فيلم الخروج من الجنة... بطولة فريد الأطرش وهند رستم

الخروج من الجنة، أو السقوط من "عنان" السماء!

مقدمة عن الفيلم

الفيلم من بطولة: فريد الأطرش في دور (مختار) والفنانة هند رستم في دور الصحفية (عنان). وقد شارك في التمثيل كل من: عماد حمدي (الزوج الثاني/ أحمد رفعت)، أحمد رمزي (كامل زوج أخت عنان)، محمود المليجي (والد عنان). سهير المرشدي (ليلى أخت عنان)، ليلى شعير (نادية صديقة مختار التي تحبه)، زوزو ماضي (خديجة هانم/ خالة مختار). عادل إمام (عباس مساعد وسكرتير مختار)، كوثر شفيق، محسن حسنين، وحسين اسماعيل.

والفيلم من إخراج محمود ذو الفقار، سيناريو وحوار محمد أبو يوسف عن قصة مسرحية للكاتب المسرحي والروائي توفيق الحكيم تحمل نفس الاسم. وهو من إنتاج شركة القاهرة للإنتاج السينمائي، إنتاج سنة 1967 وقد تم عرضه الأول في 20 مارس 1967.

ويعتبر هذا الفيلم من الأفلام الدرامية الممزوجة بالأغاني والموسيقى. وهو من أفلام "الأبيض والأسود".

بداية الفيلم، كوميديا

يصل أحمد رمزي ومعه زوجته أخت عنان (البطلة هند رستم) والتي تلعب دور أختها الفنانة سهير المرشدي ليجدا الفنان محمود المليجي الذي يؤدي دور الأب للصحفية عنان. وهو يروح ويجئ في أسفل السلم الموصل لغرفة (عنان). بالتبادل  مع شخص سوف نعرفه بأنه المحرر الصحفي للجريدة أو المجلة التي تعمل وتنشر فيها عنان أعمالها وقصائدها.

المشهد يبدو فيه القلق الذي يزداد حين نسمع الدعاء: يا رب، يا رب

ثم نجد أحمد رمزي يبتسم وينظر إلى زوجته المتحيرة في سبب هذا القلق ليضحك ويقول لها، "يظهر أختك بتولد". ومع القلق قد تصدق أن هناك حالة ولادة بالفعل خصوصًا مع توتر الأب. والشخص الآخر معه إلى حين ظهور الطفل الخادم الذي يظهر حاملاً فنجان القهوة في عظمة. ويطلب منهم إفساح الطريق، ليدور حوار تفهم منه أن عنان "تلد فكرة، والفكر توضع في قصيدة". وأن الأستاذة عندما تكتب ينتظرها الشعب، حتى وإن كان فيهم أبيها، لكي يستلم الجوهرة التي سوف تلدها "بنت جديدة من بنات أفكارها".

ثم نعرف أن سبب حضور أحمد رمزي وزوجته ليلى (سهير المرشدي) هو أنهم قد وجدوا "عريس" من أجل عنان. مواصفاته "خريج جامعات أمريكا وانجلترا". ليقرر الأب أن ابنته "مخها متركب شكل تاني" وربما ترفض رغم كل مميزات العريس.

عنان الأستاذة



تظهر (عنان) التي من البداية تصحح لمن حولها أخطائهم ومفاهيمهم. فهي تصحح لأبيها خطأه في قراءة كلمة في قصيدتها الجديدة. وتصحح لمحرر المجلة المنتظر لإنتاجها وتخبره أنها لا تستطيع أن تضبط الوحي الخاص بها، على موعد إصدار المجلة.

وحين يطلب منها (كامل) زوج أختها أن تتكلم عن مستقبلها وحياتها ترد قائلة، "كده، أنت عندك خطة لحياتي ولمستقبلي؟"

لتتدخل (ليلى) وتعلن أن (أحمد رفعت، العريس الذي يلعب دوره الفنان عماد جمدي). هو مهندس كبير، مركز عظيم، ومثل أعلى للشباب المكافح.

ثم يدور الحديث وتصر عنان على تلقي إجابة للسؤال "شخصيته إيه؟"، فتتلقى إجابات أنه كبير مهندسين، مرتبه كبير، عنده فيلا، أخلاقه عالية جدًا.

لنعرف أن عنان الأديبة، الفنانة، الشاعرة زوجها لابد وأن يكون أديب وفنان مثلها. أن يكون عنده تجارب في الحياة. بمبدأ إن "الراجل المجرب لما يفكر يتجوز يبقى خلاص. شبع من الدنيا وعايز يستقر"، وهو دائمًا يكون "زوج مثالي".


المقابلة في بيت خديجة هانم

تدعو ليلى أختها عنان لمقابل أحمد رفعت في بيت خديجة هانم للتعارف، أحمد رفعت (الشاب عماد حمدي) يحكي عن الفروق بين البلاد في الطقس وأثره على الإنتاج. تشير عنان لأبيها الذي يفهم أنها تريد أن تسأل عن علاقة أحمد رفعت بالفن وبالأدب. فيقاطعه الأب سائلاً، "إيه رأيك في المسرح الإنجليزي؟". ليجيب أحمد أنه لا يهتم به، ويحكي أنه مرة حضر مسرحية. لكنه لم يكملها بسبب الملل.

وفجأة، وللصدفة البحتة، تسمع عنان صوت موسيقى وغناء. المغني يتغنى بقصيدتها الأخيرة. تلفت انتباه والدها الذي يؤمن على صحة ما تسمعه. فتترك أحمد رفعت (العريس المفترض) وتنتحي بخديجة هانم بعيدًا لتسألها عن الصوت وصاحبه. فتجيبها خديجة هانم بأنه، "مختار رضوان ابن اختها. مغني وملحن وبيلعب سبق وبيلعب بوكر غير مغامراته المعروفة عنه."

عنان تدخل غرفة مختار وهو يقوم بالعزف والغناء

فيشتد في عنان الفضول، وتدخل في هدوء إلى غرفة مختار (فريد الأطرش) الجالس في يده العود وأمامه المجلة مفتوحة على كلمات قصيدة عنان. ويقف من خلفه بمسافة مساعده (عباس)، الذي يمثل شخصيته عادل إمام عندما كان مجرد كومبارس.

عنان تتعرف على مختار

يستمر مختار في التلحين دون أن ينتبه لدخولها، وعباس يراها فيندهش لكنه لا يتحدث. وهي تستمع وتستمتع وتتقدم للأمام معجبة حتى ينتبه مختار لوجودها فيتوقف عن العزف والغناء.

ويدور حوار حول اللحن وجماله، وكونه فنان موهوب. فيشعر عباس بالخجل من وجوده ويخرج. ليستكمل مختار كلامه عن الشاعرة صاحبة الكلمات (عنان) يمدح فيها وفي إنتاجها الفني. ويعلن أنه يخاف أن يتعرف عليها لئلا تحدث له صدمة إذا ما وجدها بخلاف الصورة المثالية التي رسمها لها في خياله.

فتصف له هي (عنان) التي تعرفها حتى يستنتج أنها تتحدث عن نفسها، وتبدأ مشاعر الحب تغزوه. وتغزوها. ويتعرف كل منهما على الآخر أكثر. وهي تدعوه للتفكير لكي يحترف الفن لأنه موهوب. ويفترقا بعد اتفاقهما على لقاء آخر وقتما وأينما يطلب هو.

في اليوم التالي

يأتي عباس، ومعه صديقة مختار (نادية). يطلب عباس إيقاظ مختار بيه، المستيقظ بالفعل من 8 صباحًا ليستمر في التلحين. يحدثانه، فلا يرد. فتقول صديقته، "ده لازم داخل على حب جديد".

ويطلب مختار من مساعده عباس أن يلغي كل مواعيده ومقابلاته وجدول أعماله. ويعلن، أنه من اليوم سيقرر نظامًا جديدًا لحياته.

عنان في العمل

تظهر بعد ذلك عنان في مكتبها بالجريدة. والسكرتير الخاص يقرأ لها جدول المواعيد الخاص بها في اليوم. فتطلب منه إلغاء موعد الساعة 12:30 لأن لديها موعد مع سيدة صاحبة مشكلة. وهي سوف تقابلها لكي تساعدها. وبعد خروجه، يدور حديث بينها وبين زميلة أو سكرتيرة تشاركها في غرفة مكتبها لتلقي فيه عنان بعدد من الحكم والمثل العليا حول العمل وأهميته، والإنسانية...إلخ.

لتدخل السيدة المنتظرة صاحبة المشكلة، وقبل أن تحكي مشكلتها. تستقبل عنان أول مكالمة تليفونية من مختار. فتظهر عليها الفرحة، ويطلب مختار منها أن يقابلها لكي تسمع لحن غنوتها بالكامل. وتكون المقابلة على أرض محايدة، في بيت خالته خديجة هانم.

الأغنية الأولى (أضنيتني بالهجر ما أظلمك، فارحم عسى الرحمن أن يرحمك)

وتذهب عنان بالفعل، لتتفاجئ بوجود فرقة عزف كاملة جاهزة لعرض اللحن والأغنية مع مختار. فتجلس بمفردها تستمع إلى اللحن والأغنية من الفرقة ومن مختار في انبهار تام.

 
مختار يغني من كلمات عنان

بعد انتهاء الأغنية، يحاول مختار الانفراد بعنان في بيت خالته الخالي. فقد طلب مختار من خالته أن تأتي إليه في بيته في نفس موعده مع عنان. وذهب هو ليقابل عنان في بيتها. لكن عنان تصده وتُظهر له أنها تفهم ما يريد. ثم تطلب منه بعد أن يعتذر عن فعلته، أن يهتم بموهبته ويعمل على أن يصقلها ويعمل بها. فيعدهها بأن يفعل. وتقدم له درسًا في الحياة ثم تتركه.

وهو متعلق بها، وهي شغوفة به تفكر فيه مثلما هو يفكر فيها

مختار يطلب الزواج من عنان

يطلب مختار من خالته أن تساعده في الزواج من عنان فترفض. فهي لا تثق فيه ولا في أفعاله وأخلاقه. فيضطر للذهاب بنفسه إلى عنان في الجريدة، ويقابلها كصاحب مشكلة. يحكي لها عن حياته، وعن حبه لها، وطلبه للارتباط بها والزواج. فتتجاوب معه وتقبل الزواج منه. فهو فنان، وهي فنانة، وتحبه. وسوف تغفر له ماضيه.

مختار يطلب يد عنان في مكتبها


فيذهب مختار لأبيها ويطلبها للزواج، ويتزوجا. ثم يسافران لقضاء شهر العسل خارج القاهرة مع موسيقى، "طلعت يا محلا نورها شمس الشموسة" لسيد درويش.

شهر العسل

وهناك على الشاطئ يغني فريد الأطرش أغنية، "أنا وأنت ولا حد تالتنا. أنا وأنت وبس".

وفي الفندق، يقابل مختار واحدة من صديقاته السابقات ويخشى أن يُغضب هذا عنان إلا أنها تفاجئه بعدم غضبها. لأنه سيصبح لديه معجبين ومعجبات كثيرات بعدما يشتهر كمغني. وهو يعلن عدم تقبله أو استعداده لأن يصير مغنيًا. إلا أنها تصر على تشجيعه بأن يجتهد ليكون.

أيضًا، رغم أنها في شهر العسل، إلا أن عنان لم تنسى الاهتمام بالرد على خطابات القراء للجريدة ومشاكلهم. فهي استيقظت في الفجر لتنهي العمل. وهذا لم يعجب مختار، فبدأت تسمعه نصائحها وحكمها.

العودة من شهر العسل

عادت عنان ومعها مختار من شهر العسل. وهي تدبر له خطة لكي تشجعه على التأليف الموسيقي والغناء كما أخبرت أختها التي استقبلتهما في المطار. وفي ظل انشغالها بعملها، تعود شلة مختار للحضور إليه في البيت للعب البوكر (القمار). وعندما تعود عنان من العمل متأخرة وتجدهم، لا يعجبها الحال. يطلب منها مختار أن تترك العمل لتتفرغ له، لكنها ترفض. وتطلب منه أن يملأ الفراغ الذي يشعر به بأن يعمل.

ويدور الحوار مرة أخرى حول موهبته، وتعلن عنان أنها سوف تساعده.

ليتفاجئ بعد أيام، عندما يعود من الخارج، بوجود فنانين ونقاد يستمعون لأغنيته المسجلة. ويقولون رأيهم الإيجابي فيها. فيتدخل ويشكرهم، لكنه كان غاضبًا وغير راضٍ. وطلب منها عدم التدخل، وأعلن للنقاد الضيوف عدم رغبته في أن يحترف الغناء.

بداية النهاية لزواج مختار من عنان

يشعر مختار أنه قد تسرع في الزواج من عنان، ويقول لها هذا الكلام. فتعلن له أنها لا تقبل أن يكون زوجها عاطل. ويشتد الكلام فيما بينهما، لتتركه وحيدًا في حجرة النوم وتذهب معلنة أن حياتهما الزوجية لا يمكن أن تستمر.

 
مختار يغضب بسبب مقال يصفه بأنه "عاطل بالوراثة"


في الصباح، تحاول عنان أن تلطف الجو بينهما وهي تعد لمختار زوجها الفطور دون أن تذكره بما حدث في المساء. وبينما حبل الكلام الودي بينهما يمتد، فوجئ مختار بمن يكتب عنه في الجرائد. مطلقًا عليه، "فنان يدفن نفسه لأنه لا يزال يعيش في دور العاطل بالوراثة. لتشتعل ثورة غضبه التي يصب جامها فوق رأس عنان. زوجته التي تسأله، "مش دي الحقيقة؟" وتدافع عن كاتب الخبر في الجريدة. وقد زاد هذا من غضبه أكثر.

خطة عنان لتحفيز مختار للعمل

عنان تحكي لأختها وهي تبكي أنها تمر بأزمة. أزمتها أنها لا تستطيع تغيير مختار. ولا تستطيع أن تدفعه للاهتمام بالموسيقى والتلحين والغناء والعمل في مجال الفن.

وأعلنت على أن خطتها تتمركز حول أن يشعر مختار بعدم حبها له. وبأن هذا وحده ما سوف يشعل نار الفن في داخله. لتنفجر موهبته وينطلق في سماء الفن. وتعلن أيضًا أنها لابد لها من أن تتركه لحياته حتى يصبح "إنسان له قيمة".

وقوع الطلاق بين مختار وعنان

بسبب استمرار مختار في ممارسة لعب القمار في منزل صديقته نادية. ورغم نصيحة وطلب نادية نفسها منه أن يكف عن ذلك ويعود إلى زوجته قائلة، "عنان عايزة تلمك يا مختار. أصلك مبعتر قوي". إلا أن مختار عندما يعود إلى البيت يجد عنان وقد تركت له غرفة النوم واستقرت في غرفة أخرى. كبداية للانفصال، وكاعتراض على ما يقوم به من أفعال. وبداية لخطتها في تعذيبه بحرمانه من حبها.

وفي الصباح، بالفعل يتشاجران. ويخرج هو غاضبًا متوعدًا أن "يوقفها عند حدها".

ويبدأ مختار في خطة إشعال الغيرة في قلب عنان بالخروج مع صديقته نادية. ويطلب أن يتم تصويرهما ونشر صورهما في المجلات لكي تراها عنان. التي رغم غيرتها، تعلن له أن ما يفعله لم يعد يهم.

فيزيد هذا من ثورته ومن غضبه

ويسافر مختار إلى مرسى مطروح مع صديقته نادية وباقي الشلة. لكنه من الداخل لم يكن سعيدًا. وبمجرد وصوله إلى الفندق، طلب حجز تذكرة طيران للعودة. فهو يقوم بعمل كل هذا فقط، لإثارة غيرة عنان.

عنان التي يطلب منها والدها في نفس الوقت الانفصال عن مختار بسبب فضائحه. إلا أنها تخبره أن الآوان لم يأت بعد. وتستلم وهو معها برقية من مختار يعلن لها فيها حبه، وعودته من السفر لأجلها. ومن بعد البرقية، تصلها هدية مرسلة من زوجها، وتفتحها أمام أبيها فتجد "حلق ألماظ" غالي الثمن.

يعود مختار ويتغزل في عنان، حبه الوحيد وحياته. ويطلب منها أن تطمئنه. لكنها تعامله ببرود وجفاء. وترفض قبول هديته.

فيغضب، ويطلب من الطباخ "الهون" ليضع فيه الحلق الألماس الغالي ليدقه ويطحنه حتى يصير ترابًا. وتعلن عنان له، وهي تبكي، أن قلبه لا يساوي شيئًا لديها. وأن طريقاهما مختلفان. وأنهما تطلب منه التضحية، بأن يمنحها حريتها في الحياة بالطلاق.

فيوافقها في طلبها ورجائها

مرحلة ما بعد الطلاق، وزواج عنان من أحمد رفعت

 يحبس مختار نفسه في بيته لمدة شهر بعد الطلاق، وتأتي خالته لتزوره وتحكي له عن مقابلتها لعنان التي تعمل وتعمل فقط. وحكت له أن عنان ترى أن زواجهما منذ البداية كان "خطأ". وأنها لا يمكن أن ترجع إليه في أي يوم من الأيام. وتطلب منه أن يعود لحياته، ويخرج من محبسه.

وبعد أن يطلبها مختار في التليفون، تردد عنان على مسامعه وتؤكد له ما قالته خديجة هانم. ولأن مختار لم يتحرك أو يتغير خلال شهور. عادت عنان للسؤال عن أحمد رفعت. الذي لم يتزوج لأنها رفضته. فتطلب مقابلته، وتقبل بالزواج منه.

مختار يهنئ أحمد رفعت وعنان بالزواج وهو حزين


وعندما يعلم مختار من خالته خديجة هانم بزواج عنان، يذهب من فوره إليها في منزلها. ليقابلها وزوجها الجديد أحمد رفعت، الذي يستقبله ويشكره على قدومه لتهنئته.

بداية مسيرة مختار الفنية

يتعذب مختار بالذكريات، وتطن في أذنيه كلمة عنان، أنه إنسان عاطل. فيلجأ للعزف والتلحين والغناء. مفجرًا طاقاته الفنية.

بينما عنان، تتفاجئ بأن أحمد رفعت له نفس وجهة نظرها في أهمية العمل. فقد وجدته يعمل في شهر العسل. وعندما سألته، أجابها بنفس حكمتها عن العمل وأهميته.

واستقبلت بعدها مكالمة من أختها، تخبرها فيها أن مختار يستعد لتقديم أولى حفلاته على مسرح الأوبرا. وأنه يعمل ليل نهار منذ أن تزوجت من أحمد وسافرت.

مختار يعمل ويتألق  

في نهاية الفيلم، يظهر أن عنان لا تزال تحب مختار وتتحسس أخباره. وقد جاء لها زوجها أحمد رفعت يعلنها بتعيينه في منصب كبير في الأمم المتحدة وإلى سفره إلى أمريكا.

وعندما تقابل عنان أختها ليلى قبل السفر، تسالها عن مختار. وعن حجزها لتذاكر في الحفل الذي سوف يقدمه في الأوبرا. لكي تستغل سفر زوجها أحمد، وتذهب مع أختها لحضور الحفل الأول لزوجها السابق مختار. الذي يبحث عنها بعينيه بين الحضور فلا يراها.

ويبدأ الحفل بأغنية "لا وعينيكِ، يا حبيبة روحي. لم أعد فيكِ ذائبًا. فاستريحي".

وبعد انتهاء الحفل، ومع التصفيق الحاد الذي يعلن نجاح مختار، تبكي عنان. وتعلن لأختها فرحتها بنجاحها في أن يصل مختار للمجد, وحزنها بسبب خروجها هي من جنة الحب.

 وينتهي الفيلم بنظرتها إليه من أعلى، وهو خارج أبواب المسرح حوله يلتف المعجبون والمعجبات. يصفقون له ويطلبون توقيعه قبل أن يركب سيارته ويغادر إلى بيته. فتذهب هي ورائه لتراه وهو يدخل إلى بيته. ويدخل هو إلى البيت الخالي البارد، تطن في أذنيه كلماتها عن كونه عاطل. تندمج هذه الكلمات بأصوات تصفيق المستمعين. فيلجأ لكي يهرب منها إلى عوده يعزف عليه.
مختار يتسلح بالعزف في مطاردة الذكريات


وتغادر في الخارج عنان مع أختها، بعد أن تقول أنها قد افترقت عنه في الدنيا. لكن حبهما سوف يجمع بينهما في الآخرة.

 

تأملات وأسئلة وأفكار حول شخصيات وأحداث الفيلم:

  • عنان لم تحب مختار لشخصه، ولكن لأنه الراجل المجرب الذي شبع من الدنيا، ولموهبته التي ستمكنه من أن يكون له ملايين المعجبات. عنان أحبت فنه ربما أكثر منه. لذلك كان من السهولة لها أن تتركه حتى وإن ادعت بمثاليتها الشديدة أن هذا في مصلحته.
  • عنان شخصية مثالية زيادة عن اللازم. شخصية، على مستواي الشخصي، أكرهها لأنها تعيش بنظام الـ "حافظ وليس بفاهم". شخصية أنانية لا تحاور. فهي ترى أنها هي الوحيدة التي لديها الفكر وتمتلك الحقيقة. وان على الآخرين طاعتها والعمل بما تقول. وأبيها هو أكثر مطيع لها، ومغلوب في النقاش دومًا معها.
  • شخصية عنان، شخصية كارتونية. دائمًا هي الصح. تتحدث بالقيم وبالمثل العليا وبالنظام والعمل حتى أثناء قضاء شهر العسل بعد الزفاف. شخصية شعرت أنها أقرب للروبوت منها إلى الإنسان.

عنان كآلهة إغريقية

  • في بعض من مشاهد الفيلم، نرى عنان تهبط على السلالم من أعلى وهي تطل على الآخر. سواء كان هذا الآخر هو الأب أو موظف المجلة أو أي شخص. وتتحدث أيضًا أغلب الوقت بفوقية، من طرف أنفها كما يقال بالعامية. ولكي تتحاور معهم لابد أن يصعدوا هم إليها.
  • ضحكت كثيرًا من وصف (ليلى) أخت (عنان) لأحمد رفعت (عماد حمدي) بالشاب المكافح وهو في سن الستين تقريبًا. ومثله وصف عنان نفسها لمختار (فريد الأطرش) بالشاب أيضًا. الفيلم يتحدث عن شباب فوق الستين.
  • رغم أن الفيلم من إنتاج سنة 1967، أي بعد ثورة 1952، إلا أن أحداثه تدور في فيلل وقصور "باشاوتي" مع العلم أن عنان موظفة تعمل في جريدة حكومية ليس إلا. حتى البطل مختار يعيش باشا من ثروة طائلة لا يحتاج معها إلى أن يعمل. فمن أين؟ أعتقد أن السبب هو أن توفيق الحكيم نشر هذه المسرحية في عام 1952 وقد كتبها عن أبطال في عصر الملكية قبل انطلاق ثورة يوليو 1952. أبطال من طبقة الباشوات والعاطلين بالوراثة.

تأثر توفيق الحكيم بالأدب الأغريقي وقصة الفيلم



  • أعلم من قراءتي لأعمال توفيق الحكيم تأثره بالأدب اليوناني/ الأغريقي الذي يمتاز بأن القدر أو الصُدف تلعب أدوارًا محورية في حياة ابطاله. وقد ظهر هذا في الفيلم، في الصدفة أو القدر الذي جمع بين عنان ومختار في بيت خالته (خديجة هانم) على غير موعد أو اتفاق. فهي كانت ذاهبة للتعرف على أحمد رفعت، فتتعرف على مختار وتختاره زوجًا.
  • الفيلم يمثل مأساة مثل المآسي الإغريقية (التراجيديا اليونانية القديمة). فهو لم ينتهي نهاية سعيدة بعودة البطل للبطلة كالمعتاد. بل استمرت معاناة البطل، ومعاناة البطلة. وابتعدت بهما المسافات في غير أمل للعودة.
  • اختيار أسماء الأبطال أيضًا له دلالاته. فكلمة "عنان" نفهم معناها عند قولنا "صعد إلى عنان السماء". أي إلى أعلى قمة موجودة. فعنان هل القمة أو أعلى قمة يمكن الوصول إليها. أما اسم مختار فهو مفهوم معناه. الشخص الذي تم اختياره من صاحبة أعلى علو أو أعلى قمة.

أسئلة تحتاج للتفكير ولإجابات

  • عنان التي تطلب رجل ذو خبرة وتجربة في الحياة لكي تتزوجه. فمن أين وكيف أتت هي بخبرتها وتجربتها في الحياة لكي تحكم بهذا؟ من أين لها بالأحاسيس وبالتعبيرات التي رسمتها في أشعارها حول العلاقة بين الرجل والمرأة؟ القراءة فقط دون تجربة عملية ومعاشة في الحياة لا تُساعد على الإبداع، وهذا باعترافها. هي اسئلة لا نعرف لها إجابة في قصة الفيلم.
  • لا يمكن أن نغفل دور "نادية" صديقة مختار التي كانت بالفعل تحبه وبكل صدق. فهي تركته لكي يتزوج من عنان حين شعرت بأنه صادق في حبه لها متمنية له الخير. وحين لجأ إليها لكي تساعده في إثارة غيرة زوجته لكي تتفرغ له وتعطيه كامل اهتمامها. لم ترفض أن تساعده، رغم أن الحب في بعض الأحيان وبشكل عملي "أناني". لكنها ضحت بحبها ربما أكثر من تضحية عنان ذاتها.
  • ما ذنب أحمد رفعت لأن يتزوج إنسانة ترى أنها تضحي بنفسها من أجل من تحب لكي تتحسن أحواله؟ وهل لا يعتبر زواجها ممن لا تحب بينما قلبها مع شخص آخر ظلم  وخداع للرجل الذي تزوجها؟ أو ليست هذه خيانة؟

أخيرًا، ينبغي القول أنه لا يوجد أعظم من أن يضحي إنسان بنفسه من أجل من يحب. وأحيانًا نجد في الحياة ما هو أصعب من أن نصدقه. وما هو أكثر مثالية مما تصل إليه العقول بالتفكير المجرد.

لمشاهدة الفيلم




#أسامة_الأديب

#الخروج_من_الجنة

#أفلام_زمان

#كلاسيكيات_السينما_المصرية

#توفيق_الحكيم

#فريد_الأطرش

#هند_رستم

#عادل_إمام




تعليقات