اللعب المالي النظيف في الدوري المصري: هل الكبار يلتزمون فعلاً؟
لماذا نُسلط الضوء على اللعب المالي النظيف؟
يُقسِم اللعب المالي النظيف (Financial Fair Play - FFP) التوازن بين طموح الأندية واستدامتها المالية، ليمنع الإنفاق المفرط على الحسابات اللاحقة. في مصر، يكتسب هذا الموضوع حدة بين المنافسين الكبار، خاصة مع غياب رقابة صارمة ومستقلة على الضرائب والإنفاق.
تحليل مواقف الأندية الثلاثة الأوائل:
1. الأهلي: القريب من المعايير
2. الزمالك: الاستثمار على حساب الالتزامات
رغم خطط الزمالك لتوليد موارد كبيرة من تطوير أرض النادي وشراكات تجارية مربحة، إلا أن الميزانيات الماضية تكشف عن أزمات مالية حادة. الرسوم، الديون المتراكمة، وحظر التسجيل (حظر القيد) من فيفا إثر تأخر في سداد مستحقات لمدربين ولاعبين أجانب سابقين… كلها علامات على أن الأبيض ما يزال يعاني من التوازن المالي.
3. بيراميدز: الإسراف والإشكاليات المالية
مقارنة: الالتزام المالي ومخاطر الفساد المالي
العنصر |
الأهلي |
الزمالك |
بيراميدز |
مصادر الدخل والمشاريع |
إيرادات قوية من بطولات محلية
ودولية، وشراكات تجارية ثابتة. |
خطط مستقبلية لمشروع تجاري ضخم (مول، مركز طبي) يُنقذ المالية. |
شراكات ضخمة مثل مع ADQ لتعزيز الموارد والنشاط الرياضي. |
التحكم بالديون والالتزامات |
إدارة مستقرة نسبياً بدون أزمات مالية
معلنة مؤخرًا. – |
ديون ضخمة تتجاوز 1.5 مليار جنيه،
تأخر في دفع مرتبات وحقوق اللاعبين. |
لم يظهر ارتفاع لديون معلنة، لكن الاعتماد على تمويل خارجي قابل للاختفاء. |
الالتزام باستدامة الإنفاق |
إنفاق متوازن ومدروس وفق قدرات النادي وتوفيرات مستدامة. |
الإصلاح قائم لكن المرونة محدودة
لإعادة التوازن المالي. – |
إنفاق ضخم منذ التأسيس (مثلاً أكثر
من €50 مليون دفعة واحدة)، ما يثير التساؤلات حول الاستدامة. |
المخاطر التنظيمية |
احتمال الالتزام بالتعليمات والأسس
المالية. – |
تحذير من الفيفا، غرامة، إمكانية
منع التسجيل وخصم نقاط. |
يعتمد على الاستثمارات الخارجية وليس لديه رقابة محلية واضحة لضمان الشفافية. |
الخُلاصة:
-
الأهلي يُعد مثاليًا نسبيًا؛ يتمتع بدخل متوازن وإدارة مالية مستقرة. فالأهلي يُعد الأكثر اقترابًا من تطبيق مبدأ اللعب المالي النظيف في مصر، حيث توازن عملياته المالية بين الإيراد والإنفاق دون سعي إلى بناء دين ثقيل أو الاعتماد على تمويلات غير مستقرة
-
الزمالك يعيد بناء موارده لكنه يعاني من تداعيات مالية متراكمة. وغير معلن بشكل رسمي مصادر الدخل التي اعتمد عليها لتمويل صفقاته الجديدة. فهو يواجه تحديات مالية حقيقية، تشمل ديونًا ضخمة وتأخرًا في الوفاء بالالتزامات تجاه اللاعبين. ورغم وجود مشاريع لإعادة التمويل (مثل تطوير عقاري)، إلا أن الالتزام الفعلي لا يزال في طور الإصلاح.
-
بيراميدز يستخدم تمويلًا غير محدود، لكنه يتسم بعدم ثبات واستدامة وقد يضرب بعنف في مفاهيم اللعب المالي النظيف. أي أنه يتميّز بقدرته على ضخ الأموال بسرعة في سوق الانتقالات والتمويل الرياضي، لكنه يفتقر إلى إطار مالي يُضمن الاستدامة. اعتماده على تمويل خارجي كبير يجعل موقفه بعيدًا عن تطبيق معايير اللعب المالي النظيف.
الأمل الحقيقي لضمان اللعب المالي النظيف يكمن في تفعيل لوائح مالية واضحة تُطبق بحزم على الجميع. هذا هو الطريق الوحيد لضمان نزاهة المنافسة واستدامة الأندية. فهل سيهتم أحد في الكرة المصرية بضمان ذلك؟
تعليقات
إرسال تعليق