشطة الفنية وسيلة علاجية: حيث يبدو الفن عنصر مميز في العلاج النفسي، فمعلم النشاط يشخص حالة الطفل الانفعالية ومن ثم يبدأ في العلاج على حسب الحالة.
- الأنشطة الفنية وسيلة تشخيصية: فالتعبير الفني يعكس شخصية صاحبه ودوافعه وصراعاته وحاجاته الخاصة وأحاسيسه ومشاعره واتجاهاته وعلاقته ببيئته الأسرية والاجتماعية.
- الأنشطة الفنية وسيلة إسقاطية وتنفيسية: حيث يُسقط الطفل كثير من مخاوفه ورغباته المكبوتة أثناء تعبيراته الفنية مما يحقق له الراحة النفسية والاتزان الانفعالي.
- الأنشطة الفنية لها دور في بناء شخصية الطفل، فالفن يساعد في تعلم الكثير من المعارف والسلوكيات التي تساعده على النمو النفسي والعقلي والاجتماعي.
- الأنشطة الفنية لها دور في التفاعل الاجتماعي، حيث أكدت الدراسات التربوية على دور العوامل الاجتماعية والثقافية في رسوم الأطفال ومدى تأثيرها بتغير المفاهيم والمدركات المنتشرة في كل بيئة.
وبشكل آخر، فإن أهمية الأنشطة الفنية تأتي من كونها يمكن أن:
- تساعد على النمو الطبيعي للطفل.
- تساعد على النمو المعرفي والإدراكي للطفل،
- تساعد على النمو الاجتماعي والوجداني للطفل،
- تساعد على تنمية القدرات الابتكارية للطفل،
- هي وسيلة إسقاطية وتنفيسية،
- وسيلة لاحترام وإتقان العمل اليدوي،
- وسيلة لتنمية شخصية الطفل،
- تساهم في تحقيق النتاجات العامة للعملية التربوية، وفي تحقيقها
لنتاجاتها الخاصة.
أهداف الأنشطة الفنية، والتربية الفنية لطفل الروضة
إذا ما ركزنا في تنمية أطفالنا منذ الصغر، فمن المهم
الإدراك والوعي بأهمية الأنشطة الفنية للأطفال منذ نعومة أظفارهم. فهي تعمل على...
- تنمية الناحية العاطفية أو الوجدانية لدى الطفل
- التدريب على الاستخدام غير المحدود، حيث تنطلق حواسهم من أسلوبها الذاتي المحدود إلى أسلوبها الموضوع الذي لا يعرف حدودها.
- التدريب على أسلوب الاندماج في العمل والتعامل
- التنفيس عن بعض الأفعالات والأفكار
- تأكيد الذات والشعور بالثقة بالنفس
- التدريب على استخدام بعض الأدوات والخامات
- شغل أوقات الفراغ بشكل مثمر ونافع
- إشباع حاجة الطفل إلى التعبير الحركي غير المقيد
- مساعدة الطفل على اكتشاف العلاقات المكانية في بيته، وفي روضته أو مدرسته
- مساعدة جهاز الطفل الحس حركي (البصر، اللمس، السمع) على اكتساب ارتباطات عضلية سليمة من خلال لمس الأشياء والقبض عليها وتناولها بين يديه وتتبع مسار الأشياء،
- تنمية تمايز إحساسات الطفل العضلية من خلال استخدام أصابعه في الرسم استخدام الفرشاة وأقلام التلوين...إلخ.
- مساعدة الطفل على تحديد اتجاهات جسمه في المكان الذي يتواجد فيه،
- تنمية التذوق الجمالي عند الطفل من خلال ملاحظة الكائنات الحية والظواهر الطبيعية،
- تربية حواس الطفل من خلال لمس الأشياء ومسكها للتعرف على أوجه التشابه والاختلاف في الشكل والملمس واللون والمادة والحجم،
- مساعدة الطفل على تمييز الفاتح والغامق والنور والظلام.
وإلى لقاءٍ
آخر في مقالٍ تالٍ نتحدث فيه عن كل نوع من أنواع الفنون المختلفة وأهمية إتاحة
الفرصة للطفل كي يمارسه حسب ميوله ومواهبه وقدراته وبحريةٍ تامةٍ.
المراجع التي اعتمد عليها هذا المقال
- منال عبد الفتاح الهنيدي (2006): الأنشطة الفنية لطفل الروضة، الناشر عالم الكتب 2006.
- منال الحربي، عهود الشايجي (2018): دور الأنشطة الفنية
في تنمية الوعي البيئي لدى طفل ما قبل المدرسة من وجهة نظر معلمات رياض الأطفال
بمدينة الرياض، مجلة الجامعة الإسلامية للدراسات التربوية والنفسية، Vol 26, No 6. 2018. Pp 510-536.
- عفاف ممدوح بركات (2017): تنمية مهارات التشكيل الفني
لطفل الروضة باستخدام برامج قائم على استراتيجية التعلم التعاوني (Jigsaw)، مجلة الطفولة، العدد السابع والعشرون،
سبتمبر 2017.
- هالة الجرواني، ومروة عبد النعيم (2016): الأنشطة الفنية
وتنمية اتجاهات الأطفال، وجبة الإفطار نموذجًا، مجلة خطوة المتخصصة في الطفولة
المبكرة، إصدار المجلس العربي للطفولة والتنمية، العدد 29، خريف عام 2016
- حسام الدين مصطفى محمد (2019/ 2020): محاضرات في المهارات الأساسية في التربية الفنية، كلية التربية للطفولة المبكرة – جامعة أسيوط
تعليقات
إرسال تعليق